فارق في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول الشاب السلفي البشير القلي (25 سنة) الحياة بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة متأثر بالمضاعفات الخطيرة لإضراب الجوع الذي دخل فيه منذ حوالي 56 يوما بالسجن المدني بالمرناقية فيما يتواصل إلى حد كتابة هذه الأسطر الاحتفاظ بالشاب السلفي محمد البختي تحت العناية المركزة بنفس المستشفى جراء تدهور وضعه الصحي بسبب مخلفات الإضراب. وحسب المعطيات المتوفرة فإن الشابين البشير القلي(متزوج وله رضيع عمره ستة أشهر) ومحمد البختي الذي عرفه الرأي العام أثناء أحداث كلية الآداب بمنوبة دخلا رفقة عشرات السلفيين الموقوفين بالسجن المدني بالمرناقية -على خلفية الاشتباه في علاقاتهم بأحداث السفارة الأمريكية بتونس بتاريخ الجمعة 14 سبتمبر الفارط- في إضراب جوع احتجاجا على ظروف إيقافهم وطول الاحتفاظ بغالبيتهم دون توجيه أية تهمة لهم أو محاكمتهم. وكان القلي الذي رفضت عائلته تشريح جثته والتزمت بذلك أمام حاكم التحقيق بالمكتب 20 بابتدائية تونس1 وتسلمت جثمانه مساء أمس- نُقل رفقة البختي إلى المستشفى في حالة صحية حرجة بسبب إضرابهما عن الطعام المتواصل لحوالي 56 يوما بعد عدم استجابة إدارة السجن لمطالبهم، وكان محاموهما حذروا سابقا من الظروف القاسية التي يمر بها الموقوفون المحسوبون على التيار السلفي على خلفية أحداث السفارة الأمريكيّة ولاسيما منوّباهما محمد البختي(طالب) وبشير القلي. يذكر أن المحامي عبد الباسط بن مبارك كان صرح لوكالة فرانس برس أن"المعتقلين تعرضوا للضرب والتعنيف من رجال الشرطة ساعة إيقافهم، وأن بعضهم مصاب بالرصاص المطاطي وأن السلطات رفضت عرضهم على الفحص الطبي" وأنه"تم الزج بالسلفيين عمدا في زنزانة تضم مساجين حق عام استفزوهم بسب الجلالة وبالقول الفاحش كما أن أحد هؤلاء هدد بشير القلي بسكين، لافتا إلى أن المعتقلين ممنوعون من الاستحمام منذ اعتقالهم". وكان شقيق البشير القلي قال في تصريح مصور إن شقيقه ألقي عليه القبض بعد أن ذكر عونا أمن بالزي المدني أنهما لمحاه بالقرب من محيط السفارة الأمريكية، وأكد ان شقيقه شارك في المسيرة سلميا ولا وجود لأية أدلة مادية لإدانته لذلك أضرب عن الطعام خاصة في ظل عدم توجيه أي تهمة له او تعيين جلسة لمحاكمته.