أكد حسين العباسي أمس في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الحوار الوطني على "أن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، بالدعوة إلى مؤتمر وطني للحوار لا يمكن أن تعوض بأي شكل من الأشكال وتحت أي عنوان كان، السلطة الدستورية القائمة والتي تبقى وحدها صاحبة القرار ومصدر الشرعية الوحيدة لهذه المرحلة الانتقالية". وذكر بأن "الاتحاد ليست له أطماع عندما يهتم بالشأن السياسي إنما هو لا يقبل أن يظل ينظر إلى ما يجري من تجاذبات وإرهاصات حتى يداهمه خطر انعكاساتها ويتلظى بويلات تداعياتها." وقال"أمل الاتحاد كبير في أن يؤسس الحوار"لعلاقات جديدة بين الفرقاء السياسيين وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني علاقات تسند عمل الهيئات الدستورية وتساعد الحكومة الانتقالية على تصريف شؤون البلاد." وبين أن الاتحاد "كان يأمل في حضور حزبي النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية.. كنا نود لو فاجأتنا الترويكا بالاعلان عن التوافقات الايجابية التي توصلت اليها في رحاب هذا المؤتمر الوطني للحوار.." تأكيد على روح الوفاق من جانبه كان تدخل رئيس الجمهورية منصف المرزوقي من موقعه كرئيس لكل التونسيين بعيدا عن اي انتماء سياسي إذ بين أن:" ما يٌثلج الصدر أن ملامح الوفاق الوطني المتجدّد قد بدأت تلوح في الأفق بكل وضوح، سواء تعلّق الأمر بالنظام السياسي المُقبل الذي نريده جميعا أن يضمن للتونسيين حقوقهم وحرياتهم ويمنع عودة الاستبداد أكان عبر سطوة الشخص أو سطوة الحزب. وقال:" لا يختلف اثنان في قضية ضمان استقلالية الهيئة الوطنية المنظمة للانتخابات أو في طلب الإسراع بالاستحقاقات الانتخابية وتحديد وقتها وذلك قبل الصيف القادم." و أضاف:" اليوم يمكن القول أن اجتماعكم هو تواصل لهذه الحركيّة التي تُشرّف بلادنا وتدلّ على نُضج طبقتها السياسية ووطنيّتها ووضعها الأجندة الوطنية فوق الأجندات الحزبية والشخصية." وأوضح "إنه من المهم الآن أن تُفضي كل هذه المبادرات إلى موقف موحد، ومن ثمّة أدعوكم إلى بلورة موقفكم ومقترحاتكم وأن نضع كل الاقتراحات على الطاولة يوم 18 أكتوبر- هذا اليوم المُشبع بذكريات النضال المشترك ضد الاستبداد- لنصوغ التوصيات التي ستُعرض على المجلس التأسيسي صاحب السلطة الأصلية والشرعية، وسيُسعدني أن أستقبلكم في بيت التونسيين قصر قرطاج لنُعلن للشعب التونسي أن يوم 23 أكتوبر سيكون يوم فرحة لا أزمة وطنية." تسهيل مهمة «التأسيسي» رحب من ناحيته مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ورأى أن " من شأنها أن تسهل مهمة المجلس الوطني التاسيسي كما رأى أن الشرعية تفرض علينا أن ننصت لشعبنا ولقواه الحية." وبين أنه "كان يأمل أن يحضر الجميع لأن التوافق يمر عبر التنازلات المتبادلة" ورأى أن تمسك النخب التونسية بالحوار والتوافق شرطان أساسيان لنبذ العنف وحماية المسار الانتقالي"... وقال"تونس تتسع لكل ابنائها". حرص على إنجاح المبادرة ونوّه رئيس الحكومة حمادي الجبالي في كلمته بمبادرة الاتحاد بعقد حوار وطني ودعا الجميع للتفاعل معها وتكرّس التعاون من أجل إرساء مناخ اجتماعي مستقرّ وإيجابي يساهم في تخطي المرحلة الانتقالية بنجاح. وأعرب رئيس الحكومة عن أمله في تحقيق النجاح للمبادرة مشيرا بالتوازي إلى ضرورة عرض نتائج أعمالها على أعضاء المجلس الوطني التأسيسي باعتباره رمز الشرعية والسيادة ومن ثمّة إدراجها في النقاش العام بما يساعد على تسريع إنهاء أشغاله وفتح المجال لتنظيم الانتخابات المرتقبة في أقرب وقت ممكن وإجرائها في أفضل الظروف بما يحقق انتظارات التونسيين في أن تتقدّم بلادهم وتتحقق أهداف ثورتهم.