شدّ إنتباه الرأي العام الوطني خلال الأيام القليلة الفارطة الحادث الأليم الذي جدّ بجهة الزهروني بالأحواز الغربية للعاصمة وأودى بحياة شابين في العقد الثالث من العمر جرّاء صعقة كهربائية ناتجة عن التقلبات المناخية المفاجئة التي شهدتها عدّة مناطق من البلاد وخاصّة في تونس العاصمة. ووفق ما صرّح به متساكنو المنطقة فإنّ السبب الرّئيسي في حدوث هذه الفاجعة يعود بالأساس إلى وجود عمود كهربائي لطالما نادى المواطنون في مناسبات عديدة بضرورة التنبّه إلى الخطر المحدق الذي يشكّله على سلامة المواطن ملتمسين ضرورة إصلاح عطب باد للعيان على مستوى الأسلاك الكهربائية المتدليّة أحيانا والعارية أحيانا أخرى. وكلّما تمّ الإتّصال سواء بالشركة التونسية للكهرباء والغاز أو بمصالح بلديّة تونس، إلاّ وحصل تراشق في تحديد الجهة المسؤولة على تعهّد الشبكة الكهربائية وتأمين سلامة مكوناتها. الشركة التونسية للكهرباء والغاز ومن خلال بلاغ متأخّر عن تاريخ الفاجعة بثلاثة أيّام كاملة نفت مسؤوليتها في ما جدّ وأوعزت للرأي العام بأنّها لا تتحمّل تبعات ما يمكن أن يحدث على مستوى شبكة التنوير العمومي، وبهذه الصّيغة البلاغية فهي تدفع بالأمر في إتّجاه مصالح بلدية تونس. على المسؤولين أيّا كانت درجات وظائفهم أن يعوا أنّ المواطن لم تعد تنطلي عليه مثل هذه المراوغات التي عهدناها في زمن ولّى وانقضى إتّسم بطمس الحقائق والعبث بمصالح العباد. الحادث الأليم الذي شهدته منطقة الزّهروني في شارع النّخيل بالتحديد ترك لوعة في قلوب النّاس نابعة من فقدان شابّين في مقتبل العمر ومن صمت من تبوّأ مسؤولية تحقيق الراحة والصحة العامّة والمحافظة على إطار عيش سليم للمواطن . فما كان بعزيز على رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس أن يتحمّل بنفسه عبء التنقّل على عين المكان.....فالموت ألمّ بالشابين ضمن المحيط الجغرافي لدائرة تابعة لبلدية تونس. ويتساءل المواطن عن سبب غياب أي أثر للسيد سيف اللّه لصرم وعدم حضوره لتقصّي حقيقة الأمر وإرسال إشارة واضحة في إتّجاه المتساكنين لبعث الطّمأنينة في نفوسهم وتأكيد الحرص على متابعة مشاغلهم والحرص على تأمين سلامتهم والتواصل معهم عند وقوع مثل هذه الحوادث الأليمة. أم أنّ شؤون المواطن لازالت تساس بعد ثورة الكرامة بين جدران المكاتب الفاخرة في عزلة تامّة عن الواقع اليومي المعيش للمواطن ... نأمل أن تتحوّل هذه الصّعقة الكهربائية القاتلة الناتجة عن عمود التنوير العمومي إلى صعقة نفسيّة من شأنها تنمية الخلايا النائمة عند البعض من المسؤولين الذين لا يزالون على مسافة من مصالح المواطن الحيويّة.