صرح الممثل عاطف بن حسين في اتصال مع "الصباح" أنه اعتزل التمثيل نهائيا بعد أن سئم من مستوى التعامل بين مختلف الأطراف المساهمة في هذا القطاع وخصوصا غياب الحرفية في التعامل مع الممثل وقال عاطف بن حسين في هذا الشأن: "بعد ما قدمته في الدراما التلفزيونية أصبحت خياراتي صعبة كما أن التمثيل لم يعد يستهويني بسبب تجاربي الذاتية في هذا القطاع فقد تعرضت أفكاري للاستغلال والتقيت بأشخاص لا يحترمون الفن والفاعلين فيه كما أعتبر النجومية وهم كبير." وأفادنا صاحب دور"شوكو" في مسلسل مكتوب الأول والثاني أن قبوله أداء شخصية "العربي" في مسلسل "من أجل عيون كاترين" يرجع لهامش الحرية الذي مكنه منها مخرج العمل حمادي عرافة والمنتج نجيب بن عياد للتصرف في حوار الشخصية، التي اعتبرها عاطف بن حسين مؤثرة في الأحداث رغم مساحتها الصغيرة كما أن هذا الدور تمكن من إخراجه من ثوب "شوكو" الذي لازمه طويلا لدى الجمهور التونسي. وأضاف محدثنا أنه قرر التفرغ لهاجسه المسرحي وستكون البداية مع عمل يحمل عنوان "نيكوتين"، الذي وصفه بأنه الجزء الثاني لمسرحية "حالة مدنية" وقال في هذا الإطار:"تغير الأوضاع في البلاد جعلني أفكر في خوض التجربة من جديد من خلال نص وحوار وأداء مختلف مع الحفاظ على الفريق نفسه لحالة مدنية." وأشار عاطف بن حسين إلى أن مسرحية "نيكوتين" تنطلق من هموم ذاتية لمؤديها ثم تنعكس على حال البلاد وهي مائة بالمائة سياسية الطرح ويجسد أدوارها كل من فؤاد ليتيم وعبد المنعم شويات وشاكرة رماح في نص وإخراج لعاطف بن حسين وستكون عروضها الأولى في التياترو أيام 1و2 و3 نوفمبر المقبل. وعن الإضافة الحاصلة من تقديم الجزء الثاني من "حالة مدنية" قال عاطف بن حسين أن أشياء كثيرة تغيرت في المسرحيين الذين قدموا هذا العمل سنة 2005 على المستوى الشخصي والمهني وبالتالي يمكن أن تكون لهذه التجارب رؤية مغايرة تنعكس على العمل بعد سبع سنوات على نسخته الأولى. وكشف محدثنا أنه يعود للمسرح بنفس جديد، حيث أسس شركة إنتاج جديدة بالتعاون مع مريم بالحاج المختصة في التسويق وتعمل هذه الشركة على خمس مشاريع مسرحية منها أعمال في نمط "الوان مان شو" وبين عاطف بن حسين في هذا السياق أن الجمهور التونسي متشوق لمشاهدة الأعمال المسرحية والسينمائية المحلية بعد أن خذله الإنتاج التلفزيوني فيما يعتبر أن الحراك والإنتاج الثقافي بيد المسرحيين وشركاتهم الخاصة وأن الاستثمار الثقافي مثمر وقابل للربح إذ أحسن الفنان تسويق عمله وراهن على المستوى الراقي لطرحه الفني. ولفت المسرحي عاطف بن حسين الانتباه إلى أن تجربته التلفزيونية منحته من ناحية شعبية كبيرة لدى الجمهور التونسي وجعلته من ناحية أخرى، يدرك أهمية المسرح في حياته ويعود إليه بحماس أكبر وتجربة أعمق. على صعيد آخر عبّر عاطف بن حسين عن عدم اهتمامه بما ستؤول إليه مسألة التنصيص على الحقوق الثقافية في الدستور إيمانا منه بأن المبدع حر في مضامين أعماله الفنية والفكرية قائلا:"لا أعتقد أن من لا يحسن السلوك الحسن ولم يتعلم الحرية أو مارسها قادر على تقديم قوانين تحترم الإبداع في تونس." وتجدر الإشارة إلى أن أحدث أعمال عاطف بن حسين السينمائية هي فيلم "مر الصبر" لنصر الدين السهيلي والمنتظر عرضه في أكتوبر القادم في قاعات السينما.