317 عارضا من 22 بلدا وإقبال دور العرض فاق كل التوقعات - عقدت ظهر أمس الثلاثاء ندوة صحفية قدم خلالها الأستاذ كمال الدين قحة المدير العام لدار الكتب الوطنية بحضور وزير الثقافة السيد مهدي المبروك والدكتور المصري احمد مجاهد مدير معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم ملامح الدورة 29 لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي سينطلق يوم 2 نوفمبر 2012 على الساعة العاشرة صباحا وسيفتتحه رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي ووزيرا الثقافة في كل من تونس ومصر. وستتميز هذه الدورة بتنظيم اتحاد الناشرين العرب لمجلس إدارته في تونس على هامش معرض تونس الدولي للكتاب وفي حضور اتحاد الناشرين المغاربة وسيتم افتتاح ندواتها العلمية الست بمحاضرة الدكتور المصري كارم يحي عن الانتقال الديمقراطي في تونس ومصر. وبتوقيع كتاب"سيدي بوزيد: حكايات ثورة يرويها أهلها." تكريم الأستاذ توفيق بكار وفي سياق الاحتفاء بالكتاب والمبدعين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفكر النقدي الحر والإبداع المتميز تم الاختيار على الأستاذ توفيق بكار ليكون شخصية الدورة 29 وسيخصص له لقاء احتفائي تحضره ثلة من الكتاب الذين عايشوا مسيرته الإبداعية. وتحقيقا للاستفادة المأمولة من هذه التظاهرة وضمانا لإشعاعها على مختلف الفئات العمرية من رواد المعرض حظي الأطفال ببرنامج ثقافي ثري ومتنوع يجمع بين ورشات الترغيب في المطالعة والكتابة والتمثيل والعروض الفنية والمسرحية والموسيقية والتنشيطية وسيكون الطفل عنصرا مساهما فيها وليس متقبلا سلبيا عبر إدماجه المباشر في أنشطة الورشات كورشة القولبة والرسم ومسرحة النصوص والألعاب التراثية. وتشارك في المعرض الى جانب دور العرض التونسية كل من مصر ولبنان وسوريا والسعودية وليبيا والكويت والجزائر والمغرب والعراق والإمارات العربية المتحدة وإيران وبريطانيا وعمان وكندا وفرنسا وألمانيا والسودان والسنغال والبينين والأرجنتين وبلجيكا والالكسو اي ان عدد العارضين سيكون 317 عارضا في مساحة جملية قدرها 8396 مترمربع. وتأكيدا للحضور التونسي ضمن هذه الدورة فقد تصدرت تونس المكانة الأولى بمشاركة 112 عارضا موزعين على أكثر من نصف المساحة المستغلة من ارض المعرض. دورة بتحيات كثيرة كان التحضير لهذه الدورة من المعرض الذي تغيب خلال سنة 2011 عسيرا لما تواجهه من تحديات كثيرة أهمها ضرورة الاستجابة لإنتظارات عشاق الكتاب الذين حرموا من الدورة السابقة ولآمال المهنيين وصناع الكتاب بصفة عامة لذا اتفق على ان تكون هيئة تنظيمها موسعة وفاتحة أحضانها لكل المهتمين بالكتاب استهلاكا وترويجا وصناعة كاتحاد الناشرين واتحاد الكتاب التونسيين ونقابة الكتاب التونسيين ورابطة الكتاب التونسيين الأحرار ونادي القصة بالنادي الثقافي ابو القاسم الشابي وغيرها من الهياكل والنوادي... كما اتسعت الهيئة لتشمل ممثلين عن عديد الوزارات إضافة إلى وزارة الثقافة ومن بينها وزارتي النقل والسياحة وغيرهما. خلال هذه الندوة أكد وزير الثقافة على انه تم تغييب المقص تماما وعلى ان الوزارة تركت لهيئة التنظيم كامل الحرية في اختيار ما تراه مناسبا دون رقيب او صنصرة ولا مقص ولم تتدخل بمنع ولا بحجز ولم تتحفظ على اي عنوان بل بالعكس فقد برمجت الاحتفاء بالكتب الممنوعة وتمنى الوزير ان لا يأسف احد على اختفاء المقص وقال:" رحيل المقص يقتضي الكثير من الحذر حتى لا يندم احد من المعنيين بشان الكتاب وأرجو أن لا نندم". خلال الندوة الصحفية أكد كمال الدين قحة على ان هذه الدورة ستكون فرصة للمبدعين لبلورة تصور جديد لمعرض تونس الدولي للكتاب ولأزمة الكتاب ولإيجاد الحلول التي يمكن ان تنقذه وقال:"كان هاجسنا منذ الجلسات الأولى التي عقدناها في شهر فيفري هو سؤال هل ننظم هذه الدورة الأولى بعد 14 جانفي؟ ولكن رغم الصعوبات والعراقيل عزمت الوزارة والأطراف المعنية على تنظيمها وقد كان للمهنيين حضور فاعل ومباشر في تصورها واختيار برنامجها. " مصر ضيف شرف الدورة والحدث الثقافي البارز حسب ما صرح به الأستاذ كمال الدين قحة سيكون الاحتفاء بجمهورية مصر العربية ضيف شرف المعرض وذلك من خلال مشاركة متميزة يقودها وفد رسمي من كبار رجال الفكر والأدب والإعلام والنشطاء الثقافيين في مختلف مجالات الإبداع الفني والثقافي وقال:"يتوزع برنامج هذه المشاركات بين المحاضرات الفكرية والأدبية واللقاءات والأمسيات الشعرية بالإضافة إلى العروض الفنية والتنشيطية في مجال المسرح والغناء وغيرها." وعن هذه الاستضافة قال الدكتور احمد مجاهد مدير معرض القاهرة الدولي للكتاب في مصر:" ان الاستجابة لدعوة التونسيين لنكون ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب كانت فورية وحاسمة لعلمنا بأهمية المعرض ولنقدم ثمرة التعاون والاتفاقيات التي عقدناها مع التونسيين الذين كانوا ضيوف شرف مهرجان القاهرة الدولي للكتاب ومن بينها طباعة ونشر الأعمال الكاملة للأديب التونسي محمود المسعدي وكتابات الشاعر آدم فتحي كذلك نحن هنا لنؤسس لحوار جدي وبناء ولنفتح أبوابا جديدة للتعاون على إعادة تشكيل الوعي بواقعنا بعد الثورات العربية وهذا الوعي لا يتشكل إلا بالكتاب وعبر النهوض به وحمايته وبالاحتفاء به بكل الطرق المتاحة خاصة وان الكتاب يواجه أصعب التحديات فقد عدت لتوي من فرانكفورت حيث حضرت معرض الكتاب هناك ووقفت على الأسف الكبير الذي تركه نزول عدد رواد المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت إلى النصف تقريبا على غير العادة ولعل السبب المباشر حسب رأيي هو ظهور وانتشار الكتاب الالكتروني." ويفتح معرض الكتاب الذي يعقد بقصر المعارض بالكرم أمام الزوار على الساعة الواحدة من ظهر يوم 2 نوفمبر.