تعزيزات أمنية وعسكرية.."الكوموندوس" يمشط و"الداخلية" تنعى شهيدها - حارس بشركة بترول تفطن للمتسللين.. وهذا ما قاله مصدر أمني ل"الصباح" عنهم - استشهد مساء أمس عون حرس وأصيب آخرون بجروح في اشتباكات وصفت بالضارية بين أعوان الحرس والجيش الوطنيين ومجموعة مسلحين بمحيط منطقة بوشبكة الحدودية بأحواز معتمدية فريانة(60 كيلومترا عن مدينة القصرين)، وقد تحولت تعزيزات عسكرية وأمنية كبرى إلى محيط موقع المواجهات لتمشيطه والإيقاع بالمسلحين مدعمين بمروحيتين عسكريتين أضاءتا عند نزول الليل سماء المنطقة بحثا عن المتسللين. رصاصة قاتلة وقال مصدر مطلع من المستشفى الجهوي بالقصرين في اتصال هاتفي ب"الصباح" إن المؤسسة الصحية المذكورة استقبلت في حدود الساعة الثالثة وأربعين دقيقة من مساء أمس جثة عون حرس تحمل إصابة بالرصاص قبل أن يستقبل بعد فترة زمنية وجيزة عون ثان مصاب بالرصاص، وقد تجند الإطاران الطبي وشبه الطبي للتدخل وإسعافه في انتظار نقله على الأرجح إلى مؤسسة صحية بالعاصمة، مضيفا بتحفظ شديد أن الوفاة والإصابة حصلتا أثناء اشتباكات قرب منطقة بوشبكة الحدودية دون إيضاحات أخرى. مواجهات ضارية إلى ذلك أكد مصدر أمني مطلع حصول مواجهات بين مجموعة مسلحة دون تقديم معطيات حول هويات عناصرها أو انتماءاتهم وأعوان حرس الحدود والجيش الذين كانوا في مهمة ترتيبية رفقة أعوان من إدارة الغابات على الحدود التونسيةالجزائرية مما تسبب في وفاة عون حرس حدود وإصابة آخرين بالذخيرة الحية، مفيدا بأن المسلحين يتحوزون بأسلحة نارية متطورة من نوع كلاشينكوف حسب نوعية الرصاص الذي أصيب به الأعوان- ويملكون مهارات كبيرة على استعمال السلاح ويعرفون جيدا المسالك الوعرة للمكان وقد بادروا بإطلاق النار على الأعوان بعد التفطن لتسللهم مسافة تقدر بنحو عشرة كيلومترات في التراب التونسي، وتجري-إلى حد كتابة هذه الأسطر- عملية تعقبهم وتمشيط المكان ومحيطه بالتنسيق بين الحرس والجيش الوطنيين قصد إيقافهم. تسلل إلى التراب التونسي مصادر مختلفة أخرى قالت ل"الصباح" أمام شحّ المعلومات الأمنية إن المسلحين وعددهم بين أربعة وخمسة (لم تعرف إلى حد كتابة هذه الأسطر جنسياتهم أو الجهة التي ينتمون إليها) تسللوا إلى التراب التونسي قادمين على الأرجح من الجزائر وبوصولهم إلى جبل سنك الواقع بين بوشبكة وأم علي بمنطقة صميدة بأحواز معتمدية فريانة تم التفطن إليهم وهو ما لفت على ما يبدو أيضا أنظار المسلحين فأطلقوا النار نحو الأعوان مما أدى إلى استشهاد أحدهم وهو الشهيد أنيس الجلاصي(27 سنة) أصيل منطقة الكرمة من ولاية القيروان وإصابة آخرين يتردد أن من بينهم عسكريان تابعان للوحدات الحدودية فوج القصرين. حارس تفطن للمسلحين وفي نفس السياق قالت صحيفة النهار الجزائرية نقلا عن مسؤول أمني جزائري إن حارسا بمؤسسة مختصة في التنقيب عن البترول واقعة على الحدود بين تونسوالجزائر تفطن لوجود خمسة ملتحين (لم بعرف إن كانوا سلفيين جهاديين تونسيين أو منتمين لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي) فسارع إلى إشعار أعوان مركز حرس الحدود ببوشبكة فتحول الأعوان إلى عين المكان غير أن المسلحين بادروا بإطلاق النار عليهم فقتلوا عونا، مضيفة أن تعزيزات أمنية وعسكرية كبرى اتجهت إلى محيط موقع المواجهات سواء من الجانب التونسي أو الجانب الجزائري وحاصرته مدعمة بمدرعات ومروحيتين.