أخبار تونس – قدمت مسرحية “حالة قلق” لورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف بالسعودية في عرضين متتاليين بفضاء الحمراء بتونس العاصمة في إطار سلسلة العروض المسرحية العربية المبرمجة في الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية. ومسرحية «حالة قلق» من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج أحمد محمد الأحمري، وقام بأدوار التمثيل فيها: أحمد محمد الأحمري ومساعد حسن الزهراني ومحمد سالم العصيمي وصقر عبد الله القرني وممدوح حميد الغشمري وحسين مشعل سوادي. ويثير هذا العرض المسرحي السعودي مسألة القلق النفسي والفكري الذي يُعاني منه الإنسان ويتنامى الحس الخفي بالسأم والضجر على الخشبة تدريجياً وتتبلور علامات القلق في نفوس الشخصيات فتشرع في السرد والقص بلا هوادة فاسحة لنفسها فرصة للبوح الداخلي عبر حوار مقتضب يديره 6 ممثلين. وينفتح سيل الاعترافات والشكوى لدى شخوص المسرحية على إثر انعقاد إجتماع دوري لدى جمع من الاصدقاء ولكل شخصية في هذا العمل المسرحي همها ومأزقها فهنالك من افتك منزله واغتصبت أملاكه قهرا وهنالك من خاصمه إبنه وعاداه وفرّ من البيت وهدده بأن يفجر نفسه بحزام ناسف. الكراسي تأخذ حيزا هاما في ديكور العرض فلكل شخصية مقعد خاص بها وتتنقل الشخوص بكراسيها في حركة دائبة معبرة عن القلق والغليان الذي تعيشه ولكل ممثل حبل أو خيط يربطه بكرسيه وما عليه إلا أن يبقى موصولا بمقعده مواصلا سرده لحالات الخوف والهلع الذي يعيشه. وكل شخصية تنخرط في حكيها إلا وتهلك أو تهرب وتغيب نهائيا من الخشبة ومن “مسرح الحياة” ليبقى «الكرسي المشنوق» معلقا بخيط يتدلى من السقف ليكون الشاهد الوحيد على وجودهم وذكراهم. وأظهر المخرج أحمد محمد الأحمري عبر إعتماده تقنيات المسرح الرمزي مهارة كبرى في توزيع الممثلين وفي التشكيل البصري الممتع، مازجا بين الحركات التراجيدية والسخرية اللاذعة وتوظيف تدرجات مخصوصة في الاضاءة وازياء موحدة للممثلين ليجعلهم مشتركين في تقاسم ثقل الحمل البشري وسطوة القدر. وتعد مسرحية «حالة قلق» أحد النماذج الدالة على ما بلغه المسرح السعودي من تطور ونماء في السنوات الأخيرة وتسجل المملكة العربية االسعودية حضورها في الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية من خلال السعودية برنامج مكثف حيث ستبدأ بتقديم شهادة حول التجربة المسرحية السعودية يقدمها الكاتب المسرحي فهد الحارثي، إضافة إلى تقديم عرضين من مسرحية “حالة قلق” فيما يكون يوم الاثنين 16 نوفمبر موعداً لبدء الملتقى الذي سيقام بعنوان “جمهور من أجل المؤلف المسرحي”. وقد رشحت إدارة الملتقى الكاتب المسرحي فهد الحارثي للحديث عن تجربته المسرحية حيث يقدم في اليوم الأول سيرته وتجربته التي ستقدم تحت مسمى “صوت المؤلف”، فيما سيقدم في اليوم التالي “صوت النص” وفيها سيعرض قراءة لنص مسرحية “نقطة آخر السطر” التي كتبها الحارثي وأخرجها عبدالعزيز عسيري وقام ببطولتها أحمد الأحمري وسامي الزهراني. وأدلى مدير العلاقات العامة للفرقة المسرحية ابراهيم العسيري لأخبار تونس بتصريح أكد فيه على النهضة التي يشهدها المسرح السعودي إذ بدأ ينافس أعرق المسارح في الخليج العربي كما أن حضور هذا المسرح في أيام قرطاج المسرحية دليل واضح على عمق طرح المخرجين السعوديين وتبلور رؤاهم الدرامية، وزيارة هؤلاء المخرجين لتونس بمناسبة أيام قرطاج المسرحية تشريف للمسرحيين السعوديين لأن هذه التظاهرة التي تقام كل سنتين هي واحدة من أعرق التظاهرات المسرحية في العالم العربي على غرار مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة ومهرجان دمشق المسرحي.