موضوع الرجل الذي كتبنا عنه بتاريخ 12 فيفري الحالي والذي عثر عليه ملقى في الخلاء بين الحياة والموت وهو فاقد للوعي والصوت وآثار الاعتداء بالعنف الشديد بادية عليه وكذلك آثار القيود بيديه ورجليه.. هذا الرجل واثر اسعافه بالمستشفى الجهوي وجد اعوان الامن صعوبة كبيرة في اخذ اقواله نتيجة الحالة الصحية التي كان عليها والتي افقدته النطق بطلاقة والتركيز وعندما تحسنت حالته اخلي سبيله من المستشفى وعاد الى منزله بأرياف الجريصة وبعد يومين فقط عثر عليه صبي كان يرعى أغنامه قريبا من أحواز المدينة داخل بناية لم تكتمل بعد وهو مربوط بواسطة قطعة حبل الى قائمة اسمنتية في البناية فأعلم عنه الشرطة التي تنقلت على عين المكان وقامت بالاجراءات القانونية اللازمة المتمثلة في اعلام النيابة العمومية بمحكمة الكاف التي تنقلت لمعاينة الجثة واذنت بنقلها الى المستشفى ووضعها على ذمة الطبيب الشرعي. ما يستفاد من الاطوار الاولى لهذه الحادثة الأليمة التي اهتزت لها نفوس جميع من سمع بها او وقف بنفسه على الجثة قبل حلول اعوان الامن ان هذا الرجل توجد بينه وبين عائلته بعض المشاكل الصغيرة بسبب الارض التي ورثوها من والدهم وهي مشاكل لا يمكن لها ان تؤدي للانتقام بمثل هذه الطريقة الوحشية.. ومنذ العثور عليه في المرة الاولى تم اخذ اقوال اشقائه ثم اطلق سراحهم وقد جاء في تصريحاته التي ادلى بها لاعوان الامن اثناء تواجده بالمستشفى انه كان في السوق الاسبوعية يوم الاحد عندما نادى عليه شخص لا يعرفه وطلب منه ان يرافقه لأنه ومن معه يريدون اصلاح ذات البين بينه وبين اشقائه بخصوص مشاكل الارض وامتطى معه سيارة كان يقودها الثاني وقبل مغادرة المدينة استوقفهم الثالث الذي امتطى معهم السيارة وفي الطريق اعطاه احدهم قهوة وارغمه على ترشف القليل منها.. وبعدها لم يعد يشعر بشيء باستثناء شعوره وهم يلبسونه كيسا من رأسه الى الاسفل وقبل ان يغمى عليه سمع احدهم يتحدث على الهاتف الجوال ويقول لمخاطبه بأن العملية تمت بنجاح. وهنا لا بد ان نذكر كيف تم العثور عليه في المرة الاولى في مكان لا يمر منه الناس عادة والصدفة هي التي جعلت المواطن الذي أخبر عنه يمر هناك وهو مكان جبلي يشقه احد الاودية التي ربما تكون مرتعا لحيوانات مفترسة وقد قضى فيه بقية يوم الاحد والليلة الموالية عرضة للبرودة القاسية وهذه الحيوانات وقد من اللّه عليه بان جعله يتحدى هذين العاملين وبقي على قيد الحياة لكن مع اكتساب بعض الخلل والبطء في النطق والتركيز... وعندما غادر المستشفى تحدث الى عائلته كونه يجهل من فعل به ذلك كما يجهل السيارة التي امتطاها اذ انها ليست من المنطقة ولم يسبق له ان شاهدها مبعدا بذلك الشكوك التي حامت في الاول نحو اشقائه.. وملف هذه القضية بالتطورات التي عرفتها وخاتمتها المؤلمة اصبحت من انظار فرقة الشرطة العدلية بتاجروين التي باشرت فيها ابحاثها على الفور.