ما كادت تمضي سوى اربع جولات من عمر بطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم في مرحلتها التمهيدية ل"البلاي أوف" وال"البلاي آوت"، حتى طفت على السطح مؤشرات تحمل في طياتها دلالات لا تخدع على ان الاجواء المتعفنة بين الاندية ومكونات المنظومة الرياضية بكل هياكلها والتي خلنا انفسنا قد تخلصنا منها الى الابد ،عائدة تدريجيا الى الساحة وكأننا بها تطبخ على نار هادئة ! صدقوني إنها ليست مسحة من التشاؤم مبالغ فيها او في غير محلها ،بل هي بالتاكيد الحقيقة بعينها . نعم انها الحقيقة التي تبدو مبدئيا مبطنة وغير ظاهرة للعيان ،ولكن الويل كل الويل لو انها تطفو على سطح الاحداث بصورة ملموسة وجليّة وساطعة . يومها تكون تبعاتها وإفرازاتها وخيمة العواقب لكوننا وهذا المهم لم نعمل على احتواء هذه "الظاهرة " الخبيثة والتصدي لها من الوهلة الاولى للحيلولة دون استفحالها . لذا فالمطلوب اليوم بل وفي طليعة الاولويات وأوكدها القيام بهذه الخطوة ما دامت الأجواء لم تبلغ درجة التعفن وما دام باب الوقاية لم يغلق بعد ،لان اي فعل أو تحرك بعد ذلك لا يجدي نفعا مهما تكثفت المساعي وصدقت النوايا . فحذار ثم حذار ...حتى لا نضطر للقول :"لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر " ووقتها نكون قد خسرنا كل شيء ! أليس كذلك ؟