تونس-الصباح وضع مؤخرا الكاتب المسرحي بوكثير دومة لمساته الأخيرة في كتابة مسلسل إذاعي من ثلاثين حلقة عن البطل الوطني الدغباجي سيتولى إخراجه الفنان محمد السياري لحساب الإذاعة الوطنية وسيبدأ التسجيل قريبا و سيبث المسلسل في شهر ديسمبر المقبل. هذا العمل يتناول السيرة البطولية للدغباجي الذي قاوم الاستعمار الفرنسي وتحداه إلى درجة أن أصبح محور روايات وقصائد وأغان شعبية تونسية وصلت إلى درجة الأسطورة حيث تغنت ببطولاته وعددت خصاله وميزاته الكثير من الحكايات،، ويمثل المسلسل إضاءات على التاريخ الاجتماعي والسياسي لتونس مع الاهتمام الخاص بالحركة الوطنية ونضالاتً المقاومين الأحرار في الجنوب الشرقي الذين قاوموا الاستعمار واستبسلوا في الدفاع عن الوطن ولكنهم لم يجنوا شيئا من دولة الاستقلال سوى التهميش والتجاهل وفي أحيان كثيرة الإقصاء... من جهة أخرى وبالتوازي مع هذا العمل الإذاعي علمت "الصباح" أن قناة الزيتونة اقترحت على الكاتب بوكثير دومة صياغة سيناريو مسلسل تاريخي يتمحور مضمونه حول شخصية مؤسس علم العمران البشري العلامة عبد الرحمان ابن خلدون. وأن هذا المشروع بصدد الدرس في انتظار الاتفاق النهائي مع إدارة القناة، التي تسعى إلى إعداد المسلسل لشهر رمضان القادم. وفي مكالمة هاتفية أجرتها "الصباح" مع أسامة بن سالم مدير قناة "الزيتونة" أكد أن فكرة إنتاج عمل درامي يهتم بابن خلدون مطروحة وأنه كان بالفعل قد اقترحها الكاتب بوكثير دومة على إدارة القناة فلقيت الإعجاب والاستحسان باعتبارها تتماشى مع تصوراتنا وأهدافنا. وأضاف أن الإمكانيات المادية المتواضعة لقناة "الزيتونة" وفي غياب تبني المؤسسات الاقتصادية التي ترعى مثل هذه الأعمال الضخمة والمكلفة عن طريق الاستشهار تبقى فكرة انجاز هذا العمل مؤجلة إلى حين توفر الإمكانيات المادية اللازمة. من جهة أخرى أفاد أسامة بن سالم أن إدارة القناة منكبة هذه الأيام على الإعداد لبرمجة شبكة الخريف رغم قلة الإمكانيات المادية وهي مشاريع برامج اقتصادية واجتماعية على غرار برنامج سيعنى بالذاكرة الوطنية وسيتناول الحقبة الاستعمارية والفترة البورقيبية إضافة إلى فترة العهد البائد.. شهادات ستفاجئ الناس وصرح محدثنا أن هناك شهادات ستفاجئ الجمهور التونسي مواصلا في هذا السياق " قمنا بإعداد تحقيقات عن بعض الأسماء فاكتشفنا تزويرا في التاريخ ومغالطات وحقائق جديدة.. كما أن هناك بعض الأسماء التي اعتقدنا أن أصحابها من طينة الأبطال فاحترمناهم لعطاءاتهم ولطالما عددنا خصالهم وميزاتهم لنكتشف ونصطدم أن تلك الأسماء كانت مجرد وهم أو سراب.. وفي المقابل هناك أسماء أخرى تم تهميشها رغم تميزها وهي لأناس تم تعذيبهم والتنكيل بهم ومع ذلك فقد أغمطت حقوقهم وظلوا نكرة." وأضاف مدير قناة "الزيتونة" أن برامج القناة لن تقتصر على تيار سياسي دون آخر ولن تعمل لمصلحة جهة دون أخرى بل ستلتزم بالحيادية والنزاهة والمصداقية وسيكون هدفها الأصلي والثابت دائما خدمة المشاهد والمواطن التونسي مهما كانت انتماءاته أو توجهاته أو الجهة التي يقطنها، وفي هذا السياق أوضح أنهم اعدوا برنامجا اجتماعيا سيكون له بعدا حضاريا وسيتم من خلاله تسليط الأضواء على مشاغل ومشاكل المواطن التونسي الحقيقية ومنها علاقته مع الإدارة إلى جانب طرح العديد من الظواهر الاجتماعية التي تزعج المجتمع وتعرقل مسيرته التنموية وستتم مناقشتها مع عدد من المختصين لمعالجتها حسب نفس المصدر. وتجدر الإشارة إلى أن قناة "الزيتونة" أثير حولها مؤخرا الكثير من الجدل تتعلق خاصة بملكيتها وبمصادر تمويلها وقد راج مثلا أنها على ملك مستشار رئيس الحكومة المكلف بالإعلام لطفي زيتون.