بقلم: توفيق بن رمضان - الحمد لله أنّ الثّورة في تونس كانت هديّة من عند الله وأنّه لم يتزعّمها أي طرف أو فصيل سياسي و لا يمكن لأي كان أن يحتكرها لنفسه، وبالتّالي "يكسّرلنا رؤوسنا بالتبجّح بشعارات البطولة والزّعامة والفضل كما كان حاصلا مع بن علي و بورقيبة "الزعيم، المجاهد الأكبر، محرر الشعب والبلاد. أما عن بن علي صانع التغيير، منقذ البلاد، العهد الجديد..." الحمد لله أنّنا تخلّصنا من كلّ تلك الشّعارات والاسطوانات القديمة والمشروخة. وأمّا عن الفكرة والاقتراح فأقول: رغم أنّني لست من فطاحلة القانون الدستوري أوالقانون الانتخابي وليست لي شهادات كبرى في العلوم السياسية ولكن بحكم تجربتي الصّغيرة في أحزاب المعارضة، أقدّم لكم اقتراحا عمليّا ومنطقيّا يمكّننا من انتخاب أعضاء النّيابات الخصوصية بطريقة سلسة بسيطة وسهلة وغير مكلفة، تمكنّنا من إيجاد حلول جذريّة لمشاكل النّيابات الخصوصيّة والمجالس الجهويّة وتضمن تمثيل الشعب تمثيلا حقيقيّا وتفرز لنا أشخاصا مرموقين وتمنع تسرّب «العرجاء والنطيحة والمتردّية» للمجالس وهاته الطريقة تتمثّل في: -1 تقسيم المناطق البلدية إلى أحياء بحسب عدد أعضاء المجالس لكلّ بلدية. -2 دعوة متساكني كل حي إلى انتخاب من يمثّلهم في المجلس البلدي. -3 المنتخبون الفائزون ينتخبون بدورهم من بينهم رئيسا للمجلس. -4 كلّ أعضاء المجالس البلديّة بكامل تراب الجمهورية ينتخبون من بينهم من يمثّلهم ويمثّل منطقتهم بالمجالس الجهوية. -5 وبالطبع يمكن للمجالس القرويّة أن تنتخب بنفس الطريقة من يمثّلها على المستوى المحلّي والجهوي. -6 وكلّ أعضاء مجلس جهوي ينتخبون رئيسا لهم ويمكنه أن يقوم بمهمّة الوالي في الجهة. -7 كما أنّه يمكننا أن كانت هناك إرادة صادقة أن ينتخب أعضاء المجالس الجهوية من بينهم من يمثّّلون الشعب في مجلس النواب وأي مجالس أخرى على المستوى الوطني. و بهذه الطريقة البسيطة وغير المكلفة يمكننا أن نختار اختيارا حقيقيّا ممثّلي الشعب على كلّ المستويات وفي كلّ المجالس، هذا إذا كانت النيّة صادقة وخالصة لخدمة الوطن و الشعب و ترفّع الجميع عن الحسابات السياسية الضيّقة والمدمّرة والمضيّعة للطّاقات والأوقات، مع العلم أنّ هذه الطريقة تمكنّنا من تشريك الكثير من الكفاءات غير المتحزّبة والتي تزخر بها كلّ جهات البلاد، فلا يمكننا أن نعوّل على حزيّبات في طورالتشكّل لا ترتكز على قاعدة شعبيّة واسعة وليس لها إشعاع على كلّ المناطق والجهات، لا يمكنها أن تفرز نخبا على مستوى رفيع من التعامل و الكفاءة و الجدارة من أجل تمثيل الشعب و قيادته والخروج بالوطن من هذه الهاوية والهوة السحيقة والمأزق الكارثي الذي لا مخرج منه إلا بالتوافق و الوفاق والصدق والإخلاص للشعب والوطن.