الجريد - الصباح : ملفات عديدة تنتظر من ينفذ عنها الغبار ومشاريع معطلة لأسباب غير موضوعية وقطاعات أصابها التهميش وأخرى لم تر النور بالرغم من وجود مستثمرين أبدوا استعدادهم لبعث مشاريع منتجة وقادرة على خلق آلاف مواطن الشغل و لعل المشروع الأكثر تعقيدا والذي يواجه إشكالات عقارية عويصة هو المتعلق بالتنمية المندمجة حيث يشهد تنفيذ بعض مكوناته التأخير بسبب عدد من الصعوبات ومنها بطء إجراءات تغيير صبغة الأراضي من فلاحية إلى صناعية وتأخر ترتيبات إسنادها من أملاك الدولة لفائدة المجلس الجهوي بتوزر، ويفسر طول هذه الإجراءات بعدم تجاوب الوزارات المعنية. وفي سياق آخر يظل نقص مياه الري وندرتها مشكلا يؤرق فلاّحي ربوع الجريد وعائقا يحول دون تطوير مستغلاتهم الفلاحية وتنمية مردوديتها والحفاظ على جودة المنتوجات وضمان استدامة الاستثمارات الفلاحية بالجهة. وتؤكد المصالح الفلاحية أن كميات مياه الري المتوفرة حاليا بالجهة لا تتجاوز ألف لتر في الثانية يتم استغلالها من قبل فلاحي الجهة إذ يبقى نقص الموارد المائية من الأسباب التي تعيق الاستجابة لعدد من نوايا الاستثمار وبعث مشاريع فلاحية جديدة. وأشارت المصالح الفلاحية إلى أن الاستجابة لطلبات الاستثمار سيترتب عنه حرمان فلاحي الجهة من حقهم من الموارد المائية ولكن لماذا لا يتم التغلب على هذه المعوقات لإتاحة الفرصة للمستثمرين لبعث مشاريعهم؟ هذا ويرى فلاحو الجريد أن غياب استراتيجية لتنمية الواحات مثل سببا في تفاقم مشاكل قطاع التمور رغم مساهمته الهامة في الصادرات الفلاحية وطنيا ويقترح هؤلاء الفلاحون إحداث مركز حدودي لمراقبة فسائل النخيل التي تم جلها عبر الحدود ويوصون بأهمية إنتاج فسائل في الجهة وإحداث سوق جملة وديوان للتمور. ويتذمر الفلاحون كذلك من إشكاليات تتصل بارتفاع كلفة الإنتاج داخل البيوت المحمية المعدة لإنتاج الباكورات ونقص مياه الري لها إلى جانب ما يعانيه قطاع الماشية من سوء توزيع مادة السداري واحتكارها من قبل بعض التجار وبيعها بطرق غير قانونية. مشاريع جاهزة تنتظر التنفيذ... و لكن وتزخر ربوع الجريد بالعديد من فرص الاستثمار ومن بينها مشروع استغلال الفسفاط وهو المشروع الأهم والذي يعتبر من أجود الأنواع وأنقاها ويضاهي في ذلك جودة الفسفاط المغربي بل ويتفوق عليه بخمس مرات وهو من نوعية G6 كما أن المنجم سطحي ولن يتطلب كثيرا من الحفر والتنقيب وأكدت الدراسات التي قامت بها الشركة الأسترالية الأردنية التونسية التي سعت إلى استغلال المنجم أن المشروع سيمكن من 120 سنة من الاستغلال دون توقف من توفير خمسة آلاف موطن شغل مباشر كما أكدت الشركة أنها ستقوم بتأسيس عدد من الشركات الموازية مع التنقيب عن الفسفاط واستغلاله من ذلك مصنع للإسمنت نظرا لوجود طبقة صالحة لصناعة الأعلاف وشركة تربية مواشي قصد استغلال لحومها واستغلال إمكانيات مطار توزرنفطة الدولي للتصدير. كلية للطب ومصحة خاصة وإلى جانب هذا المشروع يمكن ذكر مشاريع أخرى لا تقل أهمية من بينها إحداث كلية للطب ومصحة خاصة بكلفة جملية تقدر ب94 مليون دينار فضلا عن عدد من المشاريع السياحية بتكلفة تقدر بما يزيد عن 60 مليون دينار ومشروع لزراعة الطحالب واستخراج الملح بتكلفة 5 ملايين دينار ومشروع مركز أبحاث في البيوتكنوجي ومشروع آخر كلفته 7 ملايين دينار وهو عبارة عن مركز لمعالجة الأمراض النفسية بالمياه الساخنة بمنطقة المحاسن ومصنعين للآجر بكلفة 13 مليون دينار وكل هذه المشاريع لم تر النور باعتبار أن الإشكال المطروح الذي حال دون تجسيدها هو الإشكال العقاري بحكم أن 97% تقريبا من أراضي الجريد هي أراض دولية ولا يمكن التفويت فيها لاستغلالها بما في ذلك فرص استثمار الأبعد وقت طويل وجهود مضنية وهو ما يمكن أن يضيع تلك الفرص كما سبق وأضاع الروتين الإداري فرص استثمار عديدة. نزل مغلقة وعمال يعانون البطالة ومن الملفات التي تنتظر الحلول الجذرية ملف السياحة سيما بعد أن تم إغلاق أكثر من 17 نزلا أحيل عمالها على البطالة المفروضة عليهم بسبب الركود الذي مس كل المؤسسات السياحية ولم يلمس المهنيون في قطاع السياحة الصحراوية بما في ذلك العملة وأصحاب وكالات الأسفار وأصحاب محلات الصناعات التقليدية وأصحاب العربات السياحية المجرورة والفضاءات والمطاعم السياحية أي دلائل تؤشر إلى انفراج قريب لأزمتهم يخلصهم من كماشة البطالة وينشلهم من الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها بصحبة أسيرهم وهو ما أجبر العديد على التداين وحتى على بيع بعض أغراض بيوتهم والأبقار على الضروريات لأن الكماليات حسب اعتقادهم لم تعد الآن تغنيهم في شيء وذلك في ظل بطون جائعة وحاجيات والتزامات لابد من التعهد بها ويبقى نشاط الملاحة الجوية المعضلة التي أجبرت مطار توزر على الركود في فترة الصيف وباقي الفصول الأخر في ظل تقلص وحذف بعض الخطوط الدولية بما أثر سلبا على الحركة السياحية والاقتصادية والاجتماعية بالجهة ووالي توزر الجديد أمامه العديد من الرهانات ولابد من كسبها.