توحدت جهود عديد الأطراف والجهات من أجل توفير أكثر الفرص لنجاح مهرجان المسرح الحديث بالقيروان في دورته الثامنة عشرة التي تنطلق اليوم وتتواصل إلى غاية 27 من الشهر الجاري نظرا لتزامن هذه التظاهرة مع إعادة تشكل المشهد الثقافي ببلادنا بعد تحررها من الديكتاتورية وما نتج عن ذلك من مناخ جديد أبرز سماته حرية الإبداع والتعبير. هامش الحرية والتوق إلى الأفضل الذي ساهم في التشجيع على النقد بحرية وفتح مجال إبداء الرأي من خلال مناقشة الأعمال المسرحية -المنتجة حديثا- المشاركة في المهرجان أصبح بمثابة الحافز الكبير لجعل الدورة الحالية تكون استثناء من حيث نوعية العروض التي تمّ اختيارها للمشاركة التي ستكون مفتوحة للنقاش والنقد من قبل أهل الاختصاص أو غيرهم من الحاضرين إثر نهاية العرض إضافة إلى موضوع الندوة الفكرية التي ستنتظم في اليوم الختامي للمهرجان تحت عنوان »الإعلام والمسرح« ويشارك في طرح رؤى الموضوع كل من منذر شفرة ومحمد مومن ولطفي السنوسي ولطفي العماري.
عروض متنوّعة
ويتضمن برنامج التظاهرة التي سيحتضن كامل فقراتها وأنشطتها المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان تنظيم معرض صور وسير للفنانين الراحلين حمادي السكيك والجيلاني الماجري وعبد الوهاب الجملي. كما سيقدم حسين القهواجي إثر حفل الافتتاح الذي سينتظم مساء اليوم شهادات حية حول سير الراحلين. فيما تعرض مسرحية »طواسين« لشركة فن الضفتين بقبلي في نفس السهرة. ولعل في اختيار هيئة المهرجان التي يشرف على إدارتها عادل النقاطي برمجة عروض مسرحية بمعدل عرض كل يوم (باستثناء اليوم الثاني للتظاهرة التي تتضمن عرض مسرحية للأطفال عنوانها »غابة السعادة« من إنتاج شركة مسرح دار الفنون) يكون مشفوعا بنقاش تأكيدا للتوجه الجديد للمهرجان. يتضمن البرنامج كذلك تربص في فن الممثل بإشراف فيكتوريا أوخرتسا من أوكرانيا تدوم مدته يومين (في اليومين الأخيرين من المهرجان) بنفس المركب. كما تحيل العروض التي يتضمنها برنامج المهرجان إلى انفتاح على تجارب وأعمال متنوعة تجمعها رؤية حداثية للفن الرابع من ورائه تمثل العالم فنيا في مشاهد مسرحية على غرار »سارس« للمخرج الجيلاني الماجري و«ليلة الغفلة« للمسرح الوطني ومسرحية »ترى ما رأيت« لمركز الفنون الدرامية بمدنين التي اعتبرها أهل الاختصاص حدثا في المسرح الحديث إضافة إلى مسرحية »زهايمر« للمسرح الوطني علما أن مريم البوسالمي هي من كتب نصها وأخرجها. ومن العروض الأخرى التي يتيح مهرجان المسرح الحديث بالقيروان الفرصة لمشاهدتها مسرحيات «يمنع هنا» لفينوس للإنتاح بصفاقس والكراسي لشركة عين للإنتاج بالقيروان كآخر عرض في إطار المهرجان.