عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية بمقر جامعة الزيتونة بالعاصمة وبالتعاون معها يومي2021 ديسمبر2012. وقد حضر الجلسة الافتتاحية الدكتور عبد الجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة الذي بين أن الخلاف بين المذاهب الإسلامية ليس في الأصول وإنما في تأويل النصوص والشريعة بما يجعل من الحضارة الإسلامية عنوان ثراء لاسيما أن كتابها حمال معانى وهو ما قاد الإمام الغزالي إلى وضع قانون للتأويل حتى يكون الاختلاف رافدا لوحدة الأمة وعامل تنوع وإثراء لها. وفي المداخلات أكد الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرّامة ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو والدكتور علي محيي الدين القره داغي رئيس المجلس، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشّيخ أحمد بن حمد الخليل، المفتي العام لسلطنة عمان والأستاذ أحمد خالد بابكر، أمين مجمع الفقه الإسلامي الدّولي، والشّيخ محسن ألأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتّقريب بين المذاهب الإسلامية على أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية في هذه الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي، وأهمية العمل الجاد والمتواصل من أجل إيجاد السبل الناجعة لجمع كلمة المسلمين والتغلب على أسباب تفرقهم وخلافاتهم، وعلى ضرورة تعميق التضامن الإسلامي بالحوار الحكيم والمرتفع إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. تنديد بالدور المشبوه لبعض الفضائيات التلفزية وأشار الدكتور علي محيي الدين القره داغي إلى الدور الخطير الذي تلعبه القوى الصهيونية الأمريكية لتشتيت الأمة وإبقائها في حالة ضعف دائم بما يديم وجود الكيان الإسرائيلي ونهب مقدرات الدول الإسلامية. وندّد بالدور المشبوه التي تقوم به الفضائيات التلفزية لنشر الفتنة والاقتتال بين مكونات الشعب الإسلامي الواحد وشدد على ضرورة اليقظة خاصة من العلماء على اختلاف مذاهبهم لقطع الطريق أمام مخططات الفتنة التي تقسم المسلمين وتصب في مصلحة أعدائهم الطامعين في خيراتهم. وبين الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة ممثل الإيسيسكو مدى أهمية معرفة الأسباب التاريخية و السياسية للفتن و عزلها حتى لا تكون معاول هدم لوحدة المسلمين وعنصر هدم لأركان دينهم وقال:"ان الثوابت هي الأصول التي ينبني عليها ديننا فإذا أبرزناها في مناهجنا الدراسية وخطبنا المنبرية وتآليفنا العلمية على حساب غيرها من المفرقات والمشكلات فقد عملنا على توحيد الأمة الإسلامية وضمنا التقريب بين مذاهبها". وقد أسفرت أعمال المؤتمرين ونقاشاتهم على التوصيات التالية: -اعتماد ميثاق الثوابت الإسلامية مع إدخال الملاحظات التي تم الإجماع عليها في الوثيقة. - اعتماد كتاب الإباضية مصادرها وأعلامها وأثرها في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وإجازته للطبع والنشر بعد إصلاح الملاحظات التي أبداها بعض السادة الأعضاء. - تشكيل لجنة لمراجعة كتاب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والكتاب المنهجي عن التقريب بين المذاهب الإسلامية وكتاب أهل السّنة دعاة التّقريب مكونة من. الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي. رئيساً والشيخ أحمد حمد الخليلي والأساتاذة والدكاترة أحمد خالد بابكر ومنذر الحكيم وأحمد الخمليشي وأحمد أبو شحيمة أعضاء. وقد اتّفق الحاضرون على أن يقوم أعضاء اللّجنة بتوصيل ملاحظاتهم إلى الرئيس بعد خمسة وأربعين يوما من تاريخه. معرفة الأسباب التاريخية والسياسية للفتن لعزلها وبالمناسبة أيضا تم تشكيل هيئة استشاريّة لمجلّة التّقريب تتكوّن من الدّكتور علي القره داغي رئيس المجلس مشرفا عاما والشّيخ أحمد بن حمد الخليلي والأستاذ الدّكتور خالد بابكر والأستاذ الدّكتور محمد حسن تبرائيان والأستاذ الدّكتور أحمد الخمليشي والقاضي اسماعيل العمراني - دعوة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى تنظيم مؤتمر لوزراء الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي في إطار تفعيل استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية وتنفيذ توصيات المجلس الاستشاري الأعلى. - دعوة الإيسيسكو إلى إنجاز بحث تاريخي عن فترة الخلفاء الثلاثة وعلاقتهم بالخليفة الرّابع رضي الله عنهم أجمعين، وذلك عن طريق فريق من المختصين في التاريخ وعلم الاجتماع إلى جانب محدّثين، فمن شأن هذا البحث أن يكشف عن كثير من الحقائق التي غابت بعمل بعض الوضاعين والمتعصّبين. - تعميم الاستفادة من ميثاق الوحدة الإسلاميّة في التّقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أعدّه مجمع التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة وعرضه في المؤتمر القادم لاتّخاذ ما يراه المجلس مناسبا. - السّعي الجادّ لإنشاء إعلام إسلامي متميز وبخاصّة في نظام القنوات الفضائيّة للعمل على التقريب وتعميم ميثاق الثوابت الإسلامية والوحدة الإسلامية. - التّوصية بعقد الاجتماع الخامس للمجلس بطهران وذلك باستضافة مجمع التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة.