بعد أن تداخلت أوضاعها وكادت أن تندثر استعادت جمعية المسرح الجريدي أنفاسها بفضل ما ضخه نخبة من أبناءها الغيورين من أكسجين فلملمت جراحها من جديد لتتعافى تماما فانطلقت في نشاطها وكانت الانطلاقة من خلال إعداد عمل مسرحي يعتبر باكورة أعمالها بعد فترة الركود يحمل عنوان بكل روح رياضية نصّ وإخراج الأستاذ المسرحي والوجه الثقافي المعروف عبد الواحد مبروك الذي يتحمل كذلك مسؤولية رئاسة الجمعية. وهاهي جمعية المسرح الجريدي تنتهي من التحضير لمسرحية ثانية عنوانها سجل حضورك لتستهل به مشاركاتها في التظاهرات الثقافية بالجهة وخارجها وعن هذه المسرحية يقول كاتبها عبد الواحد المبروك وهو في الآن نفسه مخرجها: إنها عرض فني يمزج بين الحركة التعبيرية المفعمة بالإحساس والحرية المدروسة إلى حد الحرفية والمصحوبة بالموسيقى إذ ينفتح هذا النص المنطوق ليراوح بين نص الراوي (التسجيل) والقص الحاضر فتصبح حركة الجسد هي المعادل الفكري للنص والنص الحركي ليس بديلا عن الكلام بل هو جوهر العرض. "سجل حضورك" ومحاولة لاقتحام عالم الصورة ورمزيتها ومسرحية "سجل حضورك" هي محاولة لولوج عالم الصورة ورمزيتها بمعنى الصورة المشهدية على خشبة المسرح. وما يطرحه هذا العمل قد يكون غير مألوف لدى جمهور جمعية المسرح الجريدي لكنه عمل فني وحرفي وقد حان الوقت يقول عبد الواحد المبروك كاتب ومخرج المسرحية للعمل حتى يعتاد الجهور على مختلف الأشكال الفنية المسرحية وغيرها من الفنون الأخرى ثم يبدأ بالتواصل معها وفهمها وهذا العمل يبرز حالات الخوف والإحباط والأمل, أمل شباب الثورة والشباب الحالم بتونس الأفضل والأرقى, الحالم بتونس حرية التعبير وتونس العدالة. يشارك في هذه المسرحية نخبة من الممثلين الشبان على غرار تيسير بوبكري وعلاء عفصي وانتصار فرحات وسرور شقرون وسوار الهبائلي وحمزة الشتوي وعبد العزيز قزي وأمين دربالي وعبيد سودة.