أكّد عبدالكريم جراد الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل أن الاتحاد بصدد التحاور مع عديد الأطراف المعنية من أحزاب سياسية وشخصيات وطنية ومكونات مجتمع مدني بخصوص تفعيل مبادرة الإتحاد "المؤتمر الوطني للحوار" والذي حُدّد موعده قبل يوم 16 أكتوبر الجاري يهدف إلى صياغة توافقات وطنية الهدف منها العمل على فض الملفات العالقة وتعميق الوحدة الوطنية وحماية الإنتقال الديمقراطي والإدارة الجماعية للمرحلة الإنتقالية ووضع حد لحالة الإحتقان السياسي. وأكّد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أن مبادرتهم تأتي في ظل عدم استطاعة الأطراف السياسية في البلاد الإتفاق حول مجمل الملفات الحارقة. وقال إن الإتحاد سيسعى إلى تقريب وجهات النظر وذلك من خلال محاولة جمع مختلف الأطراف على غرار الأحزاب السياسية التي أمضت على خارطة الطريق التي سبق أن أعدّها الأستاذ عياض بن عاشور كذلك التي قدّمت مشاريع دستور للمجلس الوطني التأسيسي، كما سيشمل المؤتمر الوطني للحوار شخصيات وطنية وجمعيات وأحزاب ممثلة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي عوّضت المجلس الوطني لحماية الثورة ومحامين وإتحاد الصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورؤساء الجامعات المنتخبين لا المنصّبين وعدّة أطراف أخرى... وأضاف الأمين العام المساعد أن رئاسة المؤتمر الوطني للحوار ستكون للمكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل وبعض المكونات الأخرى. وقد سبق أن أعلن حسين العباسي أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل عن مبادرة الإتحاد وأكّد أنّها مبادرة "تأتي لإنقاذ البلاد في إطار حوار بين الجميع وبأنّها ليست مبادرة ضد أي طرف أو بديلا عن الحكومة أو الشرعية بل أنّ أطر الحوار والتوافق هذه لا تمثّل إلاّ قوة اقتراح ولا تعوّض في شيء السلط الدستورية والشرعية القائمة التي تبقى وحدها صاحبة اتخاذ القرار." وعبرت عديد المنظمات والأحزاب السياسية عن دعمها لمبادرة الإتحاد باعتبارها منظمة وطنية لعبت دورا تاريخيا في الدفاع عن الإنعتاق من الإستعمار وبناء دولة الإستقلال وهو ما يجعل اليوم وفي ظل الوضع الذي بات يوصف بالضبابي على مستوى المشهد السياسي وحالة عدم الإطمئنان لدى المواطن من بعث مجلس وطني أو مؤتمر وطني للحوار ضرورة ملحة لإمكانية وضع حد لحالة الإحتقان السياسي وفي ظل غياب حوار جدي بين الفرقاء ولأجل تفعيل الدور المحوري لمكوّنات المجتمعين المدني والسياسي.