عاشت مدينة الحمامات في الليلة الفاصلة بين السبت و الأحد الماضيين أحداث عنف خطيرة جدا وغير مسبوقة حتى في غمرة الثورة ، هذه الأحداث إنطلقت في الساعات الأولى بعد الإفطار، حيث توافد على مركز شرطة الحمامات مجموعة من الأشخاص جلهم من الشباب سرعان ما تطور عددهم ليقارب 500 نفر كانوا محملين بالحجارة قاموا بإلقائها في ما بعد على مركز الشرطة بكثافة. بداية الأحداث تعود إلى قيام أعوان الأمن من إلقاء القبض على شخص مفتش عنه صدرت ضده عدة مناشير تفتيش في قضايا مختلفة وذلك يوم السبت و بما أن المقبوض عليه ينتمي لحي شعبي يعتبر من أكبر الأحياء الشعبية بالمنطقة فقد وجد تعاطفا كبيرا من طرف الأقارب و الأصدقاء الذين تحولوا إلى مركز شرطة الحمامات أين يوجد الموقوف المحتفظ به في غرفة الإيقاف وهناك بدأت المناوشات بين هذه الجموع التي بدأت قليلة العدد ثم سرعان ما تضاعفت أعدادها و في الأثناء قام شاب تبين في ما بعد أنه شقيق الموقوف في العشرينات من عمره بحرق نفسه أمام الجميع وهو ما غذى حالة التوتر و زاد في عملية التصعيد بين المتجمهرين و قوات الأمن التي باغتها الموقف . وقد تم نقل المصاب إلى مركز الحروق البليغة ببن عروس و حالته حرجة جدا. طرقات مغلقة و حالة من الهلع أمام تطور الأحداث قام قوات الأمن بتفعيل آلة المقاومة لحماية الممتلكات و الأرواح البشرية من خلال إستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتدين و إبعادهم عن وسط المدينة وقد تحصنت هذه الجموع على الطرقات وقامت بغلقها مثل الطريق الحزامية و شارع الهادي والي ، فضلا عن عدد من الأنهج ... وقد دخلوا في حالة من الكر و الفر مع قوات الأمن إلى حدود الساعة الخامسة و النصف من صباح الأحد . و قد عاش المواطنين ليلة رعب وسط خوف كبير على ممتلكاتهم و أرواحهم. و قد خلفت هذه الأحداث إصابات في صفوف عدد من قوات الأمن تنوعت بين كسور و رضوض بسبب رمي الحجارة ، فضلا عن تهشيم عدد من السيارات. و تمكن أعوان الأمن من إيقاف حوالي 12 شخص جلهم من الشباب أعمارهم ما بين 18 و 20 سنة . لكن ما يمكن التأكيد عليه أن قوات الأمن يمكن القول أنها نجحت في صد المعتدين من التوغل في وسط المدينة و التراجع إلى الأطراف مما خفف في حصيلة الأضرار التي لم تطل المؤسسات العامة و لا الخاصة. السّياحة في خطر هذه الأحداث عاشها عدد من السياح الأجانب في ساعاتها الأولى ، وهو ما يمكن أن يؤثر على السياحة في المنطقة في وقت تشهد فيه النزل إرتفاعا في طاقة الإمتلاء وهنا لابد من التعاطي الأمني بحزم مع كل التجاوزات لحماية الموسم السياحي. الأهالي يستنكرون إستنكر أهالي الحمامات ما حصل معتبرين ذلك سابقة خطيرة فإلى متى ستبقى الأمور على هذا الحال في مدينتهم التي عرفت بأمنها و إستقرارها . مطالبين بالصرامة و التصدي بقوة للمارقين عن القانون فهذه الليونة و السهولة لا يمكن للأمن أن يستتب و الوضع سيحافظ على هشاشته وهو ما لا يخدم مصلحة أحد لا الوطن ولا المواطن الذي يريد العيش في مدينة هادئة أمنها مستتب.