بعد أن كان مقررا المحافظة على سير تنظيمه بمعدل دورة بعد كل سنتين نظرا لما وجده من صعوبات في الدعم والتنظيم والتوجيه يعود المهرجان الأورومتوسطي لمسرح الشباب بأريانة الذي تأسس منذ 1999 ليستأنف نشاطه في دورته السادسة بميزانية تقدر بمائة ألف دينار بفضل تظافر جهود عديد الأطراف الجهوية والوطنية على غرار المندوبية الجهوية للثقافة بالجهة ووزارة الثقافة وبلديتي أريانة وسكرة والجمعية الثقافية بأريانة فضلا عن الرابطة التونسية للمسرحيين الهواة كهيكل حديث العهد بالتأسيس. وذلك بعد أن توقف لسنوات باعتبار أن آخر دورة انتظمت سنة 2007 حسب ما أفاد به شاكر الشيخي المندوب الجهوي للثقافة بأريانة في صفته الحالية كمدير للمهرجان في دورته الحالية في ندوة صحفية عقدت صباح أمس بمنتزه بئر بلحسن بأريانة بحضور الأطراف المشاركة في تنظيم هذه التظاهرة المسرحية الدولية. وتسجل هذه الدورة التي ستنتظم من 25 إلى غاية 31 من الشهر الجاري مشاركة مسرحيين من عديد البلدان العربية والأوروبية من بينها الجزائر ومصر والمغرب ومصر وليبيا ولبنان وفلسطين إضافة إلى فرق مسرحية من رومانيا واسبانيا والنمسا فضلا عن مشاركة جمعيات وفرق مسرحية من تونس. التجديد والتأسيس ووعد مدير المهرجان أن تكون هذه الدورة التي تدور تحت شعار "المسرح والثورات العربية" مختلفة عن سابقاتها وتقطع من الآلية القديمة في التعاطي مع النشاط الثقافي كأداة تجميلية لا غير دون مراعاة للجوانب المضمونية على نحو تكون برمجتها وأنشطتها خالية من الشعارات المسخرة لخدمة أي أجندا سياسية أو أي جهة ليكون المهرجان مناسبة عملية للتأسيس لمنظومة ثقافية هادفة بالجهة قادرة على استقطاب وإفادة شباب الجهة والمدن المجاورة. وكشف شاكر الشيخي عن مواطن التجديد في الدورة الحالية التي اختزلها في المراهنة على مضمون العروض المنتقاة للمشاركة في المهرجان فضلا عن انفتاح التظاهرة المسرحية على أجناس في الإبداع والثقافة والفنون. وستنتظم خلال المهرجان وبالإضافة إلى العروض المسرحية كمحور أساسي للتظاهرة ورشات فنية بإشراف كل من كمال العلاوي وحسن المؤذن ورشدي بن بلقاسم إلى جانب اللقاءات الحوارية التي يتيحها لملاقاة بعض رموز الإبداع في الفن الرابع خاصة بالنسبة للمواهب الشابة المشاركة في هذا المهرجان المسرحي الشبابي. ومن بين الأسماء التي تمت دعوتها للمهرجان في مثل هذه اللقاءات الحوارية أورد مدير المهرجان خلال نفس المناسبة أسماء كل من الفلسطينيين فادي الغول ووداد عطا الله وسيكون محور اللقاء حول "المسرح الفلسطيني والمقاومة". كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم حلقات للنقاش بصفة يومية. ومن الأنشطة الفنية الأخرى التي ينفتح عليها المهرجان الأورومتوسطي لمسرح الشباب معرض للفنون التشكيلية للفنانة هدى الهنتاتي بالرايس وآخر يخصّص لتجليات العلم الوطني على إيقاع الثورة. مجانية الفرجة والتكوين وتحرص مختلف الأطراف والجهات المشاركة في تنظيم المهرجان على تحقيق هدف شامل في أبعاده التأسيسية والمتمثل في التأسيس لتقاليد ثقافية جديدة بالجهة تجعل منها منارة للثقافة والفكر والإبداع مفتوحة لاستقطاب ودعم المواهب الشابة ليكون المستفيد الأول منها المسرحي والمتفرج على حد السواء. لذلك علل شاكر الشيخي سبب الاتفاق على أن تكون جميع العروض مجانية. كما أكد وليد بالحاج عمار رئيس الرابطة التونسية للمسرحيين الهواة الشريك في تنظيم هذا المهرجان أن التربصات التي ستقام على هامش المهرجان ستتيح المشاركة لشبان في مختلف الاختصاصات ذات العلاقة بالفن الرابع من كامل تراب الجمهورية. أما فيما يتعلق بالفضاءات التي ستحتضن العروض المسرحية وغيرها من الأنشطة الأخرى التي تقام بالمناسبة فقد اعتبرها مدير المهرجان المعظلة الكبرى أمام تنظيم التظاهرات الثقافية والفنية بولاية أريانة تحديدا نظرا لعدم توفر قاعات عرض أو فضاءات خاصة باستثناء فضاء مسرح الهواء الطلق بأريانة. لذلك اعتبر ما قامت به إدارة المهرجان من انجاز يتمثل في تهيئة معاهد ثانوية على نحو تكون فيه قادرة على احتضان عروض مسرحية يعد مجازفة الغرض منها إنجاح المهرجان وإعادة الاعتبار للفعل الثقافي وخاصة المسرح الذي يعد أبو الفنون. علما أن الفضاءات الخاصة ببرمجة المهرجان تتوزع على المعهد النموذجي برج البكوش بأريانة والمعهد الثانوي بسكرة والمكتبة المعلوماتية بأريانة فضلا عن الشارع الذي سيحتضن بعض الأنشطة. من جهته وعد رئيس كمال الهلالي رئيس بلدية أريانة بتكفل البلدية بتنظيم الدورة القادمة والانطلاق الفعلي في اعداد العدة لجلب المستشهرين والداعمين من أجل تجاوز الصعوبات التي عرفها المهرجان من هذه الناحية في دورته الحالية.