بقلم: د.خالد الطراولي - رجل السياسة (وامرأتها) ولاشك رجل الميدان بامتياز ورجل الحملات والتواصل، ولكنه أيضا رجل المبادئ والثوابت والعمل من أجل الصالح العام، والرمز والنموذج. هذا فهمنا للسياسة ولدور صاحبها حتى وإن نعتنا البعض بالمثالية في عالم الوحوش والغابات فمن هنا مرت شذرات من حضارتنا كانت تحمل عنوان العمرين : ابن الخطاب وابن عبد العزيز. والوطن مسؤولية أكبرعند رجل السياسة لأنه سعى إلى الوطن ولم يسع إليه الوطن ضرورة، كان خياره خدمة ومسؤولية عامة وتكليفا وليس تشريفا. لذلك أعجب من البعض أن يستغل أي تاريخ أوموعد أو حتى مأساة ليبرزوجوده وحضوره ويبقى تحت الأضواء الكاشفة أوالحارقة، حياته حملة انتخابية متواصلة وطلبه المختفي وراء ذلك وبالصورة والقلم انتخبوني أولا تنسوني . وقد نسي أن الوطن ليس حملة انتخابية؛ حتى أصبحت السياسة عند البعض مورد رزق وامتيازات ما أنزل الله بها من سلطان؛ وحتى أصبح المشهد السياسي في بعض ثناياه مملا مقرفا، لا تلمس فيه كثيرصدق وحسن النوايا، الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود. والكل فيه مسموح (إشاعةً وافتراءً وكذبا) من أجل حملة انتخابية متواصلة ومتوترة؛ سلوانا أن هذا الشعب الذي جاء بالثورة عن وعي، يعرف كيف يميز بين الطيب والخبيث، وبين الصادق والمفتري، وبين الحقيقة والخيال، ولذلك فإن الانتخابات القادمة ستشهد ولاشك مفاجآت يحملها صدق هذا الشعب ومصداقية فعله واختياره، ولن نتفاجأ بالبعض من سياسيينا وقد رُمِي بهم بعيدا في مذكرات التاريخ في سطرأو أقل من سطر وفي كلمات ترتجف.