احياء تونسوالجزائر لذكرى عدوان القوات الاستعمارية الفرنسية على المناضلين الوطنيين الجزائريين وأشقائهم التونسيين في قرية ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958 مناسبة لتوجيه رسائل عديدة للجيل الجديد من أبناء المنطقة المغاربية التي آمن قادتها الوطنيون ومناضلوها البررة طوال عقود بقداسة النضال من أجل التحرر الوطني وبناء اتحاد مغاربي حديث وقوي.. يحكم مصالح ابنائه من المحيط الاطلسي وصحاري موريتانيا غربا حتى مصر شرقا.. وقد بادر الرئيس زين العابدين بن علي باعطاء حجم أكبر للحدث عندما وجه دعوة إلى رئيس الجزائر الشقيقة عبد العزيز بوتفليقة.. تأكيدا لامتزاج دماء الشعبين ووحدة القيادتين حول المصالح المشتركة وواجب الرهان على تعجيل بناء أسس مستقبل أفضل.. إن المحادثات السياسية بين رئيس الدولة وضيفه الكبير جاءت لتكرس الحاجة إلى تفعيل التشاور حول مشاغل الشعبين والنخب والمؤسسات الرسمية في مرحلة تراكمت فيها التحديات.. وتنوعت فيها الصعاب الاقتصادية والأمنية والسياسية.. الاقليمية والدولية.. وقد أثبتت تجربة العقدين الماضيين صواب رهان الديبلوماسية التونسية على خيار دعم المبادلات البينية.. والشراكة بين القطاعين الخاص والعام ثنائيا.. في انتظار حسم بعض الخلافات والقضايا التي عرقلت ولا تزال مشاريع انجاز الاتحاد المغاربي.. رغم الجهود التي بذلت منذ مؤتمر الاحزاب المغاربية الوطنية في طنجة عام 1958.. أي قبل نصف قرن كامل. . ومنذ اللقاء الاول لقادة الدول المغاربية الخمسة في مدينة زيرالدة الجزائرية في جوان 1988بحضور العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز.. قبل 20 عاما.. وهو اللقاء الذي مهد لقمة مراكش التاسيسية للاتحاد المغاربي في فيفري 1989.. ثم الى القمة الاولى للاتحاد بتونس في جانفي 1990.. واذ تتعثر جهود تفعيل عدد من مؤسسات العمل المغاربي المشترك فان اللقاءات الثنائية نجحت الى حد الان في تطوير علاقات تجارية واستثمارية نموذجية ثنائيا.. بين تونس وكل من الجزائر وليبيا.. والمغرب وموريتانيا.. ان الوفاء للشهداء والمناضلين الوطنيين البررة يكون أولا عبر تذكير الاجيال الجديدة بجميلهم.. لكنه يستوجب كذلك عبر تجسيم توصياتهم الخاصة بتكريس وحدة المنطقة المغاربية.. اقتصاديا ثم سياسيا..