النوّاب يؤكّدون أنّ المتغيّرات سبب الإستقالات تونس- الصباح الاسبوعي : في ظل تعدد استقالات نواب المجلس التأسيسي من احزابهم وتوسع ظاهرة الانسلاخات مع مرور الاسابيع اثارت مسألة انضمام بعضهم لأحزاب اخرى أو تيارات جديدة مستحدثة جدلا واسعا خاصة من الذين منحوهم ثقتهم وكانت اصواتهم بمثابة جواز مرور هؤلاء الى قبة التأسيسي. ورغم ضبابية الأطر القانونية لهذه المسألة فانها اثارت الكثير من التساؤلات لدى البعض من جانبها الاخلاقي خاصة لان البعض يعتبر ان من انسلخ من حزبه لم يلتزم بمبادئه الاخلاقية باعتبار ان الذين انتخبوه صوتوا له بناء على انتمائه الحزبي وبرنامجه الانتخابي . إنتقادات واسعة وقد وجهت الكثير من الانتقادات الى الاسماء «المنسلخة» وفقا لما اكده لنا اغلب الذين تحدثنا اليهم في هذا الموضوع بل ان البعض قد اتهم «المنسلخين» بالخيانة لانهم لم يلتزموا بتعداتهم ووعودهم تجاه من صوتوا لهم خاصة ان من النواب من حول وجهته الى حزب لا تتماشى اهدافه وبرامجه مع الذين اختاروه ودافعوا بشراسة على صعوده في «معركة» الصندوق.وفي المقابل شدد اغلب النواب «المنسلخين» على ان استقالتهم من احزابهم منطقية بل انها خطوة صحيحة امام عدم التزام احزابهم بالوعود تجاه ناخبيهم. ومن المعلوم ان الاستقالات تعددت وشملت انسلاخ صالح شعيب وخميس قسيلة من حزب التكتل من اجل الحريات وعبد الرؤوف العيادي وازاد بادي وعبد العزيز القطي وضمير المناعي من المؤتمر من اجل الجمهورية وابراهيم القصاص ورمضان الدغماني والمولدي الزيدي وطارق بوعزيز من العريضة الشعبية . إنسلاخات فرضتها المتغيّرات وقد اعتبر محمد الحامدي الذي قدم استقالته من الحزب الديمقراطي التقدمي وكان من المؤسسين للتيار الاصلاحي ان الانسلاخ لا يمثل خيانة لاصوات الناخبين لان القناعات يمكن ان تتغير.واذا كان الناس قد انتخبوا النواب بناء على قوائم حزبية فانهم قد انتخبوهم ايضا لسيرتهم الذاتية واشعاعهم في جهاتهم لان النائب له تمثيلية متعددة فهو يمثل الحزب وجهته وهو في كل الحالات يمثل الشعب بصرف النظر عن الحزب والجهة.واضاف الحامدي ان الحياة السياسية بطبعها تشهد الكثير من المتغيرات باعتبار ان الحزب الديمقراطي نفسه اختفى ويظل التفويض سياسيا واخلاقيا والعقوبة سياسية واخلاقية وكل شخص له حرية تحديد وجهته. واكد الحامدي ان القانون المنظم للسلط العمومية اقتصر على النواب والكتل النيابية في التنظيم ولم ينص على الاحزاب والجهات . ولم يخف النائب عبد العزيز القطي الذي انضم مؤخرا الى حزب «نداء تونس» بعد استقالته من المؤتمر تأكيده على ان الانسلاخ يعتبر خيانة اذا لم يكن السبب هو خيانة الحزب لوعوده ومبادئه التي شدد عليها في حملته الانتخابية.واضاف انه لا يمكن لوم او عتاب النائب أمام هروب القواعد عن حزب المؤتمر لخروجه عن المسار الصحيح على حد تعبيره. فراغ قانوني ولتوضيح المسألة من جانبها القانوني اكد الحبيب خضر عضو حركة النهضة والمقرر العام للدستور ان انتخاب المجلس التاسيسي تم على اساس المرسوم الذي صاغته هيئة الخبراء واصدرته الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة، وهذا المرسوم يشكو من فراغ كما لم يتعرض لاي امكانية لعزل النائب عن نيابته في المجلس. وازاء ماهو موجود من صيغ في المرسوم المذكور فانه من الممكن للنائب ان يغير كتلته النيابية دون ان يؤثر ذلك على عضويته في المجلس التاسيسي.