بعد أن تم اعلان تعليق اعتصام المعطّلين عن العمل بقرقنة والذي تواصل ستة أيام أمام مقر ولاية صفاقس في شكل حضاري وسلمي، عقد ممثلو المعطّلين والمعتصمين ظهر أمس بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ندوة صحفية بيّنوا خلالها أهم المستجدات وما تزامن مع فترة الإعتصام. قدّم منظمو الندوة الصحفية بسطة حول منظومة العمل البيئي التي ينتفع بها حاليا 173 من أصحاب الشهادات العليا و51 من حاملي شهادات التكوين المهني الذين تم توزيعهم على الإدارات بجزيرة قرقنة في ظل الشغورات المتوفرة مبيّنين أنهم ملتزمون بجميع القوانين الإدارية من إسداء خدمات ومسألة التواجد في أوقات العمل مؤكّدين بأنّ حقيقة اعتصامهم ليس مسألة صرف "أجورهم" بل هو السعي إلى تقنين المنظومة وإيجاد صيغ آلية قانونية للعمل البيئي. و ذكر أحمد السويسي من هيئة الإعتصام انّ تحرّكاتهم ونضالاتهم انطلقت منذ شهر جويلية2011 وتواصلت في جانفي وماي 2012 بتحوّلهم إلى وزارات الإشراف ورئاسة الحكومة ووزارة الإصلاح الإداري بحثا منهم عن حلول جذرية للمسألة التشغيلية معتبرا أنّ منظومة العمل البيئي هي منظومة هشة وما تعاملهم معها إلاّ نظرا للوضعيات المتأزمة التي يعيشها عديد المعطّلين ولكن "نحن نطمح إلى إيجاد صيغ قانونية لهذه المنظومة وإعادة مراجعة التعامل مع الشركات المنتصبة بالجزيرة لإيجاد الحلول المجدية". في نفس الاطار أفاد والي الجهة أن الولاية حريصة على تسوية منظومة العمل البيئي بصفة نهائية مع تواصل العمل بها حسب الإتفاقية الجارية إضافة إلى ما تم عليه الإتفاق بخصوص عقد جلسات عمل مع الشركات البترولية المنتصبة بالجزيرة خلال شهر ديسمبر 2012 بحضور كل مكونات المجتمع المدني وكل الأطراف المتدخلة بما في ذلك ممثلين عن المعطلين عن العمل لتحديد برنامج التدخل لسنة 2013 بخصوص التشغيل والتنمية. كما تم التأكيد على أنه في صورة موافقة الشركات المعنية على إضافة والتحاق أكبر عدد ممكن من المعطلين عن العمل بمنظومة العمل البيئي بعنوان سنتي2012 و2013 فإنّ الولاية لا ترى مانعا في ذلك. والي الجهة فتحي الدربالي أفاد ووفق محضر الجلسة الممضى أنّ كل العمليات المالية تتمّ في شفافية تامة وأن الولاية ليس لها أي دخل في ذلك مثلما تم التأكيد في ختام الجلسة المنعقدة على ضرورة اعتماد مبدأ الحوار والتفاوض في معالجة كل المشاكل التي تطرح وذلك للحفاظ على سلامة المناخ الإجتماعي واستقرار الجهة مع مطالبة المعطّلين مصالح الولاية بمراسلة كل الوزارات ومدها بمقترحاتهم بخصوص طريقة تسوية منظومة العمل البيئي. واكّد منظّمو الندوة الصحفية أنهم توجّهوا إلى الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس إيمانا منهم بدور المنظمة التاريخي في المسألة التشغيلية كما أفادوا بأنّهم سيقومون وبالتنسيق مع الإتحاد الجهوي للشغل بإعادة دراسة الملفات والنظر في مسألة الإنتدابات. وحفاظا على المناخ الإجتماعي بالجهة يواصل عضو المكتب التنفيذي أصيل جزيرة قرقنة الهادي بن جمعة مواصلة دعم مطالب المعطّلين عن العمل بحكم متابعته لملف المعطّلين ووقوفه إلى جانب مطالبهم.