تونس الصباح الحديث عن المنافسة الشرسة التي أصبحت تواجه القطاع السياحي اليوم ليس من فراغ بل هو حقيقة نلاحظها من خلال التظاهرات السياحية الكبرى والمعارض والصالونات المختصة في بعض المنتوجات السياحية أين يكون التسابق على أشده بين مختلف الوجهات السياحية التقليدية والجديدة الصغيرة والكبيرة لشد انتباه أكبر عدد من الوكالات السياحية ومنظمي الرحلات لبرمجة الرحلات وجلب الافواج السياحية إلى هذه الوجهة أو تلك وكذلك لاستهداف السواح وحملهم على التفكير والاقتناع ببرمجة قضاء عطلتهم المقبلة لديهم. هذا التسابق في ابراز المنتوج السياحي والخصوصيات الثقافية والتقليدية ضمن الاجنحة المشاركة (stand) أصبحت توظف فيه التقنيات الحديثة بشكل لافت في أغلب الوجهات المشاركة في المعارض حتى تلك حديثة العهد بالقطاع السياحي. وهذا التمازج بين الحداثة والاصالة يحتاج دون شك إلى تفكير وابتكار في التصور والتجسيم للتعبير عن الخصوصية بشكل حديث توظف فيه تقنيات العصر من صورة معبرة وإضاءة وديكور وإخراج...لشد الانتباه لا سيما وأن سائح اليوم يبحث عن كل ماهو جديد وابتكار إن على مستوى المنتوج السياحي في حد ذاته أو على مستوى طريقة تقديم وعرض هذا المنتوج .فلم تعد اليوم الصورة التقليدية البحتة المعتمدة في الترويج للوجهة التونسية (سيدي بوسعيد وأقواس...) قادرة بمفردها على جلب السائح؟ من هذا المنطلق تجدر الاشارة إلى أنه مطلوب اليوم التفكير في توظيف كل العناصر المذكورة آنفا في تصور جديد للجناح التونسي المشارك في المعارض السياحية الدولية لا سيما وأن الجناح الحالي الذي يشارك منذ حوالي 3 سنوات في المعارض يفتقد إلى الكثير من عناصر الجلب القادرة على خلق التميز والتفرد بين مختلف الوجهات السياحية المشاركة. صحيح أن تصميم وتصور جناح بكل المواصفات المطلوبة يكلف اليوم الكثير لكن هذا لا يمنع ضرورة التفكير في حلول ولعل ما أشار إليه السيد خليل لعجيمي وزير السياحية خلال المشاركة في فعاليات المعرض السياحي بميلانو ،حول التفكير في تشريك خريجي معاهد الفنون الجميلة والتصميم والاخراج في تصور جديد للجناح التونسي، يعد من بين الحلول المطروحة التي يجب الاسراع في تنفيذها. ماذا عن تقنيات الترويج الاخرى؟ إلى جانب أهمية الابتكار والتجديد في الاجنحة يجب التفكير كذلك في تدعيم بعض الجوانب التسويقية والترويجية الاخرى للسياحة التونسية بالاعتماد أيضا على قوة الصورة وتأثيرها في المتلقى من خلال التواجد في وسائل الاعلام والبحث عن أفكار جديدة للتعريف بالوجهة السياحية التونسية. نشير كذلك الى أنه حان الوقت للتفكير في بعث قناة فضائية مختصة في الترويج للوجهة السياحية التونسية تبعث ببادرة من المهنيين وبشراكة مع الادارة ومختلف المستفيدين من القطاع السياحي.