عندما تنقلت برا وبحرا لحضور هذا الاجتماع الذي انعقد صباح السبت الماضي بأفخر نزل بصفاقس كنت أمني النفس بأن اسمع الكثير مما يصلح للكتابة، مادام العنصر الجوهري في جدول الأعمال يتمثل في تقييم مرحلة الذهاب للموسم الرياضي الحالي 20072008 ولكنني لم ألبث أن فوجئت بخيبة أمل من الحجم الكبير، لا فقط لأن معظم أندية القسم الشرفي قد برزت بغيابها، وانما بالخصوص لأن الذين بادروا بأخذ الكلمة واحتكروها او كادوا بعودتهم الى اخذها من جديد ثانية وثالثة قد فاجؤنا بالحديث خارج الموضوع رغم تذكيرهم بانهم قد دعوا لتقييم المرحلة الاولى من البطولة بما يرونه فيها من ايجابيات وسلبيات حتى تتحقق الغاية من هذا الاجتماع العادي. أجل، فقد أبى أول المتكلمين وثانيهم بالخصوص الا أن يعودا الى موضوع «التقسيم الجديد» ليجادلوا في شرعيته وجدواه رغم أن هذا التقسيم الخاص بالقسمين الثالث والرابع (وهي التسمية الحقيقية) انما تم استجابة لرغبة معظم الاندية التي أرهقتها التنقلات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب او العكس ولم تعد قادرة على مواصلة تحمل الأعباء المادية بالخصوص.. وبما أن هذا التقسيم قد صادق عليه المجلس التشريعي الاخير فقد طويت صفحته وبات الحديث عنه عديم الجدوى! * ممثل جلمة فقط اثار موضوعا بالغ الأهمية فعلا رغم انه لا صلة له هو ايضا بجدول الاعمال فضلا عن انه خارج عن نطاق هذه الرابطة الوطنية للهواة. فقد لاحظ هذا النائب ان فريق الاواسط بناديه نسر جلمة لم يلعب الى حد الآن سوى 3 مباريات فقط نتيجة تغيب الفرق المنافسة دون أن تخشى العقاب أو تخاف السقوط اما لانها منخرطة في اصناف الشبان فقط واما لأنها تنتمي الى القسم الخامس وهو اخر قسم. وقد كان من حقه أن يتساءل قائلا: كيف ننتظر من فريقنا للاواسط أن يواصل بدوره في تمويل صنف الاكابر.. والحال أنه قد لا يلعب اكثر من خمس أو ست مباريات رسمية في الموسم (؟!) تساؤل في محله ولكن يجب طرحه على الرابطة الجهوية باعتبارها صاحبة هذا التقسيم أو على الجامعة نفسها لكي تتدخل حتى يتم اصلاح هذا الوضع المضر بالأندية وبمستقبل الكرة! * اما المتحدث باسم واحة شنني فقد عبر عن تذمره من «قانون الغاب» الذي بات يسمح للاندية المحترفة بانتراع أي لاعب يحلو لها من الاندية الهاوية على أن تنتظر هذه الاخيرة منحة التكوين التي سيحددها المكتب الجامعي (والتي قد يطول انتظارها ان لم تضع في الخصام مثلما ضاعت منحة السويح...) أو أن تقبل عاجلا بضعة ملايين مقابل لاعبين اثنين في صنف الأكابر مثلما فعل ناديه مؤخرا غصبا عنه! علما أن هذا الموضوع لا صلة له هو ايضا بجدول الاعمال. هذا أهم ما سمعناه خلال الاجتماع التقييمي لرابطة الهواة وأغلب الظن ان رئيس مكتب الرابطة محمد السلامي واعضاده قد عادوا فرحين مسرورين في غياب التظلمات والشكاوى.