أفادت مصالح وزارة الفلاحة ومندوبياتها الجهوية أن صابة الزيتون لهذا العام تعتبر حسب التقديرات المجراة أخيرا هامة وذلك لجملة من الأسباب من أهمها العوامل المناخية التي كانت متواتية خلال السنة الماضية، والأمطار الخريفية الأولى التي غطت جهات عديدة من البلاد خلال الأسابيع الماضية. وتشير المصادر الفلاحية أن صابة الزيتون لهذا العام ستكون هامة في الساحل والجنوب والوسط مما يجعلها ولأول مرة وبعد سنوات عديدة شاملة وتغطي كافة جهات البلاد المنتجة للزيتون، وهذا البعد جعل التقديرات الأولية للموسم القادم تتخطى كافة مستويات الانتاج السابقة لتكون حسب العارفين بها في مستوى 370 إلى 400 ألف طن من الزيت، وهو رقم لم يسبق أن حققته البلاد في مجمل سنوات الصابة. ولجمع الصابة في أحسن الظروف قدرت الأوساط الفلاحية المسؤولة الحاجة إلى 170 ألف من اليد العاملة الفلاحية وذلك للقيام بعمليات الجني والتحويل داخل معاصر الزيت، وهو رقم لا يمكن بأية حال من الأحوال توفيره، خاصة بعد الهجرة الهامة التي كانت باتجاه ليبيا، وإيطاليا وايضا ما استوعبه قطاع الزراعات الكبرى الذي ينطلق خلال هذه الأيام ويشد جزءا من اليد العاملة في مناطق الشمال. هذا الواقع رمى بثقله من الآن داخل غابات الزياتين الممتدة بدءا من الساحل وصولا إلى وسط البلاد وجنوبها، وذلك في عمليات تتصل بأنشطة أولية تحضيرا لجني الزيتون مثل تمشيط الأرض تحت أشجار الزيتون وغيرها من الأعمال الأخرى التمهيدية استعدادا لجني الصابة، ولكن الحاجة إلى اليد العاملة والنقص المسجل فيها بدت واضحة، وهو ما سجل ارتفاعا ملحوظا في أجورها المطلوبة، وما جعل عملية الخضارة بيع الزيتون على رؤوس أشجاره يتكاثر هروبا من تحمل مصاريف الجني ومتطلباته.
هذا الواقع يحيلنا إلى دعوة اتحاد الفلاحين والحكومة واتحاد الشغل وغيرها من القوى الفاعلة في البلاد إلى ضرورة تكثيف جهودها وتوحيدها لضمان جني الصابة في أحسن الظروف وذلك بتكثيف جهودها في اتجاه توفير اليد العاملة الفلاحية، كما أن الواقع يدعو أيضا لمساهمة الجيش الوطني إن اقتضى الأمر في ذلك على اعتبار أن المجهود الوطني يمثل حفظا لانتاجنا الفلاحي الذي نبقى في حاجة ماسة إلى تأمينه في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد.