لم تخف احدى ربات البيوت تعجبها من حال أسعار الدجاج اليوم.. فهي على حد تعبيرها اعتادت خلال هذه الفترة بالذات ان «تعوّل» من لحم الدجاج الذي تقتنيه حيا ب1200 مليم للكيلوغرام الواحد «وها هي اليوم تفتقد «عولتها». والواقع ان هذا القطاع وعلى امتداد سنوات طوال كان من ضمن القطاعات الأكثر تأثرا بالازمات «فمن ازمة وفرة انتاج إلى أزمة قلة انتاج إلى ازمة علف إلى ازمة انفلونزا الطيور.. ويكفي التذكير بالازمة الحادة التي شهدها القطاع خلال الثلاثة اشهر الأخيرة لسنة 2005 نتيجة وفرة الانتاج وتواصلت خلال الثلاثية الاولى لسنة 2006 التي تعتبر من أصعب الفترات التي مر بها القطاع وخاصة قطاع دجاج اللحم حيث سجل تقلص كبير في استهلاك لحوم الدواجن بسبب هاجس انفلونزا الطيور نتج عنه تدهور فادح لمعدل الاسعار عند الانتاج الذي بلغ مستويات دنيا خاصة خلال شهر فيفري2006 وقد تركز نشاطات الدوائر المسؤولة وخاصة المجمع المهني المشترك للدواجن على تعديل السوق وذلك عن طريق اليات التدخل المعهودة وتم التركيز على تكوين مخزونات من بيض الاستهلاك ولحم الدجاج والديك الرومي وسحب كميات من بيض التفقيص اضافة إلى التعديلات على مستوى برمجة الانتاج لكن ما ان هدأت ازمة انفلونزا الطيور حتى ظهرت بوادر ازمة اسعار المواد الاولية للاعلاف المركبة التي سجلت ارتفاعا متواصلا منذ شهر اوت 2006 بلغ حوالي نسبة 35% نتج عنها ارتفاع كلفة دجاج اللحم والديك الرومي 15% و17% على التوالي اي ما يمثل زيادة في كلفة الكيلوغرام الحي عند الانتاج بحوالي 210مليم و235 مليما على التوالي مع العلم وحسب مصادر خاصة فان الزيادات المسجلة للاسعار في مستوى الانتاج لم تواكبها زيادات للاسعار على مستوى البيع بالجملة والتفصيل يحث ظل السعر الاقصى لبيع دجاج اللحم بالتفصيل 3.600 دينار الكيلوغرام المذبوح اي ما يناسب كلفة 1.615 دينار الكيلوغرام في الوقت الذي اكدت فيه ذات المصادر ان الأسعار العالمية للحوم الدواجن سجلت ارتفاعا ملموسا ناتجا عن الارتفاع الهيكلي للمواد الاولية للاعلاف التي توجه نسبة كبيرة منها لانتاج المحروقات البيولوجية على مستوى اخر يؤكد مقرر وزارة التجارة ان السعر المرجعي للدجاج المذبوح هو ب3600 مليم وشرائح لحم الديك الرومي هو ب5900 مليم ولا يخفى المراقبون ان هذه الأسعار لا تحترم مع تسجيل نقص واضح في التزويد خصوصا في شرائح لحم الديك الرومي. الوضعية الحالية لا يمكن ان تتواصل والازمة الحالية لا يجب ان تلقي بظلالها على بقية المنتجات من اللحوم الحمراء فالمطلوب البحث عن حلول جذرية لقطاع يغذي السواد الأعظم من التونسيين لكن وللاسف الشديد ظل معوّلا بالأساس على توريد المواد الأولية مما جعل وضعه هشا.