تونس الصباح: نظمت إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة العمومية أمس لقاء إعلاميا وتكوينيا لفائدة أفرد البعثة الصحية لتعريفهم بالمهام المنوطة بعهدتهم في الأماكن المقدسة ولإعدادهم لمرافقة الحجيج الميامين. وفي حديث معه أفادنا الدكتور محمد الشاوش منسق ملف الحج بوزارة الصحة العمومية ومنسق البعثة الصحية أن عدد أفراد البعثة الصحية للبقاع المقدسة خلال موسم الحج 2008 بلغ 64 فردا مقابل 60 في الموسم الماضي منهم 22 طبيبا 7 منهم نساء كما نجد 12 طبيبا مختصا و10 أطباء اختصاص طب عام وهم يتوزعون على عديد الاختصاصات الطبية من جراحة عظام وطب نفسي وأمراض معدة وطب الأنف والحنجرة والأذن وطب العيون واختصاص الأمراض الصدرية.. وبالإضافة إلى الأطباء تتركب البعثة الصحية من 42 إطارا شبه طبي منهم 7 فنيين سامين في التخدير والإنعاش والبقية ممرضين. وذكر الدكتور الشاوش أنه سيقع إرسال أفراد البعثة الصحية ضمن أربعة أفواج وسيسافر الفوج الأول يوم 17 نوفمبر إلى المدينةالمنورة ويسافر الفوج الثاني يوم 23 نوفمبر إلى المدينةالمنورة ويسافر الفوج الثالث يوم 26 نوفمبر إلى مكة والفوج الرابع يوم 2 ديسمبر إلى مكة. وبين محدثنا أنه سيتم تركيز عيادات قارة في مكةوالمدينة وهي تشتغل 24 ساعة وسيقع تركيز وحدة إنعاش وتنويم المرضى إلى جانب تأمين زيارات ميدانية من قبل الأطباء والممرضين إلى مقرات سكنى الحجيج لتفقدهم ومتابعة حالات المرضى الذين يقع نقلهم وتنويمهم في المستشفيات السعودية.. وستؤمن الخدمات الصحية في عرفات ومنى في مخيمات. وذكر منسق البعثة أنه تم شحن 3 أطنان و155 كلغ من الأدوية وإرسالها إلى البقاع المقدسة يوم غرة نوفمبر الجاري وهي تتركب من 169 نوعا من الدواء في 24 اختصاصيا طبيا و53 من المستلزمات الطبية للعناية بالحجيج. وإجابة عن سؤال يتعلق بمقاييس اختيار أفراد البعثة الصحية خاصة وأن هناك من الأطباء والممرضين من يقول إنهم تقدموا عديد المرات بمطالب في الغرض لكنهم لم يحظوا بالقبول لأنه ليست لهم «أكتاف».. قال محدثنا إن اختيار أفراد البعثة لا يخضع لأية مقاييس إذ لا يمكن تحديد مقياس الأقدمية أو الكفاءة على اعتبار أن جميع أعوان الصحة أكفاء ومقتدرون ..وبين أن القائمة النهائية للبعثة يختارها وزير الصحة العمومية.. وعن سؤال آخر يتعلق بسبب إضافة طبيب نفساني للبعثة الصحية قال الدكتور الشاوش: «لقد تبين من خلال تجربة السنوات الماضية أن عددا من الحجيج يتعرضون إلى اضطرابات نفسية ناجمة عن الإرهاق وعدم القدرة على التأقلم والذهول وهو ما تطلب إضافة هذا الاختصاص قصد تأمين أفضل الظروف لعلاج الحاج. وذكر أنه خلال العيادات الطبية السابقة للحج تم منع قبول 31 مترشحا للحج لأسباب نفسية كما تم الحرص على احترام بقية موانع الحج. ومن جهتها ذكرت الدكتورة منيرة قربوج مديرة إدارة الرعاية الصحية الأساسية أنه تم الحرص على توفير كل الظروف الملائمة لتأمين الرعاية الصحية للحجيج. ظروف خاصة تحدث الأستاذ صالح بالأكحل من قسم الإنعاش بالرابطة عن مهام البعثة الصحية في الأماكن المقدسة وعن الحالة الوبائية بتلك البقاع وعن ترشيد استهلاك الدواء.. ودعا أعوان البعثة الصحية إلى فهم أن ظروف العمل في البقاع المقدسة ستكون مختلفة جدا عن العادة نظرا لوجود عدد كبير من الحجيج في مكان محدود جغرافيا وكلهم يريدون القيام بنفس الشيء (صلاة وضوء وغيرها) في نفس الوقت الأمر الذي ينجم عنه ازدحام شديد وتلوث وبعض الحوادث على غرار الحرائق أو التدافع أو السقوط أو انتقال لبعض الأمراض المعدية من بيوت الراحة وغيرها. ولاحظ أن أكثر الأمراض المتفشية في صفوف الحجيج التونسيين هي السكري وضغط الدم إضافة إلى توعكات ناجمة عن اضطرابات في النظام الغذائي. وذكر أن عمل أعضاء البعثة يجب أن ينطلق منذ سفرهم مع الحجيج في الطائرة فهم مدعوون إلى مراقبة الحجيج عن كثب وتبين الصعوبات الصحية التي يعانون منها والسؤال عن أماكن إقامتهم للاتصال بهم فيما بعد والاطمئنان عليهم.. وذكر أن كل فرد من أفراد البعثة الصحية سيعمل طيلة 8 ساعات وسيقضي 8 ساعات على الذمة ويرتاح 8 ساعات وذلك وفقا لروزنامة تم اعدادها بطريقة محكمة وما عليهم سوى تنفيذها بحذافيرها ودعاهم إلى التحلي بالصبر مع الحاج وحدثهم عن بعض المواقف التي قد يتعرضون إليها مثل إصرار الحاج على النوم في مخيم الوفد الصحي رغم أن حالته الصحية جيدة أو تردده عديد المرات على الطبيب رغم أنه صحيح أو رفضه تناول الدواء رغم أنه مريض أو أمره الطبيب بحمل حقائبه وأمتعته.. وأفاد أن هناك من الحجيج من لا يتأقلم بسرعة ويصاب بأزمة نفسية أو بمرض الزهايمر والنسيان أو يتوه عن بقية الحجيج. وقال بالأكحل إن الحجيج التونسيين عادة ما يكونون من فئة المسنين إذ أن معدل أعمارهم خلال الموسم الماضي بلغ أكثر من 60 سنة ونجد 40 بالمائة منهم تتجاوز أعمارهم 80 سنة وجلهم مصابون بالسكري وضغط الدم والأمراض التنفسية المزمنة وغيرها.. وقد عمل الوفد الصحي خلال العام الماضي على تأمين 17 ألف عيادة طبية وكان عدد الحجيج في حدود 10 آلاف حاج ..وتم تسجيل 8 وفيات تتراوح أعمارهم بين 61 و88 عاما مات بعضهم في أسرتهم وآخرون خلال العيادات أو في قسم الانعاش أو في مستشفيات السعودية. ودعا بالأكحل الوفد الصحي إلى ترشيد استهلاك الدواء والحرص على تمكين الحاج من الدواء المناسب. خاصيات الحاج التونسي تحدث الأستاذ شكري حمودة عن الخاصيات الصحية للحاج التونسي وأداء المناسك وذكّر خاصة بأن الحجيج كبارا في السن ومتعبون بسبب السهر وعدم تناول القسط الكافي من الغذاء رغبة في توفير المال لاقتناء الهدايا إلى ذويهم وبسبب طول السفرة وشدة الازدحام أو جراء التعرض إلى نزلات برد بعد أن يحرمون (في الطائرة أو في مطار السعودية أو آبار علي أو مسجد عائشة).. ودعا البعثة الصحية إلى تنبيه الحجيج بأنه من الأفضل لهم تناول مياه معلبة عوضا عن مياه الخزانات وعدم الازدحام في المصاعد والحرص على النظافة وإتباع قواعد حفظ الصحة وعدم نسيان المأكولات على الموقد نظرا للكوارث التي قد تتسبب فيها قوارير الغاز وحمل مضلاتهم والابتعاد قدر الإمكان عن أشعة الشمس وحمل الترمس والماء الصالح للشراب وتنبيههم بأن طواف الكعبة يقتضي منهم السير على الأقدام 2 كلم على الأقل وبأنه بالامكان دهسهم في مقام سيدي ابراهيم وفي الحرم النبوي وفي مكة وفي الروضة النبوية وبأن السفرة بين منى وعرفة قد تتطلب يوما كاملا رغم أم المسافة قصيرة. ومن جهته تحدث الدكتور محمد كنو عن مهمة الإطار شبه الطبي في العانية بالحاج ودعا الوفد الصحي إلى الالتزام بأوقات العمل وبقائمة الأدوية المتوفرة في الصيدلية ومتابعة الذخيرة باستمرار لجلب الأدوية قبل نفاذها.. وكان اليوم الأول من هذا اللقاء الإعلامي الذي تتواصل أشغاله إلى اليوم مناسبة للوفد الصحي لتقديم بعض الاستفسارات المتعلقة بمهامهم في البقاع المقدسة. ويذكر أن السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية الذي افتتاح أشغال الملتقى بين أن الوزارة استعدت لموسم الحج من خلال ضبط مقاييس الاستطاعة البدنية والنفسية للقيام بالمناسك وتنظيم سلسلة من الاجتماعات التقييمية والتحضيرية وتأمين 54 ألفا و689 فحصا لفائدة المرشحين لأداء المناسك أثمرت نتائجها عدم توفر الاستطاعة لدى 589 مترشحا.. كما تم تلقيح الجميع ضد الدفتيريا والكزاز النزلة الوافدة والتهاب السحايا وتوفير الأدوية والاختصاصات الطبية اللازمة ووضع برنامج عمل يحدد مهام أفراد البعثة.