عاجلا وليس آجلا ستقتنع جماعات الارهاب وعصابات التهريب التي تحاول هذه الأيام اختبار درجة يقظة وجاهزية قواتنا المسلحة من جيش وحرس وطني المرابطة في النقاط الحدودية الجبلية... ستقتنع بأن التراب التونسي سيظل عصيا على عصاباتهم أن تستوطنه أو حتى أن تتخذه ممر عبور. نقول عاجلا وليس آجلا لا فقط لأن كل محاولاتهم الاثمة المتكررة على مدى الأيام القليلة الأخيرة قد باءت بالفشل وجوبهت بدرجة عالية من اليقظة والتضحية من طرف أبناء تونس البررة من جيش وحرس وطني وإنما أيضا لأن كل التونسيين أفرادا وجماعات وأحزابا سياسية ومنظمات أهلية هم اليوم طرف في هذه المعركة الوطنية المقدسة ضد الارهاب الوافد والعابر للحدود... أجل،،، فحماية أمننا القومي والحفاظ على سلامة تراب وطننا الغالي وطهارته هي «معركة» لابد لنا كمجموعة وطنية أن نخوضها على أكثر من جبهة وبأكثر من سلاح وأداة وعدّة.. صحيح،،، أن درجة اليقظة وروح التضحية العالية التي يبديها هذه الأيام رجال الجيش والحرس البواسل في التصدي لكل محاولات التعدي على الأمن القومي واستباحة أراضينا في المناطق الحدودية من قبل عصابات الارهاب المسلحة من شأنها أن تبعث على الاطمئنان وتجعل المرء يتأكد بأن الارهابيين لن يمروا.. ولكن هذا لا يمنع بالمقابل من التأكيد على أهمية وضرورة تحصين جبهتنا الداخلية من خلال القطع ولو مرحليا مع كل مظاهر الصراعات والتجاذبات السياسية من جهة وكذلك من خلال العمل على تنقية المناخ الاجتماعي من كل عوامل التواتر والاخلال بالامن العام من جهة أخرى ... إن التمكين مثلا لعملية الانتقال الديمقراطي أن تبلغ مداها وللمؤسسة الدستورية المنتخبة (المجلس الوطني التأسيسي) بأن تضطلع بمهامها بأسرع ما يمكن من وقت... والترفع عن كل أنواع الخلافات الايديولوجية والحسابات السياسية الضيقة التي قد تشغل القوى الوطنية سواء منها التي هي في الحكم أو في المعارضة عن أن تؤدي دورها كاملا وتقدم مساهمتها النوعية في التأسيس لدولة العدالة والحريات والقانون والمؤسسات هو في صميم عملية حماية الوطن والثورة التي تمثل تضحيات أبناء تونس من جيش وحرس وطني هذه الأيام في مواجهة الارهاب الوافد أحد أبرز وأنبل تجلياتها.. اليوم،،، ونحن على مسافة يوم واحد من تاريخ 17 ديسمبر الذي شكل فاتحة شهر الثورة المباركة (17 ديسمبر 14 جانفي).. الثورة التي غيرت وجه المنطقة وأعادت لتونس وشعبها عزهما ومكانتهما في العالم لابد لنا أن نستحضر كتونسيين كمّ التحديات الداخلية والخارجية التي لا تزال قائمة أمام ثورتنا الفتية في ذكراها الثانية وأن نتصالح نعم نتصالح كمجموعة وطنية ونجتمع على صعيد واحد وكلمة سواء عنوانها "حماية الوطن والثورة".