عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق الكاتب العام السابق لنقابة قوات الأمن..    تراجع رقم أعمال قطاع الاتصالات إلى 325 مليون دينار في أفريل 2025    عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق الطيب راشد..    عاجل/ الاحتفاظ بمربي نحل من أجل هذه التهمة..    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    جائزة كندا الكبرى للفورمولا-1: البريطاني راسل يتوج باللقب    بعد ترميمه: "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميًا لأول مرة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    قافلة "الصمود": الإفراج عن العديد من المعتقلين والمفاوضات مستمرة لإطلاق سراح البقية    معرض باريس الجوي.. إغلاق مفاجئ للجناح الإسرائيلي وتغطيته بستار أسود    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    من هو الهولندي داني ماكيلي حكم مباراة الترجي وفلامينغو في كأس العالم للأندية؟    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    243 ألف وحدة دم أُنقذت بها الأرواح... وتونس مازالت بحاجة إلى المزيد!    كهل يحول وجهة طفلة 13 سنة ويغتصبها..وهذه التفاصيل..    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    اليوم الإثنين موعد انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة بنزرت الشمالية    صاروخ إيراني يصيب مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب..    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    طقس اليوم..الحرارة تصل الى 42..    قتلى وجرحى بعد هجمات صاروخية إيرانية ضربت تل أبيب وحيفا..#خبر_عاجل    عز الدين عقيل يحذّر من التصعيد: القافلة تحتاج تنسيقًا رسميًا لتجاوز العراقيل    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    باكستان تتعهد بالوقوف خلف مع إيران وتدعو إلى وحدة المسلمين ضد "إسرائيل"    النفط يرتفع مع تصاعد المواجهة في الشرق الأوسط.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    الاحتلال يستهدف مقرا للحرس الثوري في طهران    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    بوادر مشجعة وسياح قادمون من وجهات جديدة .. تونس تراهن على استقبال 11 مليون سائح    اليوم انطلاق مناظرة «السيزيام»    إطلاق خارطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي يوم 24 جوان 2025 في تونس بمشاركة 30 دار نشر    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتقان.. احتجاجات.. فوضى وإصابات خطيرة
سليانة على وقع التهميش
نشر في الصباح يوم 29 - 11 - 2012

تبدأ مظاهر التهميش في ولاية سليانة منذ صعودك في سيارة الأجرة للوصول إلى هذه المدينة، حيث يتكلف الوصول هناك 9 دنانير بعد أن كانت التعريفة لا تتجاوز 7 دنانير والسبب أن الطريق المؤدي إلى هناك مقطوع جراء الفيضانات الأخيرة، وهو ما أجبر أصحاب سيارات الأجرة على الترفيع في التعريفة...
هذه عينة صغيرة من مظاهر التهميش التي تعيش على وقعها الجهة منذ عقود. بالعودة إلى مسار الأحداث وتطورها شهدت المدينة أحداثا خطيرة خلفت المئات من الجرحى من المواطنين بعضهم نقل إلى مستشفيات العاصمة نظرا لخطورة حالتهم. كما تم تسجيل حالات الإصابات في صفوف الأمن.
وتأتي هذه الأحداث على خلفية مطالب سكان الجهة بإقالة الوالي الذي "يتهمونه بالتقصير في إيجاد حلول جذرية لإنعدام التنمية" إضافة إلى مطالبتهم بإطلاق سراح الموقوفين منذ مارس2011 وتأزمت الأحداث بعد الحادثة بين كاتب الوالي وموظفة في الولاية حيث تطورت الأمور بسرعة كبيرة ووصلت ذروتها يومي الثلاثاء والإربعاء حين اندلعت مواجهات بين السكان وعناصر الأمن الذين طوقوا مقر الولاية بالكامل ومنعوا المواطنين الغاضبين من الإقتراب. عندها بدأت شرارة الأحداث ومواجهات عنيفة استعملت فيها قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع بكثافة، إضافة إلى بنادق صيد من نوع "شوزن" المخصصة لصيد الحيوانات علاوة على استعمال الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
حالة من الاحتقان تولدت بعد الاعتداءات التى تعرض اليها سكان الجهة يوم الثلاثاء خاصة أن التعامل الامني في مواجهة المسيرة السلمية كان عنيفا.
مسيرة سلمية..لكن.
انطلقت المسيرة سلمية من أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل لتصل إلى مقر الولاية وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للوالي تطالب بالتنمية، وكانت الأمور طبيعية إلى حين سماع صوت انشطار" فوشيكة" مجهولة المصدر تفرق على إثرها المتظاهرون في كل الإتجاهات، ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة ليرد الأعوان بإطلاق الغازات المسيلة للدموع، بعدها خرجت الأمور عن السيطرة وكانت التدخلات "وحشية" الى ابعد الحدود فضلا عن الاعتداءات الجسدية واللفظية التى طالت النساء والاطفال والشيوخ على حد سواء.
وهو ما لاحظناه من خلال متابعتنا الميدانية سواء أمام مقر الولاية أو في المستشفى الجهوي حيث عاينا إصابات بليغة وخطيرة على مستوى الوجه والصدر والساقين جراء الإستعمال المفرط ل"الرش".
كما شاهدنا إعتداءا لبعض العناصر الأمنية على فتاة كانت مختبئة بحديقة بلدية سليانة، حيث حاصرها الأعوان وانهالوا عليها بالضرب، غير أن أحدهم قام بفكها من أيديهم وأطلق سبيلها.
تواصلت المواجهات وامتدت الى غاية الليل بين المواطنين وقوات الامن تم على اثرها القيام بحملة اعتقالات في صفوف ابناء الجهة فضلا عن المداهمات التى طالت المنازل في جميع أحياء المدينة.
ورغم العنف المفرط الذي مارسه الأمن فإن اصرار سكان الجهة واقتناعهم بمشروعية مطالبهم ألّف بين مختلف الشرائح الاجتماعية وأصبح هناك اجماع على المضى قدما من أجل النهوض بالجهة وحقها في التنمية المستديمة واطلاق الموقوفين في احداث 2011 واقالة الوالي خاصة وان ولاية سليانة تعيش منذ عقود التهميش و"الحقرة".
السكان يتحدثون
حدثنا نصرالدين اللواتي ممرض بالمستشفى الجهوي بسليانة قائلا:"بعد أحداث اليوم الأول وأثناء قيامنا بواجبنا في الليل بالمستشفى الجهوي، وكنا بصدد معالجة أحد رجال الأمن الذي فاجأ الجميع بشتمه للإطار الطبي والشبه الطبي وهو ما دفعني إلى نهيه عن ذلك عندها هاتف زملاؤه ليلتحقوا به في قسم الإستعجالي حيث دخلوا رافعين العصي وتفوهوا بعبارت نابية تجاه جميع المتواجدين وقاموا باقتحام قسم الإنعاش اين توجد حالات طبية حرجة، كما قاموا بملاحقتي وحاولوا الإعتداء عليا بالهراوات، ولولا التحاق أعضاء من المكتب الجهوي بسليانة الذين ساهموا في إنهاء هذه الحالة من التوتر".
من جهته أشار حافظ الزريبي عضو المكتب الجهوي ل"حركة الشعب" بسليانة ان الاضراب الذي شهدته ولاية سليانة كان ناجحا غير ان المسيرة السلمية تم مواجهتها بالرصاص المطاطي والحي واستعمال اساليب عنيفة ضد المتظاهرين لمنعهم من حقهم في التعبير والمطالبة بالتنمية والنهوض بالجهة علاوة على اطلاق الموقوفين للاحداث التى شهدتها الولاية سنة2011
وقالت أحلام الحسني وهي إطار شبه طبي بالمستشفى الجهوي أن المواجهات "اسفرت عن وقوع إصابات بليغة في صفوف اهالي سليانة خاصة وان عدد المصابين بلغ في يومين اكثر من 300 اصابة متفاوتة الخطورة خاصة على مستوى الوجه والعين مؤكدة ان احتجاجات الاهالي تم قمعها بشراسة فضلا عن الصمت المريب الذي تعاملت به الحكومة مع العنف الذي مورس على ابناء سليانة ومواصلة سياسة التهميش وتجاهل المطالب المشروعة".
وقد أجمع المواطنون الذين التقيناهم على وحشية التدخل الأمني مؤكدين بأن "الحكومة الحالية عجزت عن ايجاد حلول للواقع المتردي للجهة وهو ما دفعها إلى توخي القمع الذي لن يزيدنا إلا إصرارا على التمسك بمطالبنا المشروعة، وعلى رأسها رحيل الوالي الذي تسبب في هذه "الكارثة" وتنفيذ البرامج التنموية، مؤكدين على مواصلة المسار مهما كلف الأمر".
مساندة وتنديد
بعض أعضاء المجلس التأسيسي كانوا حاضرين في سليانة، منذ اليوم الأول للمواجهات على غرار إياد الدهماني الذي صرح ل"الصباح" انه دخل في اضراب جوع "نتيجة الممارسات القمعية من قبل الاجهزة الامنية لقمع الاحتجاجات السلمية وفشل الحكومة في حلحلة المشاكل الإجتماعية والإقتصادية العالقة"، واستغرب في هذا السياق التعامل السلبي للوالي تجاه المطالب المشروعة لأهالي الجهة.
أحمد نجيب الشابي بدوره كان حاضرا في سليانة وقال في هذا الإطار: أن جهة سليانة تعاني من التهميش والحكومة الحالية على غرار سابقاتها لم تسعى في اتجاه تحسين ظروف العيش وهو ما ولد هذه الحالة من الإحتقان والتوتر، وقال:" أدعو وزارة الداخلية والحكومة إلى الإسراع بإيقاف العنف المسلط على المواطنين وكف يدها عن الأهالي العزل، وضرورة إيجاد حلول تنموية جذرية لواقع الجهة المتردي، ونحن من موقعنا سنسعى بكل إمكانياتنا إلى التعاطي الإيجابي مع مطالب الأهالي وتبليغ أصواتهم في المجلس التأسيسي"
أعوان الأمن:"نحن نطبق التعليمات"
وعلى الطرف المقابل كان لنا حديث مع بعض أعوان الأمن الذين أكدوا أنهم "بصدد القيام بواجبهم وتطبيق التعليمات، خاصة وأن المواطنين هم الذين بادروا برشقهم بالحجارة و الإعتداء عليهم وهو ما أجبرهم على الرد، كما أعرب الأعوان عن أسفهم لما حدث".
غياب المسؤولين
لم نتمكن من الوصول الى المسؤوليين في الولاية نتيجة التطويق الامني الكبير حول محيط الولاية لكن استطعنا الإتصال بسعيد المشيشي كاتب الدولة لدى وزير الداخلية الذي أكد "وجود اصابات بليغة في صفوف الامنيين الذين استهدفوا من قبل المحتجين بسبب رشقهم بالحجارة وقد سعينا الى لتهدئة الاجواء واتصلنا بالاتحاد الجهوي بالشغل واعضاء من المجلس التأسيسي الممثليين للجهة واعضاء من الرابطة التونسية لحقوق الانسان من اجل الجلوس الى الوالي و التفاوض معه لكنهم رفضوا ولا نعلم لماذا هذا التصعيد وما الغاية منه،كما نفى خبر اقالة الوالي".

اتحاد الشغل يطالب بفتح تحقيق في دوافع الاستعمال غير المبرر للقوة
ندد الاتحاد العام التونسي للشغل بما اسماه "قمع التظاهرة السلمية" التي جاءت تتويجا للإضراب الجهوي، وطالب بفتح تحقيق في دوافع الاستعمال غير المبرّر للقوّة وفي نوع الذخائر المستعملة ضدّ المتظاهرين. وعبر في بيان له أمس عن "مساندته المطلقة لنضالات الأهالي في سليانة بقيادة الاتحاد الجهوي للشغل من أجل التنمية العادلة وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية أحداث 26 أفريل 2011 ومن أجل تعيين وال جديد على أساس الكفاءة والنزاهة والاستعداد لخدمة الجهة والقدرة على التواصل مع الأطراف الاجتماعية وتفعيل الحوار الاجتماعي". وعبر الاتحاد عن "دعمه للموقف الذي اتخذه الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة بمواصلة النضال احتجاجا على القمع المسلط على المواطنين"، موجها "تحيته لأبناء سليانة لما أبدوه من وحدة ولنضالهم في كنف المسؤولية والتحضر رغم التهميش والإقصاء والتفقير، وتثمينه للوقفة النضالية لكافة مكونات المجتمع المدني دعما للمطالب المشروعة لأبناء الجهة". كما استنكر التصريحات الإعلامية لبعض المسؤولين الهادفة إلى المغالطة والتشويه والمثيرة للسخرية، وطالب الحكومة ب"التدخل العاجل من أجل وقف التنكيل بالمواطنين والاستماع إلى انشغالات أهالي سليانة وحل مشاكلهم وتشريك الأطراف الاجتماعية في كل القضايا التي تخصّ الجهة".

في كواليس المجلس التأسيسي
فرق من خارج الولاية لقمع المتظاهرين
ارتأى عضو المجلس التأسيسي عن حزب العمال الحطاب بركاتي أمس أن يعقد لقاء إعلاميا في بهو المجلس التأسيسي قصد توضيح بعض المعطيات فيما يتعلق بالاحتجاجات التي تعيشها ولاية سليانة.
ولعل أهم ما جاء في تصريحاته "أن رجال الأمن هم يتبنون احتجاجات أهالي سليانة" مؤكدا أن هنالك فرقا أتت من خارج المنطقة لقمع الاحتجاجات وهو ما يعد "مصيبة" على حد تعبيره.
وأوضح أن "المسيرة تعتبر سلمية انطلقت من رحم الشارع ودون ضغط من أي حزب او جهة معينة وهو ما تترجمه الشعارات التي رفعت والتي تنادي في جوهرها بالتنمية غير أن ضربة البداية تتمثل في إطلاق رصاصة في الهواء ساهمت في بث الرعب في صفوف المتظاهرين الذين استعملوا آنذاك الحجارة لتتطور الأوضاع لاحقا عبر استعمال الغاز المسيل للدموع." وأشار إلى أن الأوضاع تطورت أمس مقارنة بأول أمس كما ارتفع عدد المتظاهرين إلى ما يقارب ال 20 ألفا مؤكدا أن الاعتداء والقمع بات يستهدف الأعين والوجه فضلا عن المداهمات الليلية التي تم شنها على حي شعبي بالجهة بعد ان تم قطع الكهرباء. على حد تعبيره.

15 إصابة بليغة في الاعين في معهد الهادي الرايس
عاد النائب طارق بوعزيز المحتجين المصابين الذين نقلوا الى معهد الهادي الرايس صحبة 3 نواب من ولاية سليانة وهم : حطاب بركاتي ونورالدين مرابطي وشكري عرفاوي واكد بوعزيز ل "الصباح" ان "الأوضاع محزنة جدا إذ تم الوقوف على ما يقارب 15 إصابة بليغة في الأعين. كما ذكر أن التقارير الطبية بمستشفى سليانة قد رجحت إمكانية الوصول إلى عمى كلي."
◗ منال

والي سليانة ينفي خبر استقالته والأمن ينسحب من المدينة
نفى أحمد الزين المحجوبي والي سليانة في تصريح ل"الصباح نيوز" خبر استقالته. وقال تعليقا على تداول بعض المواقع الاخبارية خبر استقالته: "انه مجرد افتراء تمارسه بعض المجموعات التي تسعى إلى تأجيج الوضع".
كما نفى المحجوبي وجود أية صلة قرابة بينه وبين السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة، وقال: "لا تربطني أية صلة قرابة بيني وبين رئيس الحكومة.. يشرفني أن يكون حمادي الجبالي خالا لي لكن الحقيقة غير التي يتم تداولها".
كما نفى الناطق الرسمي لوزارة الداخلية خالد طروش في تصريح ل(وات) صحة ما راج حول استقالة والي سليانة من مهامه على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها الجهة.. وذكر أن قوات الامن انسحبت من المدينة بعد يوم من المواجهات الحادّة بين المحتجين وقوات الأمن.

بكل هدوء
سليانة والحجارة المستوردة
هل أتاكم حديث الحجارة المستوردة؟ وهل وصلكم أنين سليانة ووجع الفقر في قلوب أهاليها، وشحيح التنمية في ربوعها؟..
لعل التنمية والازدهار غمرت سليانة المنسية المهمشة بريفها الذي يمتد على أكثر من 65 بالمائة من مساحتها وانهمرت عليها فجأة الحضارة والعمران، ومدت الطرقات والجسور حتى اختفت او كادت كل مظهر من مظاهر التخلف وقلت المساحات البيضاء والشاغرة في قلب المدينة النابض نشاطا اقتصاديا وتنمويا..لدرجة أن الحجارة أصبحت نادرة فمن أين لسكان المدينة وأحيائها وريفها من حجر، والنهضة التنموية فيها لم تترك فيها حجر تبنيه حتى أنها باتت تستورده من الخارج..؟!!
حقيقة لم أستوعب تصريح والي سليانة المحترم حين نطق، وصدع الجميع بفقر المنطقة للحجارة، فلجأ المحتجون وأهالي المدينة لاستيرادها لتهشيم المباني وللاعتداء على مقر الولاية والتهجم على قوات الأمن المدججة بالرش...
أسفي على بلدي وعلى كل من يرى في العنف حلا وهدفا وبابا وحيدا لبث الرهبة والخوف والسيطرة..في كل مرة تعلو حنجرة الناس منادية بحقها في التنمية أو دفع مظلمة..
مرة أخرى ينتصب العنف سيدا فارضا نفسه، لا أحد يعلو عليه، نافثا سمّه في العقول المتهاونة طاردا منتصري الحوار والحكمة والتعقل..مرة أخرى يحل العنف والعنف المضاد مكان لغة التحاور ومعالجة بؤر التوتر والاحتقان بالتفاوض لا بالتصعيد واللجوء إلى الحل الأمني كخيار يائس وهو الذي اثبت فشله مرات عديدة وكانت نتائجه الكارثية ابرز دليل على خطورة الحل الأمني مهما كانت مشروعية ذلك العنف وقانونيته أو أنه مستمد من واقع الشرعية الحكومية المنتخبة.. فعوضا عن تسابق وتلاحق الخصمان واتهام بعضمها البعض بإذكاء نار العنف والتوتر، والبحث عبثا في كشف اللغز عن البادئ الأول في المناوشة وجر الخصم نحو مستنقع العنف لمجرد بث الفوضى وزرع الحقد لغاية في نفس عمر او زيد، لماذا لا تطرح هذا السؤال البسيط: لماذا وصلنا إلى هذا الحد من العنف والتشنج والتوتر، لماذا سمحنا لأنفسنا -قبل اتهام غيرنا- بخروج غول العنف من عقاله، فبات يحصد كل أمل في التهدئة وتغليب العقل والحكمة؟؟
من حق المواطن العادي أن يقف متسائلا؟ لماذا لم تحرك الحكومة ساكنا قبل أن تنفجر الأوضاع في سليانة؟ لماذا لم يتم التدخل من اعلى مستوى لتطويق خلافات قبل أن تكبر ويتسع نطاقها ويشتد
كان يمكن منذ حصول مناوشة أو اعتداء على موظفة ونقابية بولاية سليانة أن يبادر السيد الوالي إلى جمع طرفي النزاع ولا ينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك، والاستماع اليهما ومحاولة تطويق الخلاف قبل أن يكبر..كان يمكن لو تم تغليب منطق الحوار أن يتم دعوة الطرفين، اي ممثلي جهة سليانة وخاصة ممثلي الاتحاد الجهوي للشغل وناشطي المجتمع المدني، وممثلين عن السلطات الجهوية إلى طاولة الحوار للبحث في سبل التجاوز ومكامن الحلول والتعجيل بتنفيذ المشاريع التنموية المعطلة وطمأنة الناس وأهالي الجهة بوجهة نظر الحكومة بأنها لا تدخر جهدا في تحقيق اسباب التنمية، وابراز سعة الصدر ورحابة الاستعداد بالقبول بالراي الآخر..
لكن شيئا من ذلك لم يحصل، فتغلبت لغة القوة والعنف على منطق الحوار والتفاوض، وباسم العنف الشرعي وتعلة الدفاع عن رموز السيادة..تحول الإضراب العام بولاية سليانة فجأة إلى مواجهات عنيفة ستكون عواقبها وخيمة على الجهة والبلاد ذلك حتمي.
علينا التذكر دائما أن بلادنا تمر بمرحلة انتقالية حساسة، وأن منطق التعيينات الحزبية الفوقية، والعقلية الانفرادية، والاستسلام بسهولة للعنف وتبريره، والهرولة نحو الحل الأمني باسم الشرعية الانتخابية لا يمكن أن ينجح ولا يمكن أن يكون ابدا دافعا نحو الاستقرار والهدوء وكل خطوة غير مدروسة نتيجتها الفشل.
علينا تذكر ما حدث في عدة ولايات من مظاهر عنف واحتقان واحتجاجات قوبلت برد أمني مثل قابس، وسيدي بوزيد، وجربة، ودوار هيشر..صحيح أن احداث كل منطقة تختلف في مسبباتها وخصوصياتها عن أخرى، لكن يجمعها غياب الحوار وعدم اللجوء اليه في اوانه وقبل اندلاع شرارة العنف، ثم الدخول في متاهة الاتهامات المتبادلة، والتعبير عن الأسف والندم حين لا ينفع الندم..
◗ رفيق بن عبد الله

هوامش
النائب عادل عطية عن حركة النهضة يهدد بالاستقالة
هدد عضو المجلس التأسيسي عن كتلة حركة النهضة عادل عطية ممثل ولاية سليانة في تصريح لإحدى الاذاعات، بالاستقالة من المجلس والانسحاب من حركة النهضة ما لم يتم الاستجابة لمطالب اهالي سليانة باستقالة والي الجهة والكف عن استعمال العنف المكثف.
رفض للوالي بالاجماع
استياء كبير من قبل المواطنين والنقابيين في الجهة على خلفية ما صدر من والي الجهة وتشبثه بالشرعية وتشبثه بموقفه رغم رفض ابناء الجهة واعتبرته من الاسباب الرئيسية وراء مواصلة سياسة التهميش والاقصاء تجاه الجهة.
تعزيزات امنية مكثفة
شهدت الولاية تعزيزات أمنية مكثفة وحضور مكثف لوحدات التدخل في مختلف الانهج والطرق الرئيسية والاحياء اضافة الى تطويق امني مكثف لمقر الولاية فضلا عن وجود عدد كبير من مدرعات للحرس الوطني ومختلف الوحدات الامنية.
فوضى وحرق الاطارات المطاطية
حالة من الفوضى شهدتها مختلف الانهج والاحياء بولاية سليانة واجماع للمواطنين بمواصلة الاضراب العام الى حين الاستجابة لمطالب اهالي الجهة وتنديد واسع لتصريحات المكلف بالاعلام بوزارة الداخلية حول الاحداث التي شهدتها سليانة والتي اتهم فيها المواطنين والمحتجيج باستعمال المولوتوف ضد الامن واعتبروه تزييفا للحقائق.
اصابات بليغة ورعاية طبية
المواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين اسفرت عن اصابات بليغة وحالات خطيرة من مختلف الفئات العمرية والنسبة الكبيرة في صفوف الشباب وحسب مصادر طبية فان عدد الاصابات بلغ اكثر من 350 اصابة متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس والوجه والعين والصدر تم نقلها عدد كبير منها الى مستشفى الهادي الرايس للعيون. كما لاحظنا خلال معايتنا للاصابات ان الاطارات الطبية وشبه الطبية قامت بمجهودات كبيرة لاسعاف كل المصابين وتوفير كل مستلزمات الضرورية من ادوية ومعاينة لكل الحالات. شهود عيان أكدوا وجود مداهمات للمنازل وممارسات استفزازية من طرف قوات الامن في احياء المنجي سليم (حي جلاص) حي الزهور(قاع المزود) حي الصلاح وحي النور(حي عبان) والاحياء المتاخمة لمقر الولاية.
مضايقات للصحفيين
تعرض بعض الصحفيين المتواجدين على عين المكان إلى مضايقات من قبل أعوان الأمن على غرار الزميل دافيد تومسان مصور فرانس 24 الذي تعرض الى اعتداء على مستوى الصدر اضافة الى الاعتداءات اللفظية على بعض الزميلات على غرار الزميلة سهام عمار التي افتكت منهاآلة التصوير وحذف محتواها.
وفد الحزب الجمهوري بعد زيارته سليانة الأوضاع خطيرة..
والأهالي مصدومون من قوة القمع
أفاد عصام الشابي عضو المكتب التنفييذ للحزب الجمهوري، أمس في لقاء صحفي بمقر جريدة الموقف بعد قيام زيارة وفد عن الجمهوري لمدينة سليانة، أن الأوضاع على غاية من الخطورة، وقال:صدمنا بعدد المصابين ونوعية الاصابات،" وأضاف ان الاصابات تتجاوز حسب النقابات والاطار الطبي 300 اصابة. وقال احمد نحيب الشابي ان الوضع متفجر كأن سليانة تتعرض لاعتداء وحشي دون أي سبب. وأشار إلى أنه "تم استعمال الكرطوش والرش، وعرض عينة من الأسلحة التي استعملت ومنها الرصاص المطاطي.." ولخص مطالب اهالي سليانة في اقالة الوالي، ايقاف اطلاق النار، سحب قوات الأمن، وتولي الجيش الخطة الأمنية بالجهة، اطلاق سراح الموقوفين، وفتح الحوار مع ممثلي الجهة للنظر في التنمية، ودعا قوى الديمقراطية إلى مسيرة شعبية خلال ال24 ساعة القادمة تنديدا بالعنف الذي تعرض له اهالي سليانة ومساندة لمطالبهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.