◄ دعوة لتنمية الاستثمار في الطاقات المتجددة - بمشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية ورجال الأعمال وهيئات المجتمع المدني انطلقت صباح أمس في العاصمة اللبنانية بيروت فعليات المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية حول البصمة البيئية وخيارات البقاء في البلدان العربية، ودق خلاله خبراء في الطاقة ناقوس الخطر بسبب استهلاك العرب المفرط وغير الرشيد لهذا المورد الطبيعي الهش. واقترح عدد من الحاضرين مراجعة سياسات الدعم للوقود والكهرباء حتى يتدرب المستهلك على اقتصادها وطالبوا الدول العربية بتنمية استخدام الطاقات المتجددة منبهين إلى أن عددا من البلدان المستوردة للمحروقات بدأت تستثمر في الغاز الصخري والطاقات البديلة، وستصبح بحلول سنة 2020 أكبر منافس للبدان العربية المنتجة للنفط والغاز الطبيعي. وذكر الدكتور ابراهيم عبد الجليل مدير برنامج الادارة البيئية بجامعة الخليج العربي أن ضمان استدامة الطاقة في الوطن العربي يتطلب مبادرة جميع بلدانه بتبني مبادئ الاقتصاد الاخضر والتفكير في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة بايجاد بدائل للطاقة غير المتجددة. وقدم الخبير جملة من الارقام تبين ان البلدان العربية تملك نحو 58 بالمائة من الاحتياطات النفطية العالمية و29 بالمائة من احتياطات الغاز ولكن رغم ذلك يواجه هذا القطاع على حد تأكيده تحديات هامة منها ارتفاع ازدياد الطلب وتقلبات الأسعار والاستنزاف التدريجي لموارد الوقود الاحفوري إلى جانب التفوات الملحوظ بين سكان البلدان العربية في درجة الانتفاع بالطاقة. وقال إن آخر المعطيات الاحصائية تشير إلى أن استهلاك الطاقة للفرد في دول مجلس التعاون الخليجي هو تقريبا أربعة اضعاف المعدل العالمي، وفي المقابل 40 بالمائة من السكان العرب في المناطق الريفية النائية والحضرية الفقيرة لا يحصلون على قدر كاف من الخدمات الطاقية. وتبلغ نسبة الربط بشبكة الكهرباء بالكويت مثلا مائة بالمائة وبالسودان لا تتجاوز 25 بالمائة. وناهز استهالك الطاقة للفرد سنويا في قطر 17 طن مكافئ نفط وفي الامارات 13 وفي البحرين 12 وفي الكويت 11 وفي السعودية 6 وفي عمان 5 وفي ليبيا 3 بينما تتراوح بين صفر فاصل واحد واثنين في تونس ومصر والاردن والجزائر والعراق والمغرب والسودان وسوريا. ونبه الخبير إلى أن ارتقاع مستوى استهلاك الطاقة في جل البلدان العربية يعود إلى توخي هذه البلدان منذ أمد سياسة الدعم، ففي أغلب البلدان العربية يتم دعم الوقود والكهرباء بمعدلات تتعدى الخمسين بالمائة من كلفة الامدادات. وذكر أن المنطقة العربية تحتوي على مصادر هامة من الطاقة الشمسية والريحية يجب استغلالها ويجب تطوير البحث العلمي في هذا المجال، وفي نفس السياق أشار الدكتور محمد العشري رئيس منظمة الطاقات المتجددة 21 أنه لا بد للدول العربية أن تحسن في قدراتها على استخدام الطاقات المتجددة، وذكر أنه لا أحد كان يتوقع وجود امكانات هامة من الغاز الصخري المستخدم في انتاج الغاز، وأن اكتشافها أدى إلى تحول اهتمام البلدان العظمى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وعدد من البلدان الأوروبية وحتى الافريقية للاستثمار في هذا المجال، وهو ما سيؤثر على صادرات البلدان النفطية والمنتجة للغاز. وبالتالي سيكون هناك تغيير كبير في المشهد الجيوسياسي وما يتعلق بعرض النفط زاد الطلب عليه. ونوه الخبير الدولي بتحسن نسبة الاستثمار في الطاقات المتجددة وبعمل العديد من البلدان على تخصيص ايرادات هامة لهذا الغرض. لا للجشع واعتبر الدكتور اشوك خوسلا رئيس منظمة بدائل التنمية أن هناك في العالم ما يكفي البشرية من حاجياتها للطاقة لكن لا يوجد ما يكفي لتلبية جشعها. وفي نفس السياق يرى الدكتور ماتيس واكرناغل رئيس الشبكة العالمية للبصمة البيئية أنه من الضروري جدا أن يجد كل بلد استراتيجية لترشيد استهلاك موارده الطبيعية لأن الوضع اصبح مخيفا ويهدد مستقبل البشرية فنحو 83 بالمائة من السكان يعيشون في دول تستهلك اكثر مما تنتج. وقالت جوليا لوفيفر المديرة العامة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة إن الطبيعة ليست مشكلة بل هي، إذا أحسن الانسان استغلالها والمحافظة عليها، جزء من الحل، وأكدت على ضرورة أن يقدم الخبراء للساسة العرب وللمستثمرين حلولا قابلة للتطبيق.