علل محمد لسعد قريعة مدير عام مركز الموسيقى العربية والموسيقية سبب اختياره لمراد الصقلي للإشراف فنيا على إدارة مهرجان "موسيقات" في دورته السابعة التي ستنتظم من 3 إلى 13 من أكتوبر القادم على اعتبار النجاح الكبير الذي سجله المهرجان دوراته الأولى فضلا عن نقص خبرته في تنظيم مثل هذه التظاهرات مقابل خبرة الثاني في المجال. لذلك رأى المحافظة على الخط العام للمهرجان ومراعاة اختياراته النوعية ومواصلة الاعتماد على نفس الأسس والآليات التي قام عليها المهرجان خاصة أن هذه الدورة تتزامن مع احتفال المركز بذكرى مرور عشرين سنة على تأسيسه. كان ذلك خلال ندوة صحفية انتظمت صباح أمس بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بحضور ممثلين عن الأطراف المشاركة في تنظيم المهرجان وخصصت لتقديم التظاهرة. ووعد مراد الصقلي المدير الفني للمهرجان خلال نفس المناسبة بأن تكون هذه الدورة استثنائية ومتميزة من حيث نوعية العروض ومستوى الأسماء التي تم اختيارها للمشاركة في المهرجان الذي ينظمه مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء وسكوب للتنظيم بالتعاون مع اتصالات تونس وتحت إشراف وزارة الثقافة. وبيّن أن برنامج الدورة الحالية للمهرجان يتضمن ثمانية سهرات بمعدل أربعة في الأسبوع وتنتظم السهرات أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع في مدة المهرجان ستدور كلها بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. مع العلم وأن ثمن التذاكر حدد ب15 دينارا لكل العروض أما بالنسبة للطلبة والتلاميذ فإنه يخول لهم الدخول بتذاكر قيمتها ثمانية دنانير. مشاركة متنوعة في مستوى التظاهرة العالمية وأفاد مراد الصقلي خلال الندوة أن الدورة الحالية للمهرجان تسجل مشاركة نخبة من عمالقة الموسيقى العالمية ليكون مناسبة لجمع والتقاء والحضارات والثقافات من خلال لغة الموسيقى الحاملة لرسائل إنسانية مستلهمة من الموسيقى التقليدية وقريبة من واقع المستمع إليها. لذلك اعتبر العروض أو السهرات بمثابة رحلات حالمة وفرص تاريخية للاستمتاع. كما عبر عن ابتهاجه بعودته إلى المركز وموسيقات في هذه الدورة. واعتبر ما وجده من إصرار وجهود مضاعفة من الأطراف المساهمة في تنظيم المهرجان من العوامل التي جعلته يعود إلى دائرة موسقات كمدير فني وذلك من أجل ضبط كل ظروف وعوامل إنجاحه ليحافظ على الإشعاع والمستوى والقيمة الفنية التي تميز بها منذ انطلاقته. من جهة أخرى أكد المدير الفني للدورة السابعة لمهرجان موسيقات أنه حرص شأن بقية الأطراف المدعمة والمنظمة للمهرجان على أن تكون الأسماء المشاركة نوعية وأن لا يحيد عن مستواه العالمي من حيث التنظيم وضمان ظروف أفضل لإقامة وتنقل المشاركين مثلما عرف بذلك المهرجان على نحو شكل مرآة عاكسة لثقافة وصورة تونس. أما فيما يتعلق بالأسماء المشاركة في هذا المهرجان فتسجل هذه الدورة حضور الروماني جورجي زمفير ذي الصيت العالمي الذي يحيي سهرة افتتاح المهرجان إضافة إلى الأرجنتيني خوان خوسي موساليني الذي يعد أحد مجددي موسيقى التانغو ليكون للأغنية الأمازيغية حضورا في هذه التظاهرة من خلال العرض الذي يقدمه المغربي أحمد الله رويشة ومن الهند الفنانة كاكولي سينوقبتا في الأغنية الهندوسية. وفي ما يتعلق بالعروض التي تمت برمجتها ضمن عروض المهرجان في إطار التعاون الثقافي نذكر عرض الفنانة الاسبانية أوخيا الملقبة بصوت المحيط الأطلسي المعروفة باستلهامها للموسيقى من المخزون التراثي لمقاطعة غاليسيا الاسبانية لينتظم هذا العرض بالتعاون مع المعهد الثقافي الاسباني فضلا عن سهرتي الفنان الأذربيدجاني عليم قاسموف والفنانة الأوزبكية مناجاة يولشيفا اللذان سبق لهما أن شاركا في دورات سابقة للمهرجان. حضور للموسيقى التونسية أما فيما يتعلق بالحضور التونسي فسيكون ممثلا في الفنان الشاب سفيان الزايدي من خلال عرض "رجال بلادي" الذي سيتيح المجال للغوص في أحد ألوان الموسيقى الطرقية التقليدية التونسية المتمثل في "العزوزية". ولئن أرجع مراد الصقلي سبب اختياره لهذا الفنان لتمثيل الأغنية التونسية في تظاهرة دولية تعد مناسبة لتلاقي الحضارات فنيا على أن سفيان الزايدي أبدى من الجدية في العمل والتميز في امتلاك آليات الفنية والأكاديمية مما يؤهله للنجاح والمضي قدما في مجال الأغنية التقليدية والعمل على تطويرها ما جعله يراهن عليه كنموذج شاب يمكن التعويل عليه في المستقبل ليمثل اللون التونسي على أوسع نطاق. من جهته عبر سفيان الزايدي عن ابتهاجه بمنحه هذه الثقة من ناحية وبمشاركته في تظاهرة موسيقية مشهودا لها عالميا.