قدّم عصام الشابي عضو المكتب السياسي للحزب الجمهوري أمس خلال ندوة صحفية بمقر جريدة الموقف بالعاصمة تفاصيل مبادرة الحزب الجمهوري وحليفيه المسار، و نداء تونس. و قال الشابي إن الأحزاب الثلاثة دعت الى تنظيم مائدة حوار وطني حول القرارات التي تحتاج لتوافق والتي من المفترض أن تعقد في أقرب الآجال وقبل 23 أكتوبر القادم، معتبرا أن "عدم تحقيق التوافق سيدخل البلاد في ازمة سياسية لا أحد يمكنه التنبؤ بتفاصيلها فالمؤسسات التي انتخبت والتي لا أحد يشك في شرعيتها انتخبت من أجل مهمة واحدة ولسنة واحدة وفقا للقانون والاأخلاق السياسية. وعرض الشابي تفاعل الحزب مع المستجدات الاجتماعية والاقتصادية، على غرار حادثة "الحرقة" الأخيرة وما يواجهه الاعلام والاعلاميون من محاولات للتضيق من حرية التعبير وتهديد للحريات العامة والفردية. وفد في لمبادوزا.. و كشف عصام الشابي أن وفدا من "الجمهوري" انتقل الى عين المكان في جزيرة لمبادوزا والتقى بمجموعة من الحقوقيين للنظر في سبل مساعدة المهاجرين التونسين غير الشرعيين الذين تم ايقافهم نهاية الأسبوع الماضي والعمل على تحسين ظروف اقامتهم، كما التقى الوفد برئيس بلدية لمبادوزا وتقدم بطلب رسمي للقاء الموقوفين وسماعهم لمعرفة ظروف ايقافهم مؤكدا في حيثه على "أن تونس ما بعد الثورة تهتم بأبنائها." وقال في نفس السياق : "تونس تعيش كارثة.. وأبناؤها التي هي في حاجة لهم أمام انغلاق الآفاق واليأس يختارون طريق الموت". ودعا الشابي الى "الانكباب على مكافحة الظاهرة من خلال التصدي أمنيا للعصابات التي تقوم بتهريب الناس الى جانب معالجة الأسباب غير المباشرة للهجرة السرية والالتفاف الى الجهات المحرومة المزود الأول لعمليات الحرقة." المعركة مع الإعلام مقصودة عبر الشابي عن أسفه لما يجري في قطاع الاعلام وقال :" أمس ولأول مرة تحتجب جريدة "الصباح" بعد خوضها لاضراب بيوم. كما ينتظر أن ينفذ أعوان التلفزة الوطنية اضرابا في حال عدم الوصول الى وفاق." و أضاف "لا أحد كان ينتظر أن يضطر الصحفيون لخوض الاضرابات بعد سنتين من الثورة من أجل حرية الاعلام"، مبينا أن "النقابات الممثلة للقطاع قد قطعت مفاوضاتها مع الحكومة لأن الأخيرة لم تبد أي جدية في هذا الملف..وذهبت الى أسهل الحلول للسيطرة على الاعلام". و لاحظ أن "المعركة مع الاعلام مقصودة وهي أكبر المعارك التي نواجهها.. فإن ضرب الاعلام ضرب الانتقال الديمقراطي." وذكر عضو المكتب السياسي أن الجمهوري بصدد القيام بمباحثات من أجل مبادرة ميدانية وسياسية تهم رفع يد الحكومة على الاعلام.. وعبر في الاطار على اكبار الحزب وتضامنه مع صحفيي ونقابيي "دار الصباح" مع كل الاعلاميين ومن بينهم سامي الفهري الذي كانت محاكمته على اساس علاقته بالطرابلسية وتورطه في الفساد متأخرة ومتزامنة مع خط تحرير القناة المستقل على الحكومة فبين يوم وليلة قدم ملف قضائي ب 3000 صفحة وتم النظر فيه بسرعة كبيرة رغم العطلة القضائية. حسب تعبيره. مبادرة "الجمهوري" وبالنسبة للمبادرة التي أطلقها الحزب الجمهوري وحليفيه المسار ونداء توزنس أكد عصام الشابي على ارسال الحزب لوفود لكل القوى السياسية التي لها تأثير الى جانب الاتحاد العام التونسية للشغل باعتباره معني بالشأن الديمقراطي. و تنبني المبادرة على ثلاث عناصر هي: أولا، تحديد موعد رسمي ونهائي للانتخابات ووضع قانون انتخابي يسوده روح التوافق مع تفعيل الهيئة المستقلةو للانتخابات وفتح مباحثات من أجل ايجاد حلول حول النظام السياسي الذي أحدث خلاف كبير وبدأ يشق الساحة السياسية "فالجمهوري يخشي أن تتعطل كتابة الدستور بسبب النظام السياسي." ثانيا، دعوة لبناء جبهة مدنية واسعة تظم الأحزاب الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني "فأمام موجة تزايد العنف والاعتداء على الحريات العامة والفردية وحرية الاعلام والتعبير ومحاولات الهيمنة على الادارة ومفاصيل الدولة من قبل حزب حاكم من المهم بناء جبهة تقف في وجه العنف وتصون الحريات العامة والفردية." و ثالثا، التوجه نحو بناء أوسع تحالف انتخابي يدعم التحالف الحالي. وأوضح الشابي أن هناك بداية تفاعل مع المبادرة وقد بلغ الحزب أن حركة النهضة منكبة على دراسة المبادرة بكل جدية لكن هذا لا يمنع أنه لم يصل مقر الحزب أو مناضليه أي ردود رسمية من أي حزب تم الاتصال به. وتجدر الاشارة الى أن عصام الشابي قد أفاد أن الحزب يدين الاعتداء الذي تعرض له قبر بورقيبة وهو اعتداء مرفوض دينيا وأخلاقيا ومن اقترف هذه الفعلة لا يمكن ان يكون تونسيا لأنه مليء بالحقد معلنا عن تضامن الجمهوري مع عائلة الحبيب بورقيبة.