نوّال اسكندراني واحدة من المبدعات التونسيات تعمل بصمت وتستشرف فضاءات فنية متنوعة في الموسيقي والرقص والكلمة وترى تماهيا بين هذه المقومات وتعتبر ألاّ حدود بينها. قدّمت في الآونة الأخيرة عملا بعنوان «هرسلة» عن هذا الانتاج وعن مواقف عدة حدثتنا في هذا اللقاء. ٭ هل يمكن أن تقدمي لنا عرض «هرسلة»؟ - هو عبارة عن مجموعة من القصص مسجلة في ذاكرتي هي مجموعة من الخواطر جاءت قبل الثورة وبعدها. لقد تشكّل «هرسلة» في البداية قصصا وأحداثا ثم جاءت صياغته الفنية. ٭ ما الذي دفعك الى مثل هذه الخواطر؟ - بصراحة لقد أصبت بعديد الصدمات ففي سنوات 1993 و1994 عندما كنت مديرة المركز الوطني لفن الرقص تعرضت الى عدة مواقف مذهلة فقد دعاني مرّة مكتب الضبط وطلبوا مني أن أحضر لأتسلم بطاقة انخراطي في التجمع ولم أطلب ذلك. ثم كانت مفاجأة أخرى حين دعيت لأمضي في قائمة المناشدين. ٭ ولكن هذا الأمر كان عاديا في تلك الفترة؟ - كان ذلك أمرا طبيعيا عند بعض المثقفين ولكن بالنسبة لي فقد لاحظت النشاز الواضح. ٭ ألم تكوني متسيّسة؟ - لا أنا مستقلة متحرّرة و«هرسلة» نشأ انطلاقا من السياسة إذ خلال مسيرة حول اللائيكية التقيت بعدة مثقفين ومن بينهم جوهر الباسطي ورويت هذه القصص ذات الدلالة السياسية ومن هنا كان مشروع «هرسلة». إذن العمل يمسح فترة تمتد من 1993 الى 2010 . فيها قصص متنوعة، حكاياتي مع الامن، مع الإدارة وغيرها. ٭ علاقتك بالرقص كيف هي؟ - الرقص جعلني لا أجنّ ولا أهرب من تونس، مكنني من المواجهة بجسد مهشم ماديا ومعنويا على امتداد 23 سنة . الرقص مكّنني من الحلم والحلم جعلني أبقى واقفة، في وقت توقف فيه الناس عن الحلم. ٭ ما هي نظرتك الى الواقع الثقافي الآن؟ - ما ينقصنا في تونس أننا لم نقم بثورة ثقافية ولم نقم بنقد ذاتي، نقد للصمت وللخوف. ٭ كلمة 2011 هي Dégage ما رأيك؟ - قبل أن نقول للآخر Dégage يجب أن ننظف بيتنا وأنا لا أعطي دروسا بل أدعو الى الوعي بعديد المتناقضات.