تعتزم وزارة التربية انتداب 10آلاف من حاملي الشهادات العليا من اختصاصات مختلفة في خطة جديدة على المشهد التربوي التونسي تعرف بالمرافق المدرسي. ولئن لا يعتبر الإعلان عن إحداث هذا السلك جديدا بحكم وروده بقانون المالية التكميلي لسنة 2012 فإن تفعيله المنتظر يمثل خطوة نحو التجسيم بما يسمح بتدارك عديد نقاط الضعف المهيمنة على الحياة المدرسية، ومنها ما يتعلق بالتنشيط المدرسي شبه المنعدم بالمؤسسة التعليمية، وغياب أطر الحوار والإصغاء داخل المدرسة.إلى جانب ما تمثله هذه الانتدابات من امتصاص لضغط طلبات التشغيل. في متابعة لبرنامج الانتداب وتوزيعه على المؤسسات التربوية، وحول خصوصيات المهام الموكولة إلى هذا السلك والاختصاصات العلمية التي سيقع الاعتماد عليها والآليات الكفيلة بضمان عدم تداخل مهام المرافق المدرسي مع بقية الأسلاك الفاعلة داخل الفضاء التربوي اتصلت"الصباح" بمجيد شعبان مدير عام المرحلة الابتدائية الذي أورد أن مختلف مراحل التعليم معنية باستقطاب هذا السلك وإن بتفاوت حسب مقتضيات الحاجة والضرورة. وتتنوع مجالات الانتداب بين الأغراض التنشيطية والإحاطة الاجتماعية والنفسية. وفي ما يتعلق بالجانب التنشيطي في مستوى التعليم الإبتدائي شدد المتحدث على أهمية إعادة إحياء الأنشطة الثقافية والترفيهية عبر إطارات متخصصة في المجال ومتفرغة كليا بعد أن كانت المهمة موكولة إلى معلمي التطبيق بتخصيص ساعتين ونصف من أوقات عملهم لحصص التنشيط. وفي مستوى الثانوي والإعدادي ينتظر أن توجه الانتدابات نحو تفعيل دور مكاتب الإصغاء المدرسي وتوسيع شبكتها المحدودة العدد حاليا والتي تشرف عليها إطارات غير متفرغة لهذه المهمة .كما تشمل التوظيفات مجال صيانة أجهزة الإعلامية عبر انتداب فنيين مختصين في المجال لكثرة الأعطاب الطارئة على هذه المعدات. وبحكم تنامي ظاهرة العنف المدرسي من المتوقع أن تدرج مكافحة مظاهر العنف والأسباب التي تفرزها ضمن مشمولات السلك من خلال تفعيل قنوات الحوار والتواصل مع التلاميذ وتشريك الأولياء وتفعيل دور مكاتب الإصغاء والإرشاد في المجال. من هذا المنطلق ستكون الاختصاصات متنوعة على صعيد الانتدابات من بين المتخرجين من علم النفس والإجتماع وعلوم التربية والتنشيط الثقافي. ولتفادي التداخل في المهام بين سلك المرافقة المدرسية وبقية الأسلاك العاملة ومنها سلك القيمين أكد المتحدث أهمية الفصل في المهام والتروي في تحديد مشمولات المرافق التربوي ويجري التشاور والتباحث في هذا الشأن مع الشركاء المعنيين بما في ذلك الأطراف الإجتماعية. وحول موعد اعتماد هذه الخطة بالمؤسسات التربوية كان وزير التربية أعلن في تصريحات سابقة أنها ستنطلق سنة 2013 .
