اندلاع 10 حرائق في يوم واحد... والخسائر بمئات الملايين شهدت درجات الحرارة منذ بداية شهر أوت الجاري ارتفاعا كبيرا بمختلف مناطق الجمهورية بلغ ذروته خاصة يوم السبت 5 أوت بتجاوزها ال 45 درجة مائوية في جل المناطق وهو ما تسبب في اندلاع عدة حرائق في الغابات الجبلية بمناطق الشمال الغربي خلفت خسائر مادية فادحة تقدر بمئات الآلاف من الدنانير. إذ سجلت في الفترة المترواحة بين يومي 2 و6 أوت اندلاع 13 حريقا بولايات جندوبة وسليانة وبنزرت وباجة والكاف بينها 10 حرائق اندلعت في يوم واحد(5 أوت) منها اثنان ناتجان عن تسرب النار من الحدود الجزائرية التي تشهد منذ أيام حرائق كبيرة. وقال سمير بلحاج كاهية مدير بالإدارة العامة للغابات في اتصال مع"الصباح" إن مصالح إدارة الغابات سجلت 13 حريقا بين 2 أوت و6أوت بمناطق البشاينية والحمراء من معتمدية عين دراهم وتكرونة من معتمدية ساقية سيدي يوسف وغار الدماء ومكثر وكسرى وبنزرت، منها عشرة حرائق في يوم واحد وهو ما تسبب في إتلاف عشرات الهكتارات(تناهز 100 هكتار في انتظار التقارير النهائية الرسمية) من أشجار الصنوبر والصنوبر الحلبي(الزقوقو). وأضاف بلحاج:" لقد تم تسجيل 121حريقا في الفترة الممتدة بين غرة ماي و6 أوت من العام الجاري تسببت في احتراق 324 هكتارا من الغابات في انتظار معرفة خسائر الحريقين الأخيرين اللذين مازالا يشتعلان بمنطقتي الحمراء بحمام بورقيبة وتكرونة بساقية سيدي يوسف "، مشيرا إلى أن عدد الحرائق ولئن يبدو مرتفعا مقارنة بنفس الفترة من العام 2011 الذي شهد 62 حريقا فقط فإن المساحة التي أتلفتها حرائق العام الفارط بلغت 536 هكتارا فيما لم تتجاوز 424 هكتارا خلال نفس الفترة من العام الجاري باحتساب حريقي الحمراء وتكرونة المتواصلين. مروحيات وآليات بالجملة أمام هذه الحرائق المندلعة على الحدود التونسية الجزائرية في مناطق جبلية وعرة تمت الاستعانة إضافة إلى أعوان الغابات والحماية المدنية بقوات الجيش التي وفرت عدة آليات إضافة إلى ثلاث مروحيات وطائرات عسكرية للسيطرة على الحرائق التي مازالت متواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر بمنطقي الحمراء وتكرونة بسبب صعوبة التضاريس والحرارة المرتفعة و بسبب آليات التدخل المحتشمة المتوفرة لدى إدارة الغابات والحماية المدنية أيضا . مؤشرات الجريمة بعض المصادر تشير إلى أن بعض هذه الحرائق اندلعت بفعل فاعل وأكدت أن المؤشرات ترجح فرضية الجريمة، غير أن مصدرا أمنيا مسؤولا نفى ل"الصباح" أن يكون الأعوان أوقفوا أي مشتبه به في قضايا الحرائق الأخيرة، مبرزا أن جل المعاينات ترجح أن السبب الرئيسي لاندلاع الحريق يعود إلى الحرارة المرتفعة والشهيلي إضافة إلى إمكانية انتشارها(الحرائق) في عدة أماكن قريبة من بعضها البعض بسبب الحيوانات بعد اشتعال النار فيها وتنقلها من مكان لآخر في محاولة لإنقاذ نفسها.
