نفّذ أهالي مدينة تالة أمس إضرابا عامّا شاملا منذ العاشرة صباحا، وقد عمل منظموه على أن تكون هذه الحركة الاحتجاجيّة تعبيرا تلقائيا من شباب الجهة عن مشاغلهم وقضايا الجهة التنمويّة والاقتصادية والاجتماعيّة... الاضراب لقي دعما من مختلف مكوّنات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات ومنظّمات التي واكبت مختلف الانشطة التي رافقت هذا الاحتجاج من مسيرة ضخمة رفعت خلالها شعارات تندّد بسياسة الاقصاء والتهميش والضحك على الذقون وتطالب بقدوم وفد وزاريّ إلى تالة للوقوف على وضعها المتردّي على جميع المستويات ودعوا في شعاراتهم إلى تحقيق أهداف ثورتهم في الشّغل والحريّة والكرامة.. المحتجون تحدّثوا عن إحصائيات مغلوطة لعدد سكّان المدينة ما تزال معتمدة من قبل الحكومة الحاليّة والتي على ضوئها تمّ إسناد حصّتها الهزيلة من المشاريع العموميّة وطالبوا في تدخّلاتهم الجهات المسؤولة وخاصة وزارة التنميّة بإعادة النّظر في هذه الارقام.. المسيرة أيضا كانت فرصة لعائلات ما أصبح يعرف بموقوفي 23 نوفمبر2011 للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم بعد أنّ تجاوزت مدّة توقيفهم عشرة اشهر دون محاكمة... عناصر الامن يحمون المسيرة خلافا لم حدثّ ليلة الخميس الفارط من اقتحام بعض الشّباب لمركز الشرطة اثناء مسيرة احتجاجية ليلية وما راج حول استهداف المحتجّين لاعوان الامن فقد تواجد الامن داخل صفوف المحتجيّن في تكامل عبّر عنه المحتجّون بشعارات نادت بانّ الامن الجمهوري جزء من الحلّ التنموي وفنّدوا بذلك ما يروج حول عدم قبول أهالي تالة للأمن.. وطالبوا الاعلام الذي كان حاضرا بنقل هذه الصّورة بكل صدقها إلى المستثمرين الذين سوّقوا لهم صورا خاطئة عن الجهة... المسيرة أيضا شارك فيها معتمدّ الجهة الذي عبّر في كلمة ألقاها وسط المحتجّين عن مساندته لهذه الحركة الاحتجاجية ووعد بإيصال أصوات المحتجين إلى السّلط والعمل على متابعة كل المشاريع المبرّمجة للجهة، وقد لاحظنا أيضا تواجد كلّ من مدير إقليم الحرس الوطني ورئيس منطقة الحرس بتالة وسط الجماهير المحتجّة.. الاضراب العام أراده المنظمون ان يكون مهرجانا خطابيا تخلّلته وصلات موسيقية وأغاني ملتزمة عبر مضخّمات الصّوت وكذلك حركات مسرحيّة جسّمت استعداد الجهة لتقديم مزيد من الشهداء في سبيل أن يروا مدينهم - التي عرفت الحضارة والحياة منذ آلاف السنين على حدّ تعبير احد المتدخّلين في الوضع الطّبيعي الذي يجب ان تكون عليه... انتهى الاضراب العام في الساعة الرابعة مساء وعادة المدينة إلى سالف نشاطها ولكن المحتجّون توعّدوا بمواصلة تصعيد وتنويع حركتهم الاحتجاجيّة في صورة عدم استجابة الحكومة إلى مطالبهم...