يلتقي عدد هام من المثقفين والمبدعين ومديري المؤسسات الثقافية ورؤساء الجمعيات والمنظمات في مدينة صفاقس السبت 3 نوفمبر القادم في ندوة حوارية وثقافية ستخصص لتشخيص المشهد الثقافي بالجهة ولرصد عيوبه وسلبياته والتفكير في آليات تطويره وكيفية تجاوز حالة التردي والركود التي بات يعيشها منذ اكثر من خمس سنوات ولتقديم تصورات للبرمجة ومختلف التظاهرات الدولية والجهوية والمحلية بداية من المهرجان الصيفي وصولا الى مختلف الايام الثقافية والمعارض والندوات سواء في المدينة او في معتمدياتها. وكانت مندوبية الثقافة قد وجهت استمارة الى مختلف الجمعيات والمنظمات في الجهة لرصد مقترحاتها وتصوراتها للمشهد الثقافي وبرامجها خلال الفترة القادمة، بهدف مزيد التنسيق معها وتشريكها في تنشيط الحياة الثقافية وتذليل الصعوبات أمامها، لتكون فاعلة ومساهمة في وضع البرمجة والتوجهات العامة للحياة الثقافية بالجهة. رؤية جديدة الندوة الحوارية التي ينتظر أن تجمع مختلف الاطراف والمبدعين من منتجين وفنانين وإعلاميين ستضع النقاط على الحروف حول عديد المسائل الثقافية وخصوصا منها موضوع مهرجان صفاقس الدولي الذي عرف حالة غير مسبوقة من الرداءة في البرمجة والتنفيذ بعد الثورة وقبلها ما يفرض اليوم تشريك الجمعيات والمنظمات في جلب الفنانين وحسن اختيارهم وتوظيف الفضاءات الثقافية وخصوصا منها المسرح الصيفي بضاحية سيدي منصور المهمل منذ أكثر من عشر سنوات ولم تستكمل أشغاله مما قلص من حجم المهرجان وإشعاعه وساهم في عزوف الجمهور عنه. كما بات لزاما على الجهات الثقافيّة تطوير معرض صفاقس لكتاب الطفل ومهرجان العازف الصغير ومهرجان صيد عقارب وبث روح جديدة في مهرجان المحرس للفنون التشكيلية وإعادة الجمعيات المسرحية الى نشاطها بدعمها ماديا وتشريك مركز الفنون الدرامية بعرض انتاجاته واستغلال المسرح البلدي وتوظيفه وتعيين إدارة على فضاء الحدادين الثقافي ليصبح خاصا بالجمعيات ذات الاختصاص الحرفي والإبداعي، مما يفضي الى خلق منافسة بين الجمعيات الادبية والفكرية والفنية وغيرها. وتبدو الرغبة واضحة من وراء ذلك في التأسيس لعلاقة مغايرة مع المبدعين والفنانين، والمهم أن لا تكون مثل هذه اللقاءات الحوارية مناسباتية وشكلية.