تراجع دعم الحكومات للفلاحة فتضاعفت مشاكل الفقر وسوء التغذية والبطالة الصباح خاص: أطلق رئيس صندوق الاممالمتحدة للتنمية الزراعية (IFAD) لينارت بوغه صيحة فزع حول أوضاع الفلاحة والفلاحين والبطالة في الارياف في افريقيا.. وأورد ردا على سؤال الصباح أن الاجتماع السنوي لمجلس محافظي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية الذي عقد بروما بمشاركة عدد من رؤساء الدول والوزراء وممثلي الاممالمتحدة قرر حث كل المؤسسات الاممية والدولية للقيام ب"زيادة عاجلة في الاستثمارات في القطاع الزراعي لمواجهة ارتفاع اسعار الاغذية والتغيرات المناخية". واعتبر رئيس المنطمة الاممية ردا على سؤال الصباح : ان الدول الغنية لا تقوم بكل ما في وسعها لمكافحة الاسباب العميقة للهجرة غير القانونية والعنف والتطرف والجريمة المنظمة ومن بينها انتشار الفقر في ارياف افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية.. ملياران من البشر جياع وقدر لينارت بوغة عدد الجياع وضحايا سوء التغذية في العالم ب" ثلث البشرية.. أي ملياري انسان.. غالبيتهم في افريقيا.. وفي المناطق الريفية.. وذلك لعدة اسباب من بينها نقص الجهود الدولية لمكافحة الفقرواحداث مواطن شغل في الارياف.. ومساعدة الريفيين على تطوير زراعتهم.. وعلى الاستقرار في اراضيهم.. في ظروف لائقة.." وسجل لينارت أن 70 بالمائة من الفقراءوالجياع وضحايا سوء التغذية في العالم يوجدون في المناطق الريفية والزراعية.. غالبيتهم في افريقيا.. كما تكشف تقديرات الاممالمتحدة والمؤسسات المختصة التابعة لها في مجالات التغذية والزارعة والصحة أن نحو مليار بشر يعيشون باقل من دولار واحد يوميا.. بينما تحصل البقرة الاوربية على دعم مالي يومي يفوق ال3 دولارات.. نقص الاستثمارات.. وقلة فرص التشغيل وأقر رئيس "ايفاد " السيد لينارت بوغه ان "كثيرا من المشاكل في الدول النامية وتلك التي تصل الى الدول المتقدمة ناجم عن قلة الاستثمارات واحداثات مواطن الشغل.. في المناطق الريفية والجهات التي تعتمد تقليديا على الزراعة وعلى انماط انتاج تقليدية... وحمل المسؤول الاممي الدول الغنية والمؤسسات الدولية المعنية بالامن والاستقرار العالميين مسؤولية انتشار مظاهر عديدةمن اختلال التوازن بين الدول الغنية والفقيرة.. في شمال الكرة الارضية وجنوبها.. مما يشجع شبابها على الهجرة غير القانونية والحلول اليائسة ومن بينها القاء انفسهم في قوارب الموت.. وقال لينارت بوغة : "لم تدرك الدول المانحة تماما بعد ان السبب الاساسي للعديد من المشاكل الاجتماعية كبطالة الشباب والهجرة والاحياء الفقيرة في المدن هو نقص الاستثمارات في الفضاء الريفي". الحبوب.. الانتاج الوقود وما ذا عن ظاهرة استخدام بعض المنتوجات الزراعية مثل الحبوب وقودا حيويا (أي مصدرا جديدا للطاقة) مما أدى الى ارتفاع اسعارالقمح والشعيرعالميا؟ ردا على هذا السؤال اورد المسؤول الاممي ان "من بين مهمات المنظمات الاممية الثلاث المعنية بالتغذية والزراعية ومن بينها "ايفاد" القيام بجهود ملموسة "لمساعدة صغار المزارعين وسكان الارياف في تنظيم انفسهم ومشاركتهم في صياغة برامج التنمية الريفية بما يناسب ظروفهم مهما كانت قاسية وبالسنة للوقود الحيوي أشارالى ان مؤتمر روما مكن من بحث مختلف وجهات النظر حول" فوائد واضرار استخدام المنتجات الزراعية في انتاج الوقود.. وما قد يعود به ذلك على بعض المزارعين بالفائدة وما ينجم عنه من نقص المعروض كغذاء وبالتالي زيادة الفقر الريفي.. وخلصت المشاورات الى ضرورة العمل مع بقية المؤسسات الدولية المعنية للحصول على احدث نتائج البحث العلمي وطرق توظيفها لفائدة العالم اجمع مع مراعاة مصالح مليارات البشر من الفقراء والفلاحين و"الغلابى". أسعار المواد الغذائية اما بالنسبة للتاثيرات السلبية للتغيرات المناخية فاورد المسوؤل الاممي أن "الهدف هو دعم استمرار الزراعات الصغيرة في المناطق الريفية كوسيلة مثلى لاستغلال الاراضي الزراعية المتاحة بما يحافظ على الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون.. والمهم هو جعل المزارعين جزء من الحل لمشاكل التغيرات المناخية وليس التعامل معهم كجزء من المشكلة." وامام ارتفاع اسعار المنتجات الزراعة والغذاء فقد راى المشاركون في مؤتمر روما انه "في اغلب الاحيان لا تعود فائدة ارتفاع الاسعار للفلاحين ومنتجي المواد الزراعية انفسهم بل للسماسرة والوسطاء والتجار". ولاحظوا أنه "بقدر ما يحتاج المزارعون للحصول على اسعار مناسبة لمنتجاتهم، بقدر ما يؤدي ارتفاع اسعار الغذاء الى زيادة صعوبة الحياة لفقراء الريف." وسبق اجتماعات ايفاد السنوية اجتماع المنتدى الدولي للفلاحين على مدى يومين، حيث بحث ممثلوا جمعيات المزارعين في مختلف انحاء العالم امكانية تغيير انماط التنمية الريفية لتمكين صغار المزارعين من الاستفادة من زيادة الطلب على المنتجات الزراعية وارتفاع اسعار الغذاء عالميا. قروض الصندوق ومنحه السنوية تصل أعلى قيمة لها، 597.4 مليون دولار أمريكي، عام 2007 لكن هل تقوم المؤسسات الاممية ومن بينها ايفاد بدور حقيقي لتجاوز المشاكل المتراكمة في الارياف والمناطق الزراعية ومن بينها المناطق الفلاحية في افريقيا ؟ ردا على هذا السؤال اورد رئيس ايفاد أن المؤسسة المالية الدولية التي يراسها وافقت سنة 2007 على قروض ومنح جديدة " بشكل قياسي "بلغ بما مجموعه 597.4 مليون دولار أمريكي، مقابل 556.8 مليون دولار أمريكي فقط في عام 2006. كما زادت المبالغ المالية المصروفة من القروض المقرّة لتصبح 398.7 مليون دولار أمريكي بعد أن كانت 386.9 مليون دولار أمريكي. كما زاد التمويل الخارجي للمشروعات التي يمولها الصندوق بمقدار أربع مرات تقريباً وأصبح 427.4 مليون دولار أمريكي في عام 2007، مقابل 108.3 مليون دولار أمريكي فقط قبل عام. وبنهاية العام، بلغت استثمارات الصندوق نحو 3.2 مليار دولار أمريكي في ما مجموعه 198 من البرامج والمشروعات الجارية في 80 بلداً إضافة إلى منطقة واحدة." المرحلة القادمة وماذا عن المستقبل؟ وهل من المقررأن يقوم الصندوق الاممي وغيره من المؤسسات الدولية بجهد أكبرانطلاقا من العام الجاري لتسوية مشكال المزارعين والفقراء في افريقيا والعالم؟ ردا على هذا السؤال أورد المسوؤل الاممي أن" المجلس التنفيذي للصندوق وافق على برنامج العمل المقترح لعام 2008 بقيمة 650 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة عن عام 2007." أفقرالمناطق في العالم وحسب تقارير أممية بحثها مؤتمر روما "يعيش نحو 80 في المائة من سكان أفريقيا الغربية والوسطى بأقل من دولارين (من الدولارات الأمريكية) في اليوم، وقرابة 50 في المائة على أقل من دولار واحد. وعلى الرغم من التوجهات الإيجابية في الإقليم، من المرجح أن تتمكن بلدان الرأس الأخضر وغانا وحدهما من تحقيق الهدف الإنمائي الأول للألفية وهو خفض نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المدقع إلى النصف بحلول عام 2015. كما يعيش قرابة 70 في المائة من الفقراء في إقليم أفريقيا الغربية والوسطى في المناطق الريفية وهو مايؤكد الحاجة الى القيام بجهود ضمن سياسات تعتبر الزراعة هي المحرك الرئيسي لتحسين الظروف الاقتصادية في المنقطة.