يقدم الثنائي جوهر الباسطي ونوال الاسكندراني عرض"هرسلة@ فن. فقط" أيام 20 و21 و22 ديسمبر الحالي بقاعة الفن الرابع وهو أحدث انتاجات الاسكندراني، حيث يجمع فن الحركة بإيقاعات الموسيقى في عرض يستعرض تاريخ الرقص في بلادنا من بداياته في عهد الاستعمار إلى سنوات البورقيبية وحقبة الثمانيات والتسعينات... النظرة السلبية لهذا الفن من قبل البعض في المجتمع وتهميش الساسة والسلط المعنية بالثقافة للرقص المعاصر إضافة إلى الثورة وصعود الإسلاميين للحكم هي من بعض المشاغل التي تجسدها لوحات " هرسلة@ فن.فقط " في عروض ثلاثة أحدها في نسخته الفرنسية. نوال الاسكندراني ترقص على إيقاعات حياتها كمواطنة وفنانة طيلة فترة حكم بن علي في عرض أخذ الكثير من المسرح والموسيقى يرافقها خلاله الفنان جوهر الباسطي بالعزف والآداء. وتتساءل نوال الاسكندراني من خلال مؤلفها "الرقص المعاصر في تونس:بين الاستشراق والأسلمة" وعرضها "هرسلة@ فن.فقط "، عن التتبعات الاجتماعية والثقافية للجسد والتحدي الذي يواجهه بصعود الإسلاميين المعتدلين للحكم حيث تستشهد في هذا السياق بمقولة نيتشه في كتابه "هكذا تكلم زرادشت":" لا أستطيع أن أؤمن إلا بإله يعرف الرقص". كما اعتبرت نوال الاسكندراني أن غياب الدعم والاهتمام بفن الجسد لم يمنع من بروز عديد الأسماء في تونس على غرار إيمان سماوي وعماد جمعة ونجيب خلف الله وغيرهم بل ساهم في انصراف السلطات العامة عن هذا الفن ليصنع ممارسه إبداعات بعيدة عن براثن الرقابة.