فقدت الساحة الفنية مساء أول أمس الأربعاء 26 سبتمبر الفنانة حسيبة رشدي عن سن تناهز 94 سنة وحسيبة رشدي هو الاسم الفني لزهرة بنت احمد بن حاج عبد النبي ولدت سنة 1918 في جومين بالشمال الغربي وتعرفت في شبابها على الفنانة فتحية خيري التي عرفتها بدورها على البشير الرصايصي وسجلت هكذا أول البوم لها في باريس مع محمد الجموسي ومحمد التريكي الذي احبها وتزوجها ووضع تحت أمرها كتاب أغاني وملحنين مثل الهادي الجويني وإبراهيم صالح وقدور الصرارفي وعلي السريتي. وحسيبة رشدي الممثلة والمغنية هي أول فنانة تونسية تحصل على بطولة مطلقة في فيلم مصري. بعد عودتها من مصر في الخمسينات انخرطت في الحركة السينمائية التونسية ومثلت في فيلم "الثائر" سنة 1968 وفيلم "صراخ "سنة 1972 لعمار الخليفي و"تحت مطر الخريف"سنة 1969 لأحمد خشين و"خليفة الأقرع" سنة 1906لحمودة بن حليمة مع الممثلة منى نور الدين و"يا سلطان المدينة" للمنصف ذويب سنة 1992 كما مثلت في بعض أفلام النوري بوزيد كما مثلت في فيلم جحا سنة 1957 لجاك براتيي وعمر شريف وكلوديا كاردينال. اقعدها المرض ووضع حدا فاصلا بينها وبين جمهورها الذي أحبها وردد أغانيها.. هذه الأغاني التي جابت بها الدنيا وعرّفت من خلالها باللهجة التونسية والبدوية سواء عندما هاجرت إلى مصر في منتصف أربعينات القرن العشرين وانضمت إلى قافلة الفنانات العربيات القادمات إلى مصر من الشام خاصة مثل نور الهدي وصباح ونورهان ومحمد سلمان ومحمد البكار وغرام شيبا وغيرهم... وكانت وقتها من أشهر المطربات التونسيات أي انها لم تدخل إلى بلاد الفن وهي نكرة بل كانت لها أغان معروفة وصل صداها إلى البلدان العربية. استقرت في مصر 15 سنة واستطاعت أن تكون جمهورا كبيرا لها من عشاق صوتها واستمع إليها الشعب المصري لأول مرة في الأهزوجة الشعبية التونسية ولمع نجمها بأغنية "جاري يا حمودة" واستقبلتها الأوساط الفنية بكل ترحاب لجمال صوتها وقدرتها على الغناء بصوت ساحر مع إتقان التنقل بين المقامات بسهولة ويسر حيث بدأت حسيبة الغناء في الحفلات الساهرة المشتركة التي كانت تنظمها الإذاعة المصرية في المسارح المختلفة، مثل مسرح حديقة الأزبكية ودور السينما المختلفة وقد غنت من الحان الفنان الهادي الجويني أغان مثل "يا أم العباية الحلوة " و" ياللي عيونك في السماء والسماء في عيونك" كما غنت من الحان الهادي الجويني"لاموني اللي غاروا مني" والتي أصبحت مشهورة جدا وغناها اغلب المغنين التونسيين مثل لطفي بوشناق ونعمة وعلية ولطيفة العرفاوي. و" تحت الياسمينة في الليل " وما أحلاها تذبيلة عينك " و"سير يا الرزق سير" و "العازب قلبه مهنى" و "ما اقدرش أنساكم" و"ها الزين هذا لواش يا مذبلة الأرماش" جسمي بعيد عليك. ذياع شهرتها ونجاحها في افتكاك نسبة هامة من الجمهور المصري في وقت كانت فيه المنافسة صعبة جدا بين القادمات من بقية الدول العربية وخاصة منهن الشاميات لفت نظر المنتجين السينمائيين لها وفتح لها أبواب السينما على مصراعيها فمثلت في فيلم "طريق الشوك" لحسين صدقي وشاركت عماد حمدي وإبراهيم عمارة ومحمد توفيق بطولة "دماء في الصحراء" وغنت فيه مع المطرب سيد إسماعيل كما قامت بدور البطولة في فيلم "انتقام الحبيب" وهو من إخراج الإيطالي جيانيفارنتشو وبطولة يحيى شاهين و سامية جمال، ومن إنتاج علي الجابري وفي هذا الفيلم شدت حسيبة جمهور السينما المصرية والعربية بأغنيات رائعة من بينها أغنية " اش بتدريد من قلبي يا خاين اش بتريد" تركت حسيبة رشدي مصر وانتقلت للسكنى في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما تزوجت ضابطا أمريكا وطافت معه العالم ثم عادت إلى تونس واستقرت في حلق الوادي واستأنفت حياتها الفنية في تونس إلى أن أقعدها المرض . وكان آخر لقاء لها مع جمهورها التونسي سنة 2007 حيث تحدثت عن مسيرتها الفنية وذكرياتها لمستمعي الإذاعة التونسية ومنذ ذلك التاريخ لم يسمع عنها احد شيئا حتى خال البعض أنها رحلت منذ زمن بعيد وقد تساءل البعض الأخر عند سماع خبر وفاتها أول أمس الأربعاء 26 سبتمبر أين كانت؟