ما هي مقاربة الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟ تونس الصباح: استبعدت مصادر قيادية في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، إمكانية التحالف مع أي من الأحزاب السياسية خلال الانتخابات التشريعية المقررة في خريف العام القادم.. لكن هذه القيادات وضعت شروطا أساسية للدخول في أي تحالف مهما كان نوعه أو مكوناته.. وقال مصدر رفيع المستوى في الحزب في تصريح ل"الصباح"، أن اتجاه الحزب في المرحلة الراهنة هو المشاركة بشكل فردي، على اعتبار أن الساحة السياسية غير ناضجة لأي نوع من التحالفات على الأقل في الفترة الراهنة.. ووصف مصدرنا المشهد السياسي الحالي بكونه "يعيش عصر الشتات السياسي" على حدّ تعبيره، قبل أن يضيف بأن فرضية التحالف تبقى مفتوحة شريطة توفر جملة من الشروط لكي يكون لهذا التحالف معنى انتخابيا وسياسيا في ذات الوقت.. ويرى الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، أن من بين هذه الشروط، أن يكون هنالك توافق حول صيغة محددة للعمل المشترك، تقوم على نبذ العنف والانتصار للنظام الجمهوري، واستقلال القرار الوطني، ووحدة البلاد من خلال رفض الإستقواء بالأجنبي مهما كانت صفته أو هويته، إلى جانب مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعدم القفز على المكاسب المسجلة في البلاد، بغاية قطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد.. وعلى الرغم من انخراط الحزب ضمن "اللقاء الديمقراطي" الذي يضم عددا من الأحزاب التي توصف ب"الموالاة"، فإن قيادة الوحدوي تميّز بين كونها مكونا من مكونات هذا اللقاء، وعملية التحالف الانتخابي خلال الاستحقاقات المقبلة.. لكن الحزب لم يقطع مشاوراته مع بعض أطراف "اللقاء الديمقراطي" رغم ما يتردد عن وجود خلافات وتباينات بين مكونات هذا التحالف السياسي.. وعلمت "الصباح" في هذا السياق، أن مشاورات الوحدويين مع بعض الأحزاب، بينها حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الوحدة الشعبية، ما تزال مستمرة، حول الوضع السياسي ومتطلبات المرحلة المقبلة، وتصورنا للمشهد السياسي في أفق السنوات القادمة.. حوار وطني حقيقي.. من جهة أخرى، دعا الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إلى ما أسماه ب "حوار وطني حقيقي، يشمل جميع الأحزاب المعترف بها، بغاية الارتقاء بالمشهد السياسي إلى المستوى الذي يؤسس للديمقراطية، على اعتبار أن البلاد تجاوزت الفترة الانتقالية التي أعقبت التغيير، ويتعين حاليا البدء في وضع آليات لمشهد ديمقراطي شفاف وواضح، من شأنه التأسيس لحقبة جديدة.. ويقترح الحزب في هذا السياق، "تشكيل مجلس أعلى للحوار" يضم جميع هذه الأحزاب للتحاور حول أمهات القضايا والخيارات السياسية التي تتطلبها المرحلة المقبلة، وذلك بغاية الخروج بمقترحات عملية يتم رفعها إلى الحكومة، بهدف امتصاص الإحتقان الموجود، والقضاء على التجاذبات المفتعلة والعقيمة التي لا تزيد الوضع السياسي إلا تدهورا واحتقانا"، على حدّ تعبير مصدرنا.. أجندة انتخابية.. وكان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، شرع في الآونة الأخيرة في زيارة عدد من الجهات، بينها قبلي وقفصة ومنوبة وأريانة، التقى خلالها أعضاء الجامعات التابعة للحزب ومناضليه، في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية القادمة.. وتناهى إلى علم "الصباح"، بأن هذه الاجتماعات التي شملت جامعة تونس، والتي ستتوسع باتجاه بقية الجهات الأخرى خلال الفترة المقبلة، ناقشت رؤية الحزب للانتخابات التشريعية المقررة في العام 2009، وبخاصة كيفية مشاركة الحزب في هذا الاستحقاق الانتخابي.. لكن الأهم من ذلك، تطرق هذه الاجتماعات إلى أجندة الحزب خلال الانتخابات التشريعية القادمة.. وعلمت "الصباح" أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي حدد جملة من الأولويات التي ستقود تحركاته وحملته وخطابه الانتخابي، ويمكن اختزالها في عدد من النقاط أهمها: ** مقترح اعتماد القائمات بالأغلبية بدل النسبية.. ** فصل الإدارة عن الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، وذلك باتجاه أن تكون الإدارة محايدة في مهامها وعلاقتها بالفاعلين السياسيين ومكونات الساحة الانتخابية.. ** الدعوة إلى شفافية الانتخابات.. ** مقترح فصل الانتخابات الرئاسية عن التشريعية، على اعتبار أن الرئاسية لها خصوصيتها التي تختلف عن التشريعية، فيما أن الاستحقاقات البرلمانية تفترض معارك انتخابية على قواعد مختلفة، بحيث تكون محرارا حقيقيا لحجم الأحزاب ومضمون خطابها ومواقفها، ومن باب الفعالية للانتخابات التشريعية، جعلها منفصلة عن الرئاسية حتى تتيح أكثر ما يمكن من التنافس الانتخابي الحقيقي.. ** تفكيك الدوائر الانتخابية باتجاه تقليصها وتضييق دائرتها حتى يتسنى للأحزاب لعب دورها في الحراك الانتخابي بشكل جيّد.. ومن المنتظر أن تكون هذه المسائل على رأس أجندة الحزب خلال الانتخابات القادمة.. صالح عطية