تونس - الصباح وهب الظهور التلفزي لعاطف بن حسين شهرة قياسية، جعلته او جعلت شخصية «شوكو» الأقرب الى الناس والأكثر جدلا في الاوساط الفنية في زمن لم يتجاوز السنتين. فمنذ ظهور «مكتوب 1» و«شوكو» يقتحم الألباب ويثير المتفرج بغموضه وعبثه وميله للشر رغم «وداعة» ملامحه.ولكن عاطف بن حسين الممثل والمخرج يتجاوز حدود الشاشة الصغيرة ويسرد عليك مسيرة ركحية قد يجهل تفاصيلها العديد من محبيه.. كانت انطلاقته في المسرح (وهو الدارس لفن الاخراج المسرحي) منذ سنة 1996 قدم الى حدود سنة 2007 ما يزيد عن ال10 مسرحيات اشتغل فيها كممثل ومخرج ايضا ومنها «عهد الغفلة» وهو العمل الاول الذي اسس لمسيرته ثم تتالت العناوين والمشاركات في «البلكون» و«برشة حكايات» و«بهجة» وغيرها مع «تياترو» توفيق الجبالي الذي وقع لصنف آخر من التجارب التي انطلقت في سنة 2001 لتتواصل الى حدود سنة 2007. ويجزم عاطف بن حسين انه يعشق المسرح الى حد لا يمكن تصوره ويحرص على تقديم الجديد في كل مرة وليس صحيحا ان التلفزة تأخذ من عالمه الأقرب والأحب الي قلبه (المسرح) فالواقع انه لن يتخلى عن نشاطه المسرحي حتى وان قدم شخصية «شوكو» الف مرة. وعن هذه الشحصية المتمردة والمكتظة صدقا في الاداء يقول «هي فرصة العمر ان يحقق الممثل نجاحا كبيرا عبر عمل تلفزي يتيم فأنا لم اظهر قبل «مكتوب» سوى في تجربة اعتبرها فاشلة مع عبد القادر الجربي و«زهرة في خيالي» المسلسل الذي لم يُسجّل اهتماما جماهيريا يذكر واعترف بذلك وأعي انني اسأت اختيار فرصة الظهور» لكن بعد سنوات عجاف على مستوى الظهور والعمل في الدراما المحلية يعود عاطف متحديا خيبة «زهرة في خيالي» معولا على اكثر من عامل نجاح ل«مكتوب» فالعمل ممول بحرفية وامكانياته ضخمة مقارنة بما انتج قبله من مسلسلات يخرجه منشط ومنتج معروف (سامي الفهري) خاض تجارب تلفزية مثيرة للجدل والمتابعة في السنوات الأخيرة، ويتطرق الى مواضيع جريئة ان صح القول ومنها الميز العنصري والزواج المختلط والانجاب خارج اطار الزواج.. وغيرها من المواضيع والافكار «الدامغة».. «شوكو» رجل خارق للقانون يمتاز بروح الدعابة، شرير ولكني محب لفعل الخير احيانا.. اقتداء بنصائح والدته الراحلة او بما قاله «الجدود الاولون». قد يتراءئ لك على اهبة الخوض في جريمة، وقد تعثر على ملامح طفل وديع في مواقفه الانسانية. في احيان أخرى بهذا الغزو العاطفي المزدوج قاد القلوب الى حبه، فتعلق الكبار والصغار ب«شوكو».. بعيدا عن هذه الشخصية المريبة، يقف عاطف بن حسين مشهرا حبه للنجاح والمواصلة فيه، لا ينكر ان الركح هو عالمه الاّهم والأبرز للانطلاق ولكنه مع فكرة الخوض في مغامرة سينمائية.. الا انه يتردد لو قرر سامي الفهري انتاج «مكتوب 3»! بين الادارة والتكوين.. ساهم عاطف بن حسين في قسط هام من نجاح «مكتوب 2» حين احسن «ادارة الممثلين» بشهادة عدد هام من المختصين والمشاركين في المسلسل، اذ استدرج موهبة البعض الى نوافذ ابداعية أمكن القبض عليها تلفزيا، وخلص آخرين من خجلهم امام «الكاميرا» ومكنهم من «فرصة» التحليق الأفضل دراميا. وكان فريق «فاقدي الموهبة» والمتكئين قليلا على ما يتمتعون به من جمال او شعور بالتميز لتحطاط «الكاميرا» من هفواتهم و«برودة» ادائهم.. وفي هذا الاطار يوضح عاطف بن حسين انه قادر علي توجيه الممثل، ولكنه يبقى وبحكم عوامل مختلفة (ظرفية وقيمية) غير قادر على تكوين الممثل واعطائه الدروس في فن التمثيل لذلك يحدد وظيفة ادارة الممثلين بالقول انها فعل توجيهي يساعد المخرج على استغراق وقت اقل في التصوير بلا أخطاء. ولا يخجل من القول انه سعيد بنجاح «مكتوب 2» ولكن في حدود تجعله ينظر بعين طموحة الى الخطوة القادمة.. وفي قادم الايام يفرغ عاطف بن حسين الممثل من تنفيذ جديده المسرحي مع فتحي المسلماني في التمثيل، وحسام الساحلي على مستوى التأليف والاخراج. هكذا هو عاطف بن حسين الشهير ب«شوكو» بالاساس، وفيّ لمبادئ الجيل الجديد في اقتلاع فرصته للظهور واثبات الفعل. ولكنه من الأساس ضد فكرة قتل الأب.. وهل يكون شريرا من لم يقتل والده؟