إعداد: أروى الكعلي - سويعات فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية السابعة والستين في تاريخ الولاياتالمتحدة، الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما يعد الرئيس الرابع والأربعين في تاريخ بلاده اتسمت ولايته بمحطات هامة أبرزها سقوط أنظمة عربية نتيجة ما يعرف ب"الربيع العربي" مما أدى على أدوار أمريكية متحولة في الشرق الأوسط، وأيام حكمه ايضا تمكنت السلطات الأمريكية من قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فيديو مقتله عرض في الولاياتالمتحدة قبيل الانتخابات كشكل من الدعاية الانتخابية، لكنّ أوباما قد يكون بالرغم من إخفاقاته خاصة على مستوى السياسة الخارجية في نظر بعض المحللين محظوظا فقد جلبت له ساندي ما لم يستطع مستشاروه الإعلاميون أن يحققوه له. بفضل ساندي يتقدم باراك أوباما بنقطة على منافسه الذي يعد «شرسا» في نظر الكثير من المراقبين. ومن بين عينة من الناخبين المحتملين في كل أرجاء البلاد قال 47 بالمائة منهم إنهم سيؤيدون مرشح الديمقراطيين فيما قال 46 بالمائة إنهم سيعطون أصواتهم لرومني الحاكم السابق لولاية ماساشوستس. المرشح هذه المرة يمتلك امبراطورية مالية ومواقف سياسية تتغير بتغير الظروف والأولويات السياسة طيلة مسيرته. إلا أنّ الأهم من كل ذلك هو ما أظهرته استطلاعات للرأي أفادت بتقدم أوباما في في ولايات حاسمة على غرار أوهايو وفرجينيا وفلوريدا. الصراع اشتد بينهما ولا يمكن لأي من متابعي مواجهاتهما إلا أن يلاحظ أساليب المصارعة الحرة التي تتخفى وراء البذلات الأنيقة والعبارات المنمقة، الصراع بالنسبة إلى أوباما من أجل البقاء أما بالنسبة إلى رومني فهو من أجل وضع ساق الجمهوريين مرة أخرى في البيت الابيض. عمد مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية لسنة 2008 لرفع شعار مغاير تماما لقد دعا إلى التغيير وأقنع الأمريكيين بأنهم قادرون على تحقيق ما يريدون، رئيس أسود في البيت الأبيض، شاب وسيم يطمح إلى التغيير، تفوق على جون ماكيين مرشحة الجمهوريين ولكنّ عديد المحللين يرون أنّ الرئيس الذي وعد بالتغيير لم يحقق شيئا من وعوده. أما السيناتور السابق فمن المعروف عنه تذبذب مواقفه وخلفياته السياسية وهو أمر لم يتغير فيه فالمورموني صاحب ثورة طائلة لا يحظى يمصداقية كبيرة رغم أنه تمكن من التقدم بهدوء ليصبح منافسا حقيقيا للرئيس المنتهية ولايته. فيما يتعلق بالشأن الداخلي يبقى الوضع الاقتصادي نقطة مفصلية في ترجيح كفة مرشح على حساب آخر أما على مستوى السياسة الخارجية فإن قائمة نقاط الاختلاف غير نهائية. فيما يتعلق بالسياسات الدفاعية يدعو أوباما إلى تقليص النفقات العسكرية إلى 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين يتبنى رومني وجهة نظر مختلفة تماما تقوم على ضرورة الترفيع في هذه النفقات إلى 4 في المائة. أما فيما يتعلق بالمساعدات الخارجية مقابل انفتاح أوباما بعض الشيء في هذا السياق يفضل رومني أن تكون هذه المساعدات ظرفية وأن تتلاءم مع أولويات السياسة الخارجية. لكل منهما مقاربته إذن فيما يتعلق بالشأن الخارجي لكن الاختلاف ليس السمة المميزة الوحيدة لهم فإسرائيل مثلا كانت ومازالت تعد محل اتفاق بين جميع المرشحين للرئاسة في الولاياتالمتحدة مهما اختلفت توجهاتهم أو انتماءاتهم. ورغم ما عرف عن أوباما من محاولته تحويل دفة السياسة الخراجية الأمريكية إلى الصين ومحاولة تطويق الصعود الاقتصادي الصيني المتواصل فإن آراء رومني لا تختلف عن ذلك كثيرا فكلا المرحشين يتنافسان على إظهار مدى قوتهما في التصدي لتجاوزات الصين التجارية. وفي محاولة لتقييم أداء الرئيس فيما يخص سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية استطلاعا للرأي كشف أنّ 60 في المائة منهم يؤمنون أن أمريكا تسلك الطريق الخاطئ، بينما يهتم 49 في المائة بالشأن الداخلي مقابل 5 في المائة يهتمون بالأمن القومي وتهديدات الخارج. كما يرى 18 بالمائةأن الإرهابيين هم الخطر الأكبر على أمريكا. وفيما يخص الشأن السوري لا يمكن تسجيل خلاف بين المرشحين بهذا الخصوص، وقد أوضحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنهما متفقان حول ما يمكن عمله تجاه الحرب الأهلية هناك، كما أنهما غير قلقين من استمرار القتل، وراضيان بما يجري في سوريا حتى الآن.
نائبا المرشحين بايدن وراين .. السياسي المحنك في مواجهة الشاب المتحمس اختار مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني عضو مجلس النواب محافظ ولاية ويسكونسن بول راين نائبا له. بالنسبة إلى رومني راين رجل ذو شخصية قوية بل أصبح ما يصفه ب»الزعيم الفكري» للحزب الجمهوري. قدم رومني راين عند اختياره لمنصب الرئيس خطأ على أنه «الرئيس القادم للولايات المتحدة» لم يكن يقصد ذلك طبعا ولكنه كان متحمسا جدا لنائبه الذي يعتبر أنّه ليس ممن يكتفون بلعن الظلام بل هم من أولئك الذين يضيئون الشموع. الخبير السياسي ذو 42 عاما يعد من المحتكين بالعمل السياسي في بلاده فقد انتخب ممثلا لولايته عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره ليصبح ثاني أصغر نائب في الكونغرس. إلا أنّ أهم ما يمز ويعد نقطة القوة لدى الجمهوريين هو حنكته الاقتصادية مقابل نقاط الضعف التي يسجلها مراقبون في برنامج أوباما الاقتصادي. فهو يرأس راين ومنذ العام 2007 لجنة الميزانية في الكونغرس، وهي اللجنة التي تشرف على الميزانية الاتحادية للولايات المتحدة، حيث يبذل جهودا كبيرة إلى جانب المحافظين من أجل خفض النفقات الحكومية فأصبح يوصف بصخر فيما يتعلق بالسياسات النقدية. أبرز اسباب شهرته كان أنه واضع «ميزانية بديلة» - اطلق عليها اسم «الطريق الى الرخاء» - لتلك التي وضعتها ادارة الرئيس اوباما لعامي 2011 و2012 وتتعلق «ميزانية» راين بتوفير 261 مليار دولار للخزينة الأمريكية على مدى السنوات العشر المقبلة عن طريق مجموعة من الاجراءات تتضمن خفض المرتبات التقاعدية والمعونات الغذائية للفقراء واجراء تغييرات كبيرة في نظام الضمان الصحي الحكومي. كما تتضمن هذه الميزانية تخفيضات ضريبية بما في ذلك خفض ضريبة الدخل المفروضة على الشركات الى النصف. الخبير الاقتصادي الشاب سيواجه جون بايدن صاحب الخبرة السياسة الطويلة وتجربة أربع سنوات في منصب نائب الرئيس. فبايدن هو النائب السابع والأربعون في تاريخ الولاياتالمتحدة وهو سيبلغ السبعين من عمره في العشرين من نوفمبر الحالي. وقد شغل من 1973 وحتى مطلع 2009 منصب سيناتور عن ولاية ديلاوير كما كان لفترة طويلة في مجلس الشيوخ رئيس لجنة الشؤون الخارجية. وبايدن الذي لا تفارق الابتسامة وجهه معروف بتصريحاته المتسرعة، وقد اشتهر بدفاعه عن معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الموقعة بين واشنطن وموسكو وكذلك ايضا بمعارضته الحرب في العراق بعدما كان ايد هذه الحرب في مرحلة اولى. وعندما اصبح نائبا للرئيس باراك اوباما تولى تحديد ملامح السياسة الخارجية الاميركية في العراق وافغانستان. يعرف عنه عموما أنه مدافع عن البرامج الاجتماعية. وعندما كان في الثلاثين من عمره فاز بعضوية مجلس الشيوخ ليصبح بذلك خامس أصغر سيناتور في التاريخ الاميركي.