قامت وزارة الصحة العمومية ككل سنة بمجهودات لمعاضدة كافة الأطراف المتدخلة في انجاح موسم الحج لسنة 2007 2008 وذلك بالاعداد المحكم له وتوفير أفضل الظروف للإحاطة بالحجيج التونسيين اذ أمنت عمليات الفحص الطبي والتلاقيح والتأطير والتوعية الصحية للمترشحين للحج، كما وفرت الوسائل الخاصة بعمل البعثة الطبية من أدوية ومعدات ونظمت ملتقى إعلاميا وتدريبيا لأعوان وإطارات البعثة قبل سفرهم. وفي تقييم لموسم الحج الأخير تنشر «الصباح» تفاصيل ضافية حول الجوانب الصحية للحجيج. 1 الاستعدادات وتنظيم العمل بالأراضي المقدسة: تولى فريق التنظيم الذي تنقل الى البقاع المقدسة قبل حلول البعثة الصحية والحجيج للتنسيق مع القنصلية التونسية بجدة وفريق شركة الخدمات الوطنية والإقامات للقيام بالترتيبات الخاصة بظروف العمل وتأمين الاحتياجات الضرورية، وقد تم تركيز العيادات في مناطق تجمع الحجاج التونسيين بحساب: * عيادتين في المدينةالمنورة: عيادة مركزية بعمارة إلياس تعمل على مدار الساعة عيادة ثانوية بعمارة بديع إلياس * ثلاث عيادات بمكة المكرمة: عيادة مركزية بقصر الشروق عيادة رئيسية بعمارة الزيادي حذو فندق الرواسي مقر إقامة الوفد الرسمي وحجيج مكفولي التونسيين بالخارج عيادة ثانوية بعمارة درة مؤدة الى جانب هذه العيادات القارة قامت البعثة الصحية بالتنسيق مع الفريق الصحي التابع لشركة الخدمات الوطنية والإقامات بتأمين زيارات ميدانية وقائية للحجيج في مقر إقامته، كما شملت التغطية الصحية ايضا المخيمات التونسية في كل من عرفات ومنى من خلال تركيز عيادات قارة بها ووحدة مراقبة وانعاش مع زيارات ميدانية للحجيج في المخيمات. 2 العيادات القارة: تمكنت البعثة الصحية خلال هذا الموسم من تأمين 15939 عيادة، 3805 منها بالمدينةالمنورة و12134 بمكة المكرمةوعرفات ومنى أي بمعدل 354 عيادة في اليوم، وقد تراوح عدد العيادات المسجلة أيام الذروة بمكة بين 450 و855 عيادة ليصل الى أقصاه أيام التشريق بمنى 1043 عيادة. وتتصدر امراض الأنف والأذن والحنجرة أسباب العيادات بنسبة 34.5% تليها الأمراض الصدرية بنسبة 30% ويمكن تفسير هذا: بتغير المناخ باتجاه البرودة غير المألوفة التعرض المباشر للمكيفات الرطوبة وتلوث الهواء وما يسببانه من ضيق تنفس خاصة لذوي السوابق المرضية. وتأتي الاصابة بأمراض الجهاز الهضمي وامراض الجهاز العظمي والعضلي والامراض القلبية في مرتبة ثالثة بنسبة 6% فيما سجلت بقية الامراض نسبا أقل أهمية من حيث العدد. هذا وتجدر الاشارة الى أن البعثة سجلت 18 حالة اصابة بالامراض العقلية والنفسية، وهو رقم يعتبر مرتفعا نظرا لما يتطلبه كل مريض من هؤلاء المرضى من عناية ومتابعة من طرف الاطار الصحي على امتداد الموسم. 3 تنويم المرضى: قامت البعثة الصحية بتنويم 201 حالة في وحدة المراقبة والانعاش التابعة لها للحد من خطورة الامراض التي تعرض لها الحجيج التونسيون وتفادي تحويلهم مباشرة الى المستشفيات السعودية وتأمين الرعاية اللازمة لهم وتمكينهم من القيام بمناسكهم. ونظرا للإحاطة التي وفرتها البعثة الصحية لحجيجنا على عين المكان، فانه لم يتم تحويل سوى 98 حالة الى المستشفيات السعودية لتعميق الفحص أو لمزيد العناية بها. وقد تمت متابعة هذه الحالات عن قرب من طرف البعثة الصحية. وفي هذا الصدد تجدر الاشارة الى أن الاطار الطبي وشبه الطبي التونسي العامل بالمملكة العربية السعودية قد ساهم مساهمة فعالة في العناية بالحجيج المنومين والمساعدة اللامحدودة للبعثة الصحية التونسية بمختلف البقاع المقدسة على امتداد الموسم. 4 ترحيل المرضى استوجبت 23 حالة للترحيل الفوري مباشرة بعد انتهاء الموسم وذلك لمواصلة العلاج بالمستشفيات التونسية وقد تمت العملية في ظروف طيبة بالتنسيق والتعاون مع شركة الخدمات الوطنية والإقامات والخطوط الجوية التونسية والقنصلية العامة بجدة، وقد تم تنسيق استقبال هذه الحالات في مطارات الوصول وتسهيل عملية رعايتهم في المستشفيات القريبة من محلات سكناهم وقد تمثلت أهم الأسباب الداعية للترحيل في: اضطراب نفسي (8) أمراض صدرية متعكرة بضيق تنفس مزمن (6) حالات كسور (3) جلطة دماغية (3) أمراض قلبية غير مستقرة (2) حالة قصور كلوي (1) 5 الوفيات: وقد سجلت البعثة الصحية 8 وفيات لدى الفئة العمرية المتقدمة في السن (معدل العمر 74.6 عاما) وتمثلت أهم أسباب الوفيات في: أسباب قلبية (3) تعكر حاد لقصور تنفسي مزمن (5) وتجدر الاشارة الى انخفاض عدد الوفيات بالمقارنة مع المواسم الفارطة.