أقامت الغرفة الوطنية للنساء صاحبات الأعمال مؤخّرا سهرة رمضانية بأحد فنادق جهة البحيرة بالعاصمة مساهمة منها في الإحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية الذي يصادف سنويا يوم 13 أوت. وحضر الحفل جمع من النساء صاحبات الأعمال من تونس الكبرى ومن عدد من مدن الجمهورية على غرار قفصة والكاف والقيروان وسوسة وغيرها كما دعت الغرفة وفدا من النساء صاحبات المؤسسات من الجزائر. السهرة التي دارت في أجواء رمضانية على الطريقة التونسية اشتملت على فقرات موسيقية من آداء الفنانة ملكة الثامري التي قدمت مجموعة من الأغاني الشرقية والأغاني التونسية وشجعها الجمهور بالتصفيق وترديد بعض كلمات الأغاني. أدى كذلك الفنان الشاب مروان علي بعض الأغاني بنفس المناسبة وراوح بدوره بين الريبارتوار الشرقي والتونسي. وتولى الممثل معز التومي تنشيط السهرة وفاجأ الحضور بظهوره في الجزء الثاني من السهرة في صورة «عزيزة « وهي المرأة العجوز وبطلة أحدث إنتاجاته المسرحية الجديدة»فركة صابون». ولمن لم يتسن له حضور عروض المسرحية فإن عزيزة المرأة العجوز تقيم بدار للمسنين بعد أن دفعتها ظروف الحياة إلى هذا المكان الذي تعرفت فيه إلى»زينة « وصارت رفيقة دربها بعد أن لفظتها العائلة بدورها لتجد نفسها في نفس الدار. العمل المسرحي يسلط الأضواء على المجتمع اليوم مع إطلالة ناقدة وساخرة على العهد البائد. لكن معز التومي وإن تقمص في سهرة صاحبات المؤسسات شخصية عزيزة بشكلها الكاريكاتوري وبذلك الجسم الممتلئ والأرداف الكبيرة وفستانها المزركش وغطاء رأسها الصوفي على طريقة جداتنا فإنه قام بالخصوص بتنشيط عملية البيع بالمزاد العلني التي انتظمت ليلتها خصيصا لبيع منتوجات مؤسسات عدد من نساء الأعمال المختصة في الصناعات التقليدية مع العلم وأنّ مداخيل العملية موجهة إلى العمل الخيري وسيقع تحديدا التبرع بعائدات المبيعات لأحد الهياكل الجهوية لمساعدتها على النهوض بهذا القطاع وفق ما تم الإعلان عنه خلال السهرة. وقد استعمل معز التومي خاصيات الشخصية ولاسيما الجانب الهزلي فيها للتحريض على اقتناء المنتوجات المعروضة على النساء المدعوات بالمناسبة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض القطع لاقت نجاحا ملفتا للإنتباه ذلك أن قفطانا نسائيا ارتدته عارضة شابة وجميلة بلغ ثمنه 2000 دينار وبلغ ثمن جبة رجالية ارتداها عارض شاب ووسيم 1500 دينار. كل القطع المعروضة وقع التفويت فيها خاصة وأن الأهداف كانت خيرية حتى وإن كانت المناسبة سانحة لبعض أصحاب المؤسسات للتعريف بمنتوجهن. موقع المرأة والوضع الإنتقالي ولم يغب عن أجواء السهرة الوضع الإنتقالي الذي تعيشه بلادنا خاصّة منذ انتصار الثورة الشعبية ومحاولات البعض للعودة عن مكاسب الثورة تحت مسميات مختلفة ونادت المتحدثات باسم الغرفة في كلماتهن بالمناسبة إلى ضرورة الإنتباه إلى تقوية مكانة المرأة في مجال العمل والأعمال والوعي بحساسية اللحظة وضرورة التحفز من أجل الدفاع عن مكاسب المرأة وتدعيمها. ونادين كذلك بتقديم الدعم والمساعدة للمرأة بالداخل وتشجيع الصناعات التقليدية التي تحفظ ذاكرتنا وتراثنا في نفس الوقت الذي تضمن فيه توفير مواطن شغل ونشاط اقتصادي. وقد دعمت السيدة وداد بوشمّاوي رئيسة الإتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية التي حضرت السهرة مبادرة الغرفة في الإحتفال على طريقتها بالعيد الوطني للمرأة ودعت بدورها إلى دعم موقع المرأة في المجتمع وشدّدت على الدور المحوري للمرأة التونسية في التنمية ونادت بضرورة تمكينها من فرص الإسهام بفاعلية في الشأن العام بما يعزز حضورها بالمشهد الاقتصادي والاجتماعي على الصعيدين الوطني والدولي. وتجدر الإشارة إلى أنه تم خلال السهرة تكريم عضوات الهيئة السابقة للغرفة الوطنية لصاحبات المؤسسات وتم الثناء على عملهن بالغرفة وبمنظمة الأعراف ككل.