أكد الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي وعضو مؤسس لمركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي أن مصداقية تونس دولياا أصبحت اليوم في الميزان وانه عاجز على إعطاء إشارات واضحة للمستثمرين حول الآفاق المستقبلية في ظلّ الأحداث الأخيرة. ووصف العياري الأرقام المتعلقة بسنة 2013 بأنها "أرقام هشة."و ذلك خلال يوم دراسي نظمه أمس مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي بمقر المدرسة القومية للإدارة تحت عنوان " قراءة تحليلية لميزانية سنة 2013 وآفاق التنمية الجهوية ". وفي تشخيص للأسباب التي باتت تعرقل التنمية الجهوية بين العياري أن "هذه الأسباب هي سياسية بعد ان كانت في السابق اقتصادية مضيفا بأنه لا توجد حكومة يسارية أو يمينية أو علمانية أوإسلامية قادرة على الإيفاء وحدها بالقيام بدورها الكامل على مستوى التنمية الجهوية ووصف خطاب المعارضة بالمسعور والغوغائي" على حدّ قوله. وبخصوص الاعتمادات المخصصة للتنمية الجهوية من الميزانية المقبلة قال العياري أن مجموع هذه الاعتمادات يصل إلى حدود 8 مليار دينار وهي اعتمادات هامة في حال ظلّ مستوى الأجور على حاله. لكنه قال:" لا يخفى عن الجميع ان تيار الزيادات الاجتماعية لا يمكن التحكم فيه داعيا إلى ضرورة بعث صناديق جهوية ترصد لها اعتمادات التنمية على المستوى الجهوي.." تخوف وأبدى محافظ البنك المركزي تخوفه من تواصل مطالب الزيادات في الأجور في بحر السنة المقبلة مؤكدا على ان "هذا الأمر راجع إلى طبيعة العلاقة بين اتحاد الشغل والحكومة "على حد قوله. وبالنسبة للقدرة التشغيلة أكد العياري أن قدرة الحكومة على التشغيل لا تتعدى 20 ألف موطن شغل. ومن جانبه قدم كمال العيادي رئيس مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي قراءة في مستوى انجاز المشاريع المبرمجة لميزانية 2012 مؤكدا انه لم يفت الوقت لتقييم ميزانية 2012 لان مصداقية تقديم مشروع ميزنية 2012 تنطلق من تقييم الميزانية السابقة. أسباب تعطل الانجاز واستعرض العيادي المشاريع المبرمجة لولايات الشمال الغربي والتي لم ينجز اغلبها بعد فمثلا بلغت المشاريع المدرجة بميزانية 2012 بالنسبة لولاية باجة ب 142 مشروعا لم تنجز منها سوى 4 مشاريع في حين ان 90 مشروعا بصدد الانجاز و11 مشروعا بصدد طلب العروض. في حين تم انجاز 27 مشروعا بولاية الكاف من مجموع 208 مشاريع مبرمجة لهذه الولاية في سنة 2012 في حين ان البقية اما لم تنطلق او هي بصدد الانجاز اما بالنسبة لولاية سليانة فقد خصص لها 158 مشروعا انحز منها 72 مشروعا. وأشار العيادي إلى الأسباب المؤدية الى ضعف الإنتاج وهي: الظروف الأمنية والاجتماعية والعراقيل الإجرائية وعوامل سياسية.