تواصلت الحركة الاحتجاجية التي تعم عدد من مناطق البلاد للتضامن مع أهالي سيدي بوزيد والمطالبة بالتنمية العادلة و التنديد بالفساد و الاستبداد: ففي مدينة سليانة: اعتصم أمام مقر الولاية يوم الخميس 6 جانفي الجاري أكثر من 500 من الشباب العاطل عن العمل وعدد من المواطنين الآخرين من بينهم معوزين ومعوقين. وجاء هذا الاعتصام الذين استمر كامل ساعات النهار والذي بلغ حد سد الطريق الرئيسي ورفع شعارات تنادي بالتشغيل والتنمية على خلفية الاحتجاجات الأخيرة التي تعرفها عدد من مناطق البلاد. وقال شهود عيان أن ممثلي الإدارة تحاوروا مع بعض المعتصمين وعرضوا عليهم مواطن شغل ضمن ما يعرف بالآليات والحظائر وقد أبدى بعض المحتجين قبولهم لتلك العروض، ولكن أصحاب الشهائد العليا لم يروا في التشغيل ضمن تلك الآليات فائدة لهم مبررين ذلك بتدني الراتب الشهري وعدم ضمان استمراريته. وأمام مماطلة الإدارة و تسويفها تم تنظيم مسيرة انظم إليها النقابيون والنشطاء وعموم المواطنين و قد حاصرتها قوات الأمن التي حاولت تفريقها باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع، ولكن الجموع المتظاهرة استطاعت التغلب على الطوق البوليسي، واشتدت المواجهات التي امتدت لتشمل أولاد غياث. وقد علمت كلمة أن الغاضبين أحرقوا مقر البلدية واستهدفوا مقر الولاية ودار التجمع وغيرها من مقرات السيادة بالحجارة وواجهت قوات البوليس المتحتجين باستعمال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والهراوات، فيما علمنا أن تعزيزات أمنية كبيرة توجهت إلى المدينة. ورجح نقابيون أنه تمهيد لعمليات اعتقال خاصة بعد التشويش على خدمة الهاتف والإنترنت. و في مدينة مكثر من ولاية سليانة: دارت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المنددين بالفساد و المطالبين بالتنمية العادلة و قد استعملت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين الذين أحرقوا إحدى السيارات الإدارية كما وقع مهاجمة مركز الأمن بالمدينة وإشعال الإطارات المطاطية. وفي القصرين:شهدت المدينة مسيرات تابعتها قوات الأمن عن قرب دون أن تسجل احتكاكات بين الطرفين، وهو نفس ما حصل في العيون من ولاية القصرين. وفي فوسانة من ولاية القصرين: حدثت مواجهات عنيفة استعملت فيها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع فيما تم تكسير الأبواب الخارجية لمركز شرطة المدينة. وفي مدينة تالة من ولاية القصرين: اعتصم المئات من المواطنين يوم أمس الخميس 6 جانفي أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل بتالة وجاء هذا الاعتصام على خلفية الاعتقالات التي طالت عشرات الشبان الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفتها المدينة فضلا على الاستفزازات الأمنية المستمرة والحضور الأمني المكثف والمداهمات المنزلية الليلية واليومية لعدد من البيوت. وقال شهود عيان أن السلطات الأمنية وخشية من تنامي عدد المعتصمين طوقت مقر الاتحاد ومنعت المعتصمين من الخروج في مسيرة كما عزلت الجهة الشرقية عن الجهة الغربية للمدينة. وحوالي الساعة السابعة من مساء أمس أرسلت قوات الأمن نداءات عبر مكبرات الصوت تطالب وقف الاحتجاجات والاعتداءات على أعوان الأمن مقابل مغادرتهم المدينة وإنهاء حالة الحصار وهو ما تم فعلا حيث شوهدت سيارات الشرطة تغادر المدينة فيما خرج الأهالي للشوارع معبرين عن فرحتهم لما سموه بتحرير المدينة وسط زغاريد النسوة. ورجحت بعض المصادر أن يكون انسحاب الأمن من المدينة تمهيدا لحلول الجيش مكانه في المدينة الحدودية.