واخيرا اميط اللثام عن الغموض الشديد الذي احاط بهوية صاحب الجثة التي عثر عليها منذ اكثر من ثلاثة اشهر ملقاة بجانب الطريق المؤدية الى برج الديوانة القريب من الحدود الغربيةبتاجروين وكانت مقطوعة الرأس ومتصلة بعض الشيء مما صعب من معرفة هوية صاحبها لدى المباحث والمستشفى وقد زاد من تعتيم الحقيقة الرأس المفقودة التي لم يتم العثور عليها في اماكن غابية واودية وهضاب بالرغم من تجند اعوان فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بتاجروين على مدى عدة اسابيع متتالية للبحث عنها بغاية الكشف عن هذا الغموض الغريب حول انفصالها من العنق عن باقي الجثة وقد وفقوا في احدى المرات في العثور على عظم الفك الاسفل لرأس آدمية فقط.. اما كيف اميط اللثام فان ذلك يعود الى تعاون جيد مع شقيقة احد المتغيبين عن مدينة تاجروين وهي مقيمة في المملكة العربية السعودية وقد جاءت الى مسقط رأسها عندما سمعت باختفاء شقيقها وتطوعت لمساعدة فرقة الحرس لكشف الحقيقة حول مصير شقيقها والجثة المجهولة وتنقلت معهم الى احد مستشفيات العاصمة لاجراء تحاليل حينية ومقارنتها بنتائج تحاليل اجريت على الجثة سابقا.. وجاءت هذه الايام النتيجة متطابقة.. اي ان صاحب الجثة هو (غرس الله) شقيق هذه المرأة وصدقت تكهنات المواطنين التي ذهبت في هذا الاتجاه منذ اليوم الذي تم العثور فيه على الجثة وهي تكهنات لم يأخذ بها اعوان الفرقة لان وجود جثة يعني موت.. والموت يمكن ان يكون وراءه جريمة والجريمة وراءها مجرم والمجرم من واجبهم تقديمه للعدالة لينال جزاءه.. ومن هنا كان اصرارهم على ترك التكهنات جابنا مع ملف القضية مفتوحا ومواصلة البحث الى ان جاءت هذه المرأة وحدث ما حدث. تذكير بتفاصيل هذه القضية التي واكبتها الصباح منذ بداياتها ان احد الفلاحين عثر على هذه الجثة على حافة الطريق الفلاحية التي تربط مدينة تاجروين بمنطقة برج الديوانة وقد ذهب الظن في بداية الامر انها لشخص من المنطقة تغيب فجأة عن عائلته.. ثم ظهر فجأة ايضا.. وكثر الحديث في اوساط المواطنين حول المدعو (غرس الله) الذي يشكو من تدهور في صحته العقلية والذي كان في زيارة لشقيقته المقيمة في المملكة العربية السعودية ثم عاد وبعد يوم واحد من عودته اختفى.. وكشفت المعطيات كيف انه متعود على زيارة قبر والدته في هذه المنطقة كل اسبوع وبعد غيبته التي دامت ستة اشهر شوهد (غرس الله) وهو في الطريق الى قبر امه الذي يبعد عشرة كيلومترات.. ثم اختفى.. واكيد حسب التكهنات ان المدة الطويلة التي قضاها بعيدا دون ان يزور قبر امه اثرت في نفسيته المريضة كثيرا.. ولما وقف على قبرها تأثر وربما اجهش بالبكاء.. وربما احس بالاغماء فاخذ طريق عودته الى البيت الا ان الموت عاجله في الطريق.. وبخصوص رأسه المفصولة فان الناس جميعا تحدثوا عن طريقة مجربة تأكل بها الحيوانات المفترسة مثل الضباع والذئاب ضحاياها من البشر حيث انها تتحاشى الاجزاء المغطاة من الجسم.. وكان (غرس الله) مرتديا لملابسه ولا يحمل شيئا فوق رأسه.