تونس-الصباح: ينتظر في الفترة المقبلة أن تعرض ملامح الخطة الترويجية الجديدة التي ضبطتها وزارة السياحة على أنظار الحكومة ثم السلطة التشريعية لتوفير التمويلات الضرورية لا سيما أن الملامح الأولية للخطة تؤكد أن الحاجة ملحة للرفع من ميزانية الترويج لا سيما في الأسواق التي تشهد تراجعا في عدد الوافدين وأيضا في بعض الاسواق الأخرى التي تحتاج دون شك إلى دعم النواحي الترويجية لما لعمل الدعاية اليوم من أهمية في التعريف بمؤهلاتنا وخصوصياتنا السياحية في الأسواق العالمية. لقد ظلت الميزانيات المرصودة للترويج ضعيفة ولا تضمن النجاح في التواجد بالشكل الكافي في الوسائط الإعلامية الجديدة والمتطورة على غرار الفضائيات والقنوات العالمية والمختصة في الشأن السياحي ذات الكلفة المرتفعة، تصل كما ذكر وزير السياحة مؤخرا في مجلس النواب إلى أكثر من 100 ألف أورو نظير 30 ثانية فقط وقت ذروة المشاهدة،وذات المردودية والجدوى العالية أيضا من حيث درجة التأثير على ميولات الراغبين في السفر من منطلق ما لسحر الاشهار والصورة وتأثيرهما على الفرد...ولعل مشاهدة إحدى الومضات عن السياحة في وجهة منافسة لنا يؤكد ما ذهبنا إليه من قدرة هذه القنوات الاتصالية المتطورة على التأثير لأنك وبمجرد مشاهدة الومضة ، طبعا ذات الإخراج والحرفية والابتكار في التصور والانجاز، تتمنى لو تحزم أمتعتك في الحين وتتوجه لقضاء عطلة هناك. ولعل هذا أيضا ما يفسر تقدم بعض الوجهات المنافسة لنا وربح أشواط هامة في التواجد بقوة في عدد من الأسواق السياحية. صحيح أن إمكانياتنا محدودة وقد لا تستطيع مواجهة الكلفة المرتفعة لطرق الإشهار والترويج المتطورة لكن الأكيد أنه بالامكان أحسن مما كان وأنه لا خيار اليوم لسياحتنا في ظل تنامي المنافسة إلا العمل على مزيد العناية بالدعاية والإشهار والترويج في الأسواق العالمية للحفاظ على مكانتها وتحسين أرقامها. توجهات جديدة في الترويج جاءت خطة الترويج الجديدة الخاصة بالأسواق التقليدية للفترة الممتدة بين 2009 -2011 الموجهة أساسا إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأنقلترا واسبانيا إلى جانب السوق الروسية...بعد دراسة معمقة لوضعية هذه الأسواق ولأسباب تراجعها والتي كانت في مقدمتها الأسباب المرتبطة بالمنافسة. وتتمثل الأهداف المرسومة من خلال دعم الترويج في هذه الأسواق،في إرجاع المليون سائح ألماني التي خسرتها الوجهة التونسية في السنوات الأخيرة والعمل على بلوغ 2 مليون سائح فرنسي وذلك باستهداف الجهات الفرنسية التي لا يزال فيها مخزون يمكن الاستفادة منه إلى جانب بلوغ مليون سائح إيطالي لأن النتائج الحالية التي تقدر ب400 ألف سائح تعتبر نتائج ضعيفة...وبالنسبة للسوق الإسبانية الهدف بلوغ 350 ألف سائح و600 ألف سائح للسوق الأنقليزية وحوالي 150 ألف بالنسبة للسوق الروسية... التظاهرات والصالونات ووفقا للمعطيات التي كشفت عنها إدارة الاتصال والترويج بديوان السياحة في وقت سابق فإن مجال الترويج وإلى جانب دعم الجوانب المادية وميزانيات الإشهار والترويج سيشهد أيضا تغييرات هيكلية على مستوى برامج العمل والتعامل مع الأسواق والفاعلين في القطاع. أول هذه التوجهات التي سيتم السعي إلى مزيد دعمها العمل على تكثيف التظاهرات المناسباتية ذات الأبعاد التنشيطية السياحية الثقافية أو الرياضية...واستغلال هذه التظاهرات في الترويج للمنتوج السياحي التونسي والتعريف بالمخزون الطبيعي والحضاري والثقافي لمختلف الجهات الداخلية للبلاد والتوجه في الترويج للجهات السياحية داخل الجمهورية سيكون بشكل مستقل مع التركيز على مميزات وعناصر الجلب في كل جهة من ذلك الترويج للوجهة السياحية الصحراوية كوجهة مستقلة ولطبرقة والوطن القبلي وغيره من المناطق السياحية الأخرى. نشير في الإطار ذاته عزم الديوان على تشجيع وكالات الأسفار التونسية على مواكبة تمشي التخصص في الترويج للوجهات الداخلية بصفة مستقلة عبر إعطاء المزيد من الإمكانيات في الميزانية الترويجية التوجهات الجديدة للترويج ستشمل كذلك المشاركة في المعارض والصالونات السياحية العالمية من حيث التوجه أكثر إلى دفع المهنيين إلى المبادرة والمشاركة في مجهود الترويج هذا بالإضافة إلى العمل على التواجد أكثر في الصالونات المختصة...