أثار ضياع عدد من الحجيج التونسيين في البقاع المقدسة وارتفاع عدد وفيات الحجيج التونسيين الى 10 حالات وفاة موجة من الاستياء والتوتر بسبب الظروف غير الملائمة التى رافقت البعثة لهذه السنة وكثر الجدل حول الصعوبات التى اعترضت حجيجنا الميامين مما فتح المجال أمام باب التأويلات حول الامور التنظيمية والصحية للحجيج التونسيين في البقاع المقدسة. ففي تصريح سابق ل"الصباح الاسبوعي" أكد نوفل الطريقي رئيس جمعية عدول الاشهاد المتواجد في البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج ان بعثة الحجيج تعرضت الى الاهانة والتقصير من قبل المرافقين نتيجة عدم ايلاء الوضعيات الصحية الحرجة لكبار السن من الحجيج مزيدا من العناية فضلا عن حالات الضياع وغياب التأطير والمتابعة من طرف المرافقين وعدم تأمين النقل من عرفات باتجاه مزدلفة ثم منى. توضيح ولمعرفة حقيقة ما جرى في البقاع المقدسة ذكر علي اللافي المستشار لدى وزير الشؤون الدينية ورئيس الوفد الاعلامي لبعثة الحج التونسية في اتصال هاتفي ل"الصباح" ان موسم الحج لهذه السنة شهد بعض الاشكاليات والصعوبات وحالات وفاة وضياع لحجيج التونسيين في البقاع المقدسة. وافاد أن نحو 450 حاجا وحاجة من بعثة الحجيج التونسيين إلى البقاع المقدسة تاهوا خلال القيام بشعائر الحج بين مشعري عرفة ومنى مشيرا في ذات السياق الى انه تم العثور على كل الحجيج التونسيين التائهين فى منى واعادتهم الى مراكز اقامتهم بإستثناء حالة أو حالتين (إلى حد كتابة هذه الأسطر) حيث ماتزال خلية المتابعة بصدد القيام بعمليات البحث للعثور على الحجاج التائهين وفق تقارير لجنة المتابعة التى تم احداثها للغرض. وعزى اللافي حالة الضياع حجيجنا الى اصرار البعض منهم على الذهاب لرمي الجمرات دون مرافق وعدم الامتثال الى تعليمات المرافقين وكذلك الى حالة الازدحام بالمزدلفة إضافة إلى تأخر الحافلات عن مواعيدها وعدم توفرها بالشكل الكافي لكل حجاج بيت الله بشكل عام فضلا عن حالة الارهاق لكبار السن اضافة الى تزامن حالات الضياع مع قيام كل البعثات المتواجدة في البقاع المقدسة بمناسك الحج مما نتج عنه حالة من الاكتظاظ والازدحام والتدافع الشديد بين مختلف الحجاج من مختلف الجنسيات عند رمي الجمرات والقيام بالشعائر الدينية. وبخصوص حالات الوفاة ذكر المستشار لدى وزير الشؤون الدينية علي اللافي أن عدد الوفيات فى صفوف الحجيج التونسيين بلغ 10 حالات الى حد يوم أمس (6 منهم تابعة لبعثة الحجيج والبقية سافروا بصفة فردية) مبينا ان وفاة 9 من الحجاج التونسيين كانت ناجمة عن أزمات قلبية واختناق للذين يعانون من أمراض مزمنة. وردا عن سؤالنا فيما يخص بالتقصير وحالة الارتباك التى رافقت اداء مناسك الحج قال رئيس الوفد الاعلامى لبعثة الحج التونسية ان هناك العديد من العوامل التى تسببت في حالة الاضطراب والارتباك وذلك بسبب توافد كل بعثات الحجيج في نفس التوقيت لاداء الشعائر الدينية وكذلك اختيارات الحجيج القيام بالشعائر فرادى فضلا اشكالية النقل والتنقل. وأوضح أن عدد الحجاج التونسيين يُقدر هذا العام بنحو 10 آلاف حاج وان معدل الاعمار لبعثة الحجاج تجاوزت 63.5 سنة اضافة الى ان معدل الاعمار فوق 50 سنة بلغ 82.3 بالمائة وبينما بلغت نسبة من سنهم أكثر من 70 عاما 25.23% . عيادات طبية وكشف اللافي ان العيادات الطبية التى تسهر على صحة الحجيج التونسيين شهدت حالة من الاكتضاظ والازدحام وتراوحت بين 1700 عيادة الى 2000 عيادة طبية وهو ما يفسر الوضع الصحي غير المستقر للحجيج التونسيين خاصة وان نسبة الحجيج من النساء وصلت الى 51 بالمائة مقابل 49 بالمائة للحجاج الرجال مضيفا الى ان أكبر حاجة في البعثة التونسية بلغ سنها 101 سنة وأصغر حاج يبلغ من العمر23 سنة. كما اعتبر ان الحالة الصحية للحجاج من كبار السن لا تسمح لهم باداء مناسك الحج وان أكثر من 500 حالة من الحجاج التونسيين غير مستقرة لاداء الشعائر الدينية وكان من الاجدر عدم منحهم التراخيص الطبية لاداء مناسك الحج على حد تعبيره. اختناقات وازمات قلبية وفي نفس السياق قال الدكتور عفيف بن صالح رئيس البعثة الصحية انه تم تأمين أكثر من 14 الف عيادة طبية الى جانب اقامة مستشفى ميداني لمعالجة الحجيج ومتابعة كل الحالات الصحية للحجاج التونسيين وخاصة منهم ذوي الامراض المزمنة مضيفا ان المستشفى الميداني أمّن أكثر من 150 حالة محرجة بسبب الامراض المزمنة اوتعرض الحجاج الى ضربات شمس واضطرابات نفسية ادت في بعض الاحيان الى فقدان الذاكرة نتيجة الارهاق والتعب لكبار السن. وأضاف ان الحالات المستعصية التى بلغ عددها 33 حالة تم نقلها الى المستشفيات في السعودية لتلقى الاسعافات والمتابعة الطبية منها 14 حالة محل متابعة من طرف الاطباء السعوديين،كما بيّن انه تم تسجيل 3 حالات كسور وعمليتين جراحيتين الاولى نتيجة سرطان في الامعاء والثانية جراحة على مستوى اليد بعد تعرض احد المرافقين للحجيج الى حادث. وبخصوص حالات الوفاة في صفوف الحجيج أشار رئيس البعثة الطبية ان حالات الوفاة هذه السنة تراجع مقارنة بموسم الحج الماضي الذي بلغ 19 حالة وفاة في حين اقتصر عدد الوفايات هذه السنة على 10 وفيات جراء ضربات شمس واختناقات تنفسية بسبب التدافع ونقص كمية الماء في الجسم وأزمات قلبية حادة اثر الطواف وخلال النفرة الى مزدلفة وبعد النفرة. 45 رحلة مبرمجة لعودة الحجيج وبخصوص عودة الحجيج الى ارض الوطن بعد اتمام مناسك الحج صرح رئيس الوفد الاعلامى لبعثة الحج التونسية بأن أول رحلة للحجيج في اتجاه تونس ستنطلق اليوم الثلاثاء(تصل على الساعة العاشرة والنصف ليلا) وسيكون على على متنها حجيجنا الميامين والوفد الرسمي برئاسة وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي بداية من الساعة التاسعة والنصف مساء بمطار تونسقرطاج المحطة 2 وهي أولى رحلات العودة المبرمجة لحجاج بيت الله الحرام وستكون اخر رحلة عودة للحجيج يوم 13 نوفمبر من ضمن 45 رحلة أخرى موزعة على مختلف المطارات التونسية. الموقع الرسمي وصفحة الوزارة في "الفايسبوك" من جهة اخرى لم يصدر الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الدينية والصفحة الرسمية لوزارة الشؤون الدينية في الموقع الاجتماعي "الفايسبوك" اي معلومات حول بعثة الحجيج التونسيين وحالات الضياع والوفاة التى شهدتها البعثة وافتقر الموقع الى معلومات آنية حول الصعوبات التى تعرض لها الحجيج، في حين وردت العديد من التعاليق في الصفحة الرسمية للوزارة على موقع "الفايسبوك" تطالب وزارة الشؤون الدينية بآخر مستجدات بعثة الحجيج التونسيين في البقاع المقدسة. اعادة الامور الى نصابها ومن جهة اخرى اصدرت الادارة العامة للقرآن الكريم والشعائر الدينية التابعة لوزارة الشؤون الدينية بلاغا أكدت فيه ان الصور التي تناقلتها بعض الشبكات الاجتماعية والتي يظهر من خلالها بعض الحجيج نائمين بجوار الخيام لا تعبر عن حقيقة اقامة حجيجنا بمنى اذ أن النائمين خارج المخيمات لا ينتسبون الى مجموع حجاج تونس الذين خصص لهم مخيمان كبيران معروفان. واضاف البلاغ ان "اوضاع حجيجنا الميامين تبعث حاليا على كامل الارتياح اثر تحول أكثر من 9 الاف حاج تونسي بعد اداء مناسك الحج من منى الى مكةالمكرمة وتم اسكانهم بالنزل المخصصة لهم بعد تجاوز حالات الضياع التى بدأت منذ النفرة منذ تحول الحجيج من عرفات الى مزدلفة."